تتباين الآراء حول فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، فهناك من يعي بأهمية هذه الفئة في المجتمع، وأهمية إشراكهم فيه ، وهناك فئة قليلة ترى أن هذه الفئة تشكل عبئاً على أي مجتمع تكون فيه، ولأهمية هذا الموضوع فقد أحببت أن أسطر بعض الآراء تجاه هذه الفئة، مع كامل التقدير لكل الجهود المبذولة من قبل المؤسسات الحكومية، أو حتى مؤسسات المجتمع الأخرى تجاه هذه الفئة المهمة من مجتمعنا.
أولاً يجب أن نعي أننا مجتمع إسلامي عرف بالتكافل الاجتماعي الشديد..فتاريخنا الطويل يتحدث عن كثير من المواقف الدالة على ذلك التكافل ، والذي تم استمداده من تعاليم ديننا الحنيف ، ومن تقاليدنا العربية المتأصلة ،ومن طبيعة الحياة التي جعلتنا نتكافل ونتآلف ..ولا نستطيع العيش بمعزل عن الآخرين.
لذا كثير منا يتذكر ..بل وعايش عشرات المواقف الدالة على التكافل في محيط أسرته، وحارته، وقريته.
ولم تكن قضية أصحاب الاحتياجات الخاصة لتشكل عبئا كبيرا على المجتمع ، بل كانوا يمارسون أدوارهم في مهن تتناسب وإمكاناتهم ، كما أن المجتمع لم يكن ينظر إليهم تلك النظرة القاصرة التي ينظرها البعض حالياً.
لذا نحن بحاجة دائما لأن نذكر أنفسنا بأننا مجتمع إسلامي ، عربي ، يعتبر التكافل والتعاون من أبرز سماته،
وعلينا أن نعي جيدا أن ذوي الاحتياجات الخاصة هم إخوتنا وأهلنا وجيراننا،بمعنى أنهم جزء لا يتجزأ منا. ومن حكمة الله سبحانه أن وزع الإمكانات والقدرات والطاقات بين البشر، فالإنسان( ما لم يكن مجنونا) لابد أن يكون لديه موهبة، أو مهارة، أو إمكانية عقلية أو بدنية كامنة به ، فقط يحتاج إلى أن يكتشفها.
لذا ...ليس من المستغرب أن تجد الإمكانات تتباين ، وتتنوع ، فتجد شخصا أمياً يمتاز بمهارات بدنية لا يقدر عليها أستاذ الجامعة ، وتجد العكس ..وهكذا.
فالمتعلم الذي يتباهى بعلمه أمام بعض من لم تتاح لهم فرصة الدراسة ، يقف عاجزا، مذهولا ، وهو يرى إمكاناتهم في أعمال أخرى لا يفقه هو فيها شيئا.
وهذا الأمر ينطبق على ذوي الاحتياجات الخاصة..
تأكدوا ، وتيقنوا أن الله سبحانه أوجد بهذه الفئة الكثير من الإمكانات والقدرات..سبحانه وتعالى لم يخلقهم بعاهاتهم فقط ، بل أوجد فيهم ما يوازن تلك العاهة ..
أحد أصدقائي ممن أصيب بالشلل وهو صغير ..كانت قبضته تكفي لأن يظل احدنا أياما في فراشه من شدة الألم.وأعرف ثانيا ..كان مذهلاً في مجال الحاسوب..وثالثا كانت لديه قدرة هائلة في الحفظ..
أو ليس عميد الأدب العربي طه حسين كان أعمى؟كيف ذهب لباريس ؟ وكيف عاش هناك؟؟؟؟ وكيف حصل على الدكتوراه؟وكيف ألف كتبه؟أو ليس أبو العلاء المعري كان أعمى؟وهيلين كيلر الكاتبة المشهورة ألم تكن عمياء وصماء وبكماء؟
لن نذهب بعيدا...ففي تاريخنا العماني من الشواهد ما تكفي ..وسأقف فقط عند نموذج العلامة نور الدين السالمي ، وسأعطيكم فرصة البحث عن حياته، ومؤلفاته،وسيرته،وهو الرجل الأعمى البصر ، ولكن بصيرته كانت سليمة ، لذا فقد تدفق علمه..وسال رقراقا.
