كنت في سيارتي ، وكانت الساعة تقترب من التاسعة ليلاً عندما لمحت المشهد: فرقة فنون عمانية مغناة تقدم لوحة فنية جميلة من التراث العماني الأصيل، أفرادها يرتدون زياً عمانياً متكاملاً يتكون من دشداشة وعمامة صورية، يزينها خنجر عماني تقليدي ، ورجل عجوز عصرته الدنيا بتجاربها وخبراتها يتحرك بين الصفوف بحماس شاب في العشرين، يشجع هذا، ويعطي ملاحظاته لذاك ، ربما تذكر رحلة له قبل سنوات طويلة على ظهر سفينة "غنجة" مسافرة إلى أحد المواني بحثاً عن الرزق، فزادته الذكرى حماساً.
كلمات "الشلة " قديمة، وربما تعيد إلى الذاكرة كثيراً من التراث المغنى الذي سرق منا في غفلة من الزمن، وسط حالة تجاهل غريب من الجهات التي يعنيها الأمر. من منظر أنوار الزينة القادمة من أحد البيوت القريبة عرفت أن المناسبة هي إقامة أحد الأعراس، ويبدو أن صاحب المناسبة من المحافظين على ما تبقى من عادات وتقاليد جميلة، لذا فقد قرر أن يكون "العرس" تقليدياً،أو به شيء من روح الماضي الجميل. أجبرني المشهد على المتابعة، وأنا الذي لا أكثر من حضور مثل هذه المناسبات، ربما لأني لا أجد فيها روح الأصالة وعبق التراث. ورأيت في التفاف الناس، واندماجهم مع الفرقة ما يدل على بحثهم عن أشياء جميلة فقدوها بمرور الزمن.
أعادني المشهد لسنوات سابقة حيث تذكرت بعضاً من "الأعراس" التي حضرتها والتي ما زالت ذاكرتي تحتفظ بمشاهد جميلة متنوعة لعدد من الفعاليات المصاحبة لها.
كان الناس ينتظرون إقامة "العرس" بفارغ الصبر، قبل أشهر من موعده، وكانت الأعراس تقام في بيوت أصحابها، فإذا ضاق البيت عن استقبال المدعوين تمت الاستعانة بالساحات المحيطة ، مما يسمح باستقبال أي عدد منهم. كانت الأم تطلب من إحدى الشاعرات تأليف قصيدة تتغنى بصفات ابنها العريس وشجاعته وكرمه وحسن أخلاقه، ومن ثم تلحن كلمات هذه القصيدة وتؤدى من خلال الاحتفال المصاحب "للعرس".
وكانت "العروس" تحرص على ارتداء الزي التقليدي الجميل الذي يضيف لها جمالاً وبهجة،بينما كان "المعرس" زاهياً بزيه العماني المتكامل، وبخنجره وسيفه وبندقيته، كدلالة على الرجولة والشجاعة. كما كانت الفنون العمانية المغناة بمختلف أنواعها تتصدر المشهد ، وكان الشباب يرون في المناسبة فرصة للتباهي بملابسهم التقليدية الأصيلة، ولاستعراض مظاهر الشجاعة المتمثلة في استخدامهم للسيف أو البندقية التقليدية، وحسن أداءهم من خلال الرقصات الفنية المتناغمة مع الموسيقى التقليدية الصادرة من الكاسر والرحماني و"المسيندو" والمزمار، بينما ثمة فتيات يؤدين رقصات نسائية جميلة في احتشام وأدب. وكانت الوجبات التي تزين المائدة العمانية الأصيلة حاضرة ، وكانت مناسبة للتكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع الواحد، حيث لا فرق بين غني وفقير على مائدة واحدة.
وكانت سباقات الخيل والهجن تحضر أحياناً، حسب أهمية المناسبة أو مكان إقامتها، وسط إقبال كثيف وتشجيع حماسي من قبل الحضور. ما زلت أتذكر كذلك تعاون الكل من جيران وأقارب ومعارف في إنجاح المناسبة، فهذا يقيم إحدى أعمدة الخيام، وذاك يوزع المياه على الضيوف، وثالث يساهم في تنظيم مكان الغداء، ورابع، وخامس...الخ، وما زلت أتذكر البائعة العجوز التي تجد في مثل هذه المناسبات باب رزق تستطيع من خلاله أن تمنع نفسها من طلب العون من الآخرين.
