الجمعة، 15 يوليو 2011

طلابنا وأهمية الحوار


جميعنا يتذكر مسرحية "مدرسة المشاغبين " المشهورة ، وكثير منا ضحك كثيراً من المواقف الدرامية بها.
دعونا قليلاً نتذكر أبطال تلك المسرحية..لنتذكر أحمد زكي أقل أولئك الأبطال قدرة على الإضحاك فيها. كان يحب اللغة والشعر.. كان مشروع شاعر كبير..ولكن كانت مشكلته أنه يتيم ،وفقير،  وكان مدير المدرسة يعايره يوميا بالملابس التي يعطيه إياها،وبالنقود البسيطة التي يساعد بها أمه أحيانا ..لذا كانت ردة فعل أحمد زكي مغايرة ، كره المدرسة، وانضم إلى الشلة السيئة.
لن نذهب بعيدا .. لنبقى في إطار المسرحية، ولنتذكر بهجت الاباصيري، ومرسي الزناتي، ومنصور، وزميلهم الرابع الذي جسد دوره الفنان هادي الجيار. كانوا أسوأ طلاب المدرسة ، لذا عزلوا في فصل خاص،ولم يستطع أحد من المعلمين أن يروضهم ..بل إن بعضهم قد أصابه الخبل والجنون.
ماذا حدث بعد ذلك؟وكيف انقلب الحال؟هل بالشدة؟هل بالقسوة؟هل بالتهديد بالفصل؟
لا هذا ...ولا ذاك ..من أعادهم للحياة مرة أخرى امرأة.معلمه بسيطة الإمكانات الجسدية، كبيرة الإمكانات العقلية. ماذا فعلت معهم؟وكيف أعادتهم؟
هي لم تفعل سيئاً خارقاً..بل بكل بساطه احترمتهم..خاطبتهم.. حاورتهم....استهدفت فيهم المواهب والإمكانات...فتذكر أحدهم أنه رسام...وتذكر الآخر أنه موسيقي...وتذكر الثالث أنه شاعر....وتذكر الرابع أنه عقلية تجارية...والخامس زعيم قيادي .....فتحول هؤلاء إلى غرس جميل بالمجتمع. بعد أن كاد نفس المجتمع أن يلفظهم.
خلاصة القول هي أنه  ليست بالكتب المدرسية وحدها تتشكل العقول..ولا بأساليب الضبط والربط وحدها ، بل بالكتب، والأنشطة ، والحوار.نعم ....الحوار
هذا الطالب المراهق .. المتمرد .. الجامح بحاجة إلى من يروضه..
ليس بالعسف ..ولا بالحبل....ولكن بقطعة سكر.
نعم...قطعة سكر متمثلة في احترام إنسانيته، ونفسيته، ومشاعره، وظروفه.
أنا وأنت وهو وهم مجندون له ...فلماذا لا نعطيه حق التعبير عما يريد؟لماذا نحن فقط من نقرر له ماذا يفعل أو كيف يدرس؟
أوليست المدرسة ملكه؟ أو ليس الفصل ملكه؟ أو ليست الكتب ملكه؟أين هو عن ذلك كله؟
لنتعلم أن نتحاور مع طلبتنا...وألا نضجر لمطالبهم...وأن ندرس نفسياتهم وظروفهم،وأن يتعاون الكل في ذلك.
دور الإدارة..دور الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين..دور الزوار الصحيين..دور أخصائيي الأنشطة..دور المعلم.
كل هؤلاء مشتركون في الأدوار...إضافة لدور البيت ...المسجد..النادي...وسائل الإعلام.
ولنحذر أن نقلل من شأن طالب ما...فلربما أدت كلمة عابرة غير مقصودة إلى تدمير كيانه.
ولنهتم كثيرا بالجوانب الاجتماعية في مدارسنا..كان التكافل هو صفة المجتمع السائدة في فترات مضت ...
لذا لم يكن أحد منا يحس بأفضليته على الآخرين سوى في مواقف بسيطة ...لنتعاون على بناء علاقات اجتماعية رصينة ..يسودها الحب ،والتعاون، والتكافل ، وعدم التفرقة على أساس المال أو الدين أو الأصل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.