ما أقصده ...هو أن ذوي الاحتياجات الخاصة لديهم من الإمكانات ،ما يحميهم من عناء تسول الوظائف ،أو طلب الشفقة.هم فقط بحاجة لمن لا يتعامل معهم كقدرات ناقصة.
هم بحاجة إلى من يعتبرهم أفراد أسوياء بالمجتمع ، ويحاول البحث عن إمكاناتهم وقدراتهم المتعددة..
وهناك في بعض دول العالم المتقدمة اهتمام كبير بهذه الفئة من حيث أمور عدة، لعل من أهمها مراعاتهم في أمور السكن ، والتعليم ، والتوظيف ،والخدمات، ففي كل مؤسسة خدمية أم ترفيهية تجد لهم مكانا مخصصاً ،وفي وسائل المواصلات كذلك..وفي مؤسسات التعليم أيضا.
بل إن الجامعات ،ومؤسسات العمل الحكومية والخاصة تلزم من جانب حكومات تلك الدول بأن تخصص مقاعد دراسية، أو وظيفية بنسب معينة لهذه الفئات، كما أن لهم رياضاتهم ومسابقاتهم وبرامجهم الإعلامية الخاصة.
فجميل أن نراجع تلك التجارب ..وندرسها دراسة جيدة ..ونستفيد منها..
ختاما :نحن مجتمع متكافل .. ليس شرطا أن نقلد البقية فيما يفعلونه، علينا فقط أن نأخذ أفضل ما عندهم،جميل أن تكون لهذه الفئات مدارس مكيفة لإعاقاتهم ..والأجمل ألا نتعامل معهم كعبء، بل علينا أن نستوعبهم ، وأن نقر بأهميتهم، وأن نحاول البحث عن إمكاناتهم..وسنتأكد وقتها من مدى أهميتهم عندما نرى إمكاناتهم المذهلة، ولن نعود وقتها بحاجة لكي نمن ، أو نشفق عليهم بوظيفة أو بمقعد دراسي هنا أوهناك، فإمكاناتهم هي وحدها من سيؤهلهم.
فقط ...نحن بحاجة إلى أن تعي كافة المؤسسات المختلفة أهلية كانت أم حكومية أم خاصة ، أن هذه الفئة جزء لا يتجزأ من المجتمع، وأن بإمكانها القيام بأدوار عدة ..حالهم كحال البقية.
لذا كثير منا يتذكر ..بل وعايش عشرات المواقف الدالة على التكافل في محيط أسرته، وحارته، وقريته.
ولم تكن قضية أصحاب الاحتياجات الخاصة لتشكل عبئا كبيرا على المجتمع ، بل كانوا يمارسون أدوارهم في مهن تتناسب وإمكاناتهم ، كما أن المجتمع لم يكن ينظر إليهم تلك النظرة القاصرة التي ينظرها البعض حالياً.
لذا نحن بحاجة دائما لأن نذكر أنفسنا بأننا مجتمع إسلامي ، عربي ، يعتبر التكافل والتعاون من أبرز سماته،
وعلينا أن نعي جيدا أن ذوي الاحتياجات الخاصة هم إخوتنا وأهلنا وجيراننا،بمعنى أنهم جزء لا يتجزأ منا. ومن حكمة الله سبحانه أن وزع الإمكانات والقدرات والطاقات بين البشر، فالإنسان( ما لم يكن مجنونا) لابد أن يكون لديه موهبة، أو مهارة، أو إمكانية عقلية أو بدنية كامنة به ، فقط يحتاج إلى أن يكتشفها.
لذا ...ليس من المستغرب أن تجد الإمكانات تتباين ، وتتنوع ، فتجد شخصا أمياً يمتاز بمهارات بدنية لا يقدر عليها أستاذ الجامعة ، وتجد العكس ..وهكذا.