باختصار...كان "العرس" العماني كرنفالاً اجتماعياً جميلاً تتبدى فيه كثير من القيم والعادات الجميلة، كالتعاون، والشجاعة، والكرم، والايثار، وغيرها من القيم الجميلة.
ثم مرت السنوات وتغيرت كثير من الأمور المتعلقة بهذه المناسبة الاجتماعية، كما تغيرت أشياء كثيرة جميله من حولنا، فلم نعد نر "العرس" العماني الأصيل كما عهدناه، وحلت الصالات المغلقة محل الساحات المفتوحة و"أحواش" البيوت، و"الدي جي" محل الفرق المحلية، والفساتين محل الملابس التقليدية الزاهية، والبوفيه عديم الطعم محل الوجبات العمانية الأصيلة. وأصبحت كثير من الأعراس" معلبة"،فباستثناء حضور عقد القران أو "الملكة" بالنسبة للرجال، فبقية المناسبة تتحول إلى "مرقص " خاص بالنساء إن تناسب التعبير حول ذلك، الموسيقى صاخبة، وثمة بنات يتبارين في الرقص وأخريات منعهن كبر سنهن من انتقاد ما يحدث، بل قد يباركنه من خلال ابتسامة عريضة، أو هز الرأس دلالة على الانبساط والرضا.
لقد أصبح البعض ينظر لإقامة "الأعراس" في الفنادق على أنه نوع من التباهي والتميز عن الآخرين، وأنه كلما ارتفعت تكلفة "العرس" كلما كان ذلك دليلا على مستوى تميزهم، وعلى الوضع الاجتماعي الذي ينتمون إليه. وربما يكون الإحساس بضعف قيم التعاون والتكافل لدينا هو أيضاً من أسباب لجوء البعض إلى الصالات، حيث كل شيء مرتب وجاهز.
نعم.. تغيرت "الأعراس"، وتغيرت معها كثير من القيم ، وهنا أتذكر صديقي وحواره مع ابنته الصغيرة التي أصرت على لبس فستان لا يتناسب مع تقاليد مجتمعنا المحافظ، لحضور أحد هذه الأعراس ، وعندما حاول هذا الصديق الاعتراض قامت الأم والبنت معاً بمعاتبته بحجة أن هذه هي الموضة والسائد، وقد تتعقد البنت بسبب نظرات صديقاتها إلى ملابسها التقليدية، فما كان من صديقي إلا الرضوخ ، وهو يضرب أخماساً بأسداس، ويندهش لعدم قدرته هو وكثير من الآباء على منع حدوث مثل هذه المواقف تحت دعوى عدم مسايرة العصرنة والتمدن.
ويبق التساؤل المهم: لم كل ذلك التغير؟وهل يمكن أن نربط ما يحدث الآن بالتطور؟ هل يمكننا أن نعتبر الموسيقى الصاخبة والرقص الخالي من الذوق و الفساتين الخالية من الأكمام تطوراً؟ ماذا سيضير لو أقيم"العرس" في مكانه، وماذا سيتغير لو حافظنا على عاداتنا الجميلة والأصيلة في إقامتنا لمناسباتنا المتنوعة؟هل لابد من التقليد ومحاكاة الآخرين؟ هل لابد من مسايرة أي مظهر اجتماعي دخيل؟ أولا نستطيع أن نحافظ على خصوصياتنا الثقافية والاجتماعية الأصيلة وأن نطور فيها بالقدر التي يضيف إليها لا ينقص منها؟
قد يستغرب البعض ويقولون: ولكننا ما زلنا نحافظ على تقاليدنا في إقامة الأعراس.وقد يكون هذا صحيحاً، وقد تكون بعض المناطق أو العائلات ما زالت تلتزم بنظام "العرس" القديم، ولكن الكفة قد بدأت تميل للأسف لصالح التغيير الحاصل في نمط هذه المناسبة.