فالمتعلم الذي يتباهى بعلمه أمام بعض من لم تتاح لهم فرصة الدراسة ، يقف عاجزا، مذهولا ، وهو يرى إمكاناتهم في أعمال أخرى لا يفقه هو فيها شيئا.
وهذا الأمر ينطبق على ذوي الاحتياجات الخاصة..
تأكدوا ، وتيقنوا أن الله سبحانه أوجد بهذه الفئة الكثير من الإمكانات والقدرات..سبحانه وتعالى لم يخلقهم بعاهاتهم فقط ، بل أوجد فيهم ما يوازن تلك العاهة ..
أحد أصدقائي ممن أصيب بالشلل وهو صغير ..كانت قبضته تكفي لأن يظل احدنا أياما في فراشه من شدة الألم.وأعرف ثانيا ..كان مذهلاً في مجال الحاسوب..وثالثا كانت لديه قدرة هائلة في الحفظ..
أو ليس عميد الأدب العربي طه حسين كان أعمى؟كيف ذهب لباريس ؟ وكيف عاش هناك؟؟؟؟ وكيف حصل على الدكتوراه؟وكيف ألف كتبه؟أو ليس أبو العلاء المعري كان أعمى؟وهيلين كيلر الكاتبة المشهورة ألم تكن عمياء وصماء وبكماء؟
لن نذهب بعيدا...ففي تاريخنا العماني من الشواهد ما تكفي ..وسأقف فقط عند نموذج العلامة نور الدين السالمي ، وسأعطيكم فرصة البحث عن حياته، ومؤلفاته،وسيرته،وهو الرجل الأعمى البصر ، ولكن بصيرته كانت سليمة ، لذا فقد تدفق علمه..وسال رقراقا.
ما أقصده ...هو أن ذوي الاحتياجات الخاصة لديهم من الإمكانات ،ما يحميهم من عناء تسول الوظائف ،أو طلب الشفقة.هم فقط بحاجة لمن لا يتعامل معهم كقدرات ناقصة.
هم بحاجة إلى من يعتبرهم أفراد أسوياء بالمجتمع ، ويحاول البحث عن إمكاناتهم وقدراتهم المتعددة..
وهناك في بعض دول العالم المتقدمة اهتمام كبير بهذه الفئة من حيث أمور عدة، لعل من أهمها مراعاتهم في أمور السكن ، والتعليم ، والتوظيف ،والخدمات، ففي كل مؤسسة خدمية أم ترفيهية تجد لهم مكانا مخصصاً ،وفي وسائل المواصلات كذلك..وفي مؤسسات التعليم أيضا.
بل إن الجامعات ،ومؤسسات العمل الحكومية والخاصة تلزم من جانب حكومات تلك الدول بأن تخصص مقاعد دراسية، أو وظيفية بنسب معينة لهذه الفئات، كما أن لهم رياضاتهم ومسابقاتهم وبرامجهم الإعلامية الخاصة.
فجميل أن نراجع تلك التجارب ..وندرسها دراسة جيدة ..ونستفيد منها..
ختاما :نحن مجتمع متكافل .. ليس شرطا أن نقلد البقية فيما يفعلونه، علينا فقط أن نأخذ أفضل ما عندهم،جميل أن تكون لهذه الفئات مدارس مكيفة لإعاقاتهم ..والأجمل ألا نتعامل معهم كعبء، بل علينا أن نستوعبهم ، وأن نقر بأهميتهم، وأن نحاول البحث عن إمكاناتهم..وسنتأكد وقتها من مدى أهميتهم عندما نرى إمكاناتهم المذهلة، ولن نعود وقتها بحاجة لكي نمن ، أو نشفق عليهم بوظيفة أو بمقعد دراسي هنا أوهناك، فإمكاناتهم هي وحدها من سيؤهلهم.
فقط ...نحن بحاجة إلى أن تعي كافة المؤسسات المختلفة أهلية كانت أم حكومية أم خاصة ، أن هذه الفئة جزء لا يتجزأ من المجتمع، وأن بإمكانها القيام بأدوار عدة ..حالهم كحال البقية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.