إن الصالات قد غزت الولايات ، بل إنني كنت مدعواً لمناسبة اجتماعية في إحدى الولايات التي عرف عنها حرص أهلها على المحافظة على الموروث، فاندهشت حين علمت أن "العرس" مقام في صالة أفراح، بالرغم من مساحات البيوت الواسعة في معظم بيوت هذه الولاية، صحيح أنها صالة بدائية، ولكن هذا لا يمنع من الحكم بأن التغير الاجتماعي السلبي يتحرك بطريقة أسرع مما نتخيل، فما يحدث في العاصمة من حراك اجتماعي معين، ما يلبث أن ينتقل إلى حواضر المناطق ، ومنها إلى بقية الولايات.
إن إقامة "العرس" بشكله التقليدي الموروث، وبفعالياته المصاحبة، قد يجعلنا نساهم في المحافظة على عدد من مفردات موروثنا الحضاري، ففنوننا العمانية المغناة سيعود لها رواجها، وسيتمسك بها أصحابها بعد هجرة كثير منهم لها، بل وسيعود الذوق الأصيل لمحبيها، بعد أن أفسدته أنواع من الموسيقى والأغاني خالية من الذوق والجمال، وستعود للملابس العمانية روحها بعد أن حل محلها أذواق غريبة في الملابس التي لا تمت لمجتمعنا بصلة، وبدلاً من أن تستفيد دار الأزياء الغربية، فإن عدداً من الخياطات العمانية ستتحسن أحوالهن المادية من جراء عودتهن لمهنتهن الأصيلة التي جار عليها الزمان، وسيسهم ذلك في ظهور أجيال لاحقة ترتبط بالمهنة وتحافظ عليها، كما ستعود لرياضات الهجن والفروسية والعرضة بهجتها وإثارتها المعتادة، التي فقدت ككثير من مثيلاتها، كما سيعود للمجتمع شيء من تكافله الاجتماعي الذي ميزه لفترات طويلة، والذي أفسده التغير الاجتماعي السلبي الذي ساد مجتمعنا بسبب العولمة وتأثيراتها.
لنعد إلى تراثنا ومخزوننا الحضاري المتنوع، لنستلهم منه الكثير من القيم والعادات الجميلة ، فالتحضر والتمدن لا يتعارض مع الرجوع إلى الموروث، وصدق من قال" لا حاضر لمن لا ماضي له".
كلمات "الشلة " قديمة، وربما تعيد إلى الذاكرة كثيراً من التراث المغنى الذي سرق منا في غفلة من الزمن، وسط حالة تجاهل غريب من الجهات التي يعنيها الأمر. من منظر أنوار الزينة القادمة من أحد البيوت القريبة عرفت أن المناسبة هي إقامة أحد الأعراس، ويبدو أن صاحب المناسبة من المحافظين على ما تبقى من عادات وتقاليد جميلة، لذا فقد قرر أن يكون "العرس" تقليدياً،أو به شيء من روح الماضي الجميل. أجبرني المشهد على المتابعة، وأنا الذي لا أكثر من حضور مثل هذه المناسبات، ربما لأني لا أجد فيها روح الأصالة وعبق التراث. ورأيت في التفاف الناس، واندماجهم مع الفرقة ما يدل على بحثهم عن أشياء جميلة فقدوها بمرور الزمن.
أعادني المشهد لسنوات سابقة حيث تذكرت بعضاً من "الأعراس" التي حضرتها والتي ما زالت ذاكرتي تحتفظ بمشاهد جميلة متنوعة لعدد من الفعاليات المصاحبة لها.
كان الناس ينتظرون إقامة "العرس" بفارغ الصبر، قبل أشهر من موعده، وكانت الأعراس تقام في بيوت أصحابها، فإذا ضاق البيت عن استقبال المدعوين تمت الاستعانة بالساحات المحيطة ، مما يسمح باستقبال أي عدد منهم. كانت الأم تطلب من إحدى الشاعرات تأليف قصيدة تتغنى بصفات ابنها العريس وشجاعته وكرمه وحسن أخلاقه، ومن ثم تلحن كلمات هذه القصيدة وتؤدى من خلال الاحتفال المصاحب "للعرس".
وكانت "العروس" تحرص على ارتداء الزي التقليدي الجميل الذي يضيف لها جمالاً وبهجة،بينما كان "المعرس" زاهياً بزيه العماني المتكامل، وبخنجره وسيفه وبندقيته، كدلالة على الرجولة والشجاعة. كما كانت الفنون العمانية المغناة بمختلف أنواعها تتصدر المشهد ، وكان الشباب يرون في المناسبة فرصة للتباهي بملابسهم التقليدية الأصيلة، ولاستعراض مظاهر الشجاعة المتمثلة في استخدامهم للسيف أو البندقية التقليدية، وحسن أداءهم من خلال الرقصات الفنية المتناغمة مع الموسيقى التقليدية الصادرة من الكاسر والرحماني و"المسيندو" والمزمار، بينما ثمة فتيات يؤدين رقصات نسائية جميلة في احتشام وأدب. وكانت الوجبات التي تزين المائدة العمانية الأصيلة حاضرة ، وكانت مناسبة للتكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع الواحد، حيث لا فرق بين غني وفقير على مائدة واحدة.
وكانت سباقات الخيل والهجن تحضر أحياناً، حسب أهمية المناسبة أو مكان إقامتها، وسط إقبال كثيف وتشجيع حماسي من قبل الحضور. ما زلت أتذكر كذلك تعاون الكل من جيران وأقارب ومعارف في إنجاح المناسبة، فهذا يقيم إحدى أعمدة الخيام، وذاك يوزع المياه على الضيوف، وثالث يساهم في تنظيم مكان الغداء، ورابع، وخامس...الخ، وما زلت أتذكر البائعة العجوز التي تجد في مثل هذه المناسبات باب رزق تستطيع من خلاله أن تمنع نفسها من طلب العون من الآخرين.
باختصار...كان "العرس" العماني كرنفالاً اجتماعياً جميلاً تتبدى فيه كثير من القيم والعادات الجميلة، كالتعاون، والشجاعة، والكرم، والايثار، وغيرها من القيم الجميلة.
ثم مرت السنوات وتغيرت كثير من الأمور المتعلقة بهذه المناسبة الاجتماعية، كما تغيرت أشياء كثيرة جميله من حولنا، فلم نعد نر "العرس" العماني الأصيل كما عهدناه، وحلت الصالات المغلقة محل الساحات المفتوحة و"أحواش" البيوت، و"الدي جي" محل الفرق المحلية، والفساتين محل الملابس التقليدية الزاهية، والبوفيه عديم الطعم محل الوجبات العمانية الأصيلة. وأصبحت كثير من الأعراس" معلبة"،فباستثناء حضور عقد القران أو "الملكة" بالنسبة للرجال، فبقية المناسبة تتحول إلى "مرقص " خاص بالنساء إن تناسب التعبير حول ذلك، الموسيقى صاخبة، وثمة بنات يتبارين في الرقص وأخريات منعهن كبر سنهن من انتقاد ما يحدث، بل قد يباركنه من خلال ابتسامة عريضة، أو هز الرأس دلالة على الانبساط والرضا.
لقد أصبح البعض ينظر لإقامة "الأعراس" في الفنادق على أنه نوع من التباهي والتميز عن الآخرين، وأنه كلما ارتفعت تكلفة "العرس" كلما كان ذلك دليلا على مستوى تميزهم، وعلى الوضع الاجتماعي الذي ينتمون إليه. وربما يكون الإحساس بضعف قيم التعاون والتكافل لدينا هو أيضاً من أسباب لجوء البعض إلى الصالات، حيث كل شيء مرتب وجاهز.
نعم.. تغيرت "الأعراس"، وتغيرت معها كثير من القيم ، وهنا أتذكر صديقي وحواره مع ابنته الصغيرة التي أصرت على لبس فستان لا يتناسب مع تقاليد مجتمعنا المحافظ، لحضور أحد هذه الأعراس ، وعندما حاول هذا الصديق الاعتراض قامت الأم والبنت معاً بمعاتبته بحجة أن هذه هي الموضة والسائد، وقد تتعقد البنت بسبب نظرات صديقاتها إلى ملابسها التقليدية، فما كان من صديقي إلا الرضوخ ، وهو يضرب أخماساً بأسداس، ويندهش لعدم قدرته هو وكثير من الآباء على منع حدوث مثل هذه المواقف تحت دعوى عدم مسايرة العصرنة والتمدن.
ويبق التساؤل المهم: لم كل ذلك التغير؟وهل يمكن أن نربط ما يحدث الآن بالتطور؟ هل يمكننا أن نعتبر الموسيقى الصاخبة والرقص الخالي من الذوق و الفساتين الخالية من الأكمام تطوراً؟ ماذا سيضير لو أقيم"العرس" في مكانه، وماذا سيتغير لو حافظنا على عاداتنا الجميلة والأصيلة في إقامتنا لمناسباتنا المتنوعة؟هل لابد من التقليد ومحاكاة الآخرين؟ هل لابد من مسايرة أي مظهر اجتماعي دخيل؟ أولا نستطيع أن نحافظ على خصوصياتنا الثقافية والاجتماعية الأصيلة وأن نطور فيها بالقدر التي يضيف إليها لا ينقص منها؟
قد يستغرب البعض ويقولون: ولكننا ما زلنا نحافظ على تقاليدنا في إقامة الأعراس.وقد يكون هذا صحيحاً، وقد تكون بعض المناطق أو العائلات ما زالت تلتزم بنظام "العرس" القديم، ولكن الكفة قد بدأت تميل للأسف لصالح التغيير الحاصل في نمط هذه المناسبة.
إن الصالات قد غزت الولايات ، بل إنني كنت مدعواً لمناسبة اجتماعية في إحدى الولايات التي عرف عنها حرص أهلها على المحافظة على الموروث، فاندهشت حين علمت أن "العرس" مقام في صالة أفراح، بالرغم من مساحات البيوت الواسعة في معظم بيوت هذه الولاية، صحيح أنها صالة بدائية، ولكن هذا لا يمنع من الحكم بأن التغير الاجتماعي السلبي يتحرك بطريقة أسرع مما نتخيل، فما يحدث في العاصمة من حراك اجتماعي معين، ما يلبث أن ينتقل إلى حواضر المناطق ، ومنها إلى بقية الولايات.
إن إقامة "العرس" بشكله التقليدي الموروث، وبفعالياته المصاحبة، قد يجعلنا نساهم في المحافظة على عدد من مفردات موروثنا الحضاري، ففنوننا العمانية المغناة سيعود لها رواجها، وسيتمسك بها أصحابها بعد هجرة كثير منهم لها، بل وسيعود الذوق الأصيل لمحبيها، بعد أن أفسدته أنواع من الموسيقى والأغاني خالية من الذوق والجمال، وستعود للملابس العمانية روحها بعد أن حل محلها أذواق غريبة في الملابس التي لا تمت لمجتمعنا بصلة، وبدلاً من أن تستفيد دار الأزياء الغربية، فإن عدداً من الخياطات العمانية ستتحسن أحوالهن المادية من جراء عودتهن لمهنتهن الأصيلة التي جار عليها الزمان، وسيسهم ذلك في ظهور أجيال لاحقة ترتبط بالمهنة وتحافظ عليها، كما ستعود لرياضات الهجن والفروسية والعرضة بهجتها وإثارتها المعتادة، التي فقدت ككثير من مثيلاتها، كما سيعود للمجتمع شيء من تكافله الاجتماعي الذي ميزه لفترات طويلة، والذي أفسده التغير الاجتماعي السلبي الذي ساد مجتمعنا بسبب العولمة وتأثيراتها.
لنعد إلى تراثنا ومخزوننا الحضاري المتنوع، لنستلهم منه الكثير من القيم والعادات الجميلة ، فالتحضر والتمدن لا يتعارض مع الرجوع إلى الموروث، وصدق من قال" لا حاضر لمن لا ماضي له".
رائع دكتورنا
ردحذفالله يخفظك
شكرا عزيزي.. هذا من لطفك
ردحذف