هذه مواقف حياتية نصادفها يومياً.. نعرضها ليس من باب النقد، ولكن من أجل أن تكون الرؤية أكثر جمالاً ووضوحاً.
(1)
أثلج صدري الخبر الذي قرأته في بعض وسائل الإعلام المحلية حول تدشين ( صندوق التكافل الاجتماعي ) في بديه، وهو مؤسسة أهلية تطوعية اجتماعية يشرف عليها مكتب والي بدية،
و يهدف إلى توطيد وغرس قيم ومفهوم التكافل الاجتماعي والتطوع في عقول الناشئة ، وبث القيم الدينية والإنسانية لتأصيل وتعميق قيمة التكافل الاجتماعي وتشجيعها والحث عليها ، ومساعدة الأسر المعسرة المستحقة من خلال تبني وتنفيذ كل ما يعمل على إيجاد تلك المساعدة ، ووضع البرامج الخاصة بسرعة تقديم المساعدات للأسر المنكوبة أثناء الكوارث الطبيعية ، وتقديم تلك المساعدات وفق الإمكانيات المتاحة، إضافة إلى مساهمته في المشاريع الاجتماعية والخيرية بالولاية كالزواج الجماعي وغيرها، والتعاون والتواصل مع صناديق التكافل الاجتماعي الأخرى الرسمية والأهلية .
و يهدف إلى توطيد وغرس قيم ومفهوم التكافل الاجتماعي والتطوع في عقول الناشئة ، وبث القيم الدينية والإنسانية لتأصيل وتعميق قيمة التكافل الاجتماعي وتشجيعها والحث عليها ، ومساعدة الأسر المعسرة المستحقة من خلال تبني وتنفيذ كل ما يعمل على إيجاد تلك المساعدة ، ووضع البرامج الخاصة بسرعة تقديم المساعدات للأسر المنكوبة أثناء الكوارث الطبيعية ، وتقديم تلك المساعدات وفق الإمكانيات المتاحة، إضافة إلى مساهمته في المشاريع الاجتماعية والخيرية بالولاية كالزواج الجماعي وغيرها، والتعاون والتواصل مع صناديق التكافل الاجتماعي الأخرى الرسمية والأهلية .
التكافل الاجتماعي قيمة إنسانية نبيلة وعادة حضارية راقية، لذا فمن المهم على الجهات الحكومية المعنية تسليط الضوء على هذه التجربة من خلال الدراسة الوافية لها، والوقوف على نتائجها المجتمعية،ودعمها إن أمكن، كي تكون أنموذجاً يمكن لجهات ومجتمعات محلية أخرى الاستفادة منها.
مجتمعنا زاخر بكثير من الأفكار والمبادرات المجتمعية المهمة. فقط هي تحتاج إلى مزيد من تسليط الضوء عليها، وتقديمها للآخرين كي يكون هناك تبادل للأفكار والمشاريع.
(2)
"تكريم عدد من حفظة القرآن الكريم"، و" تكريم الفريق الأول بنادي صور"، و" تكريم عدد من المغسلين والمكفنين"، و ندوة السلامة المرورية "حديث المجالس"، وندوة " التواصل بين الأسرة والمدرسة والبيت"، و"تكريم عدد من التربويين المتقاعدين"، و الحلقة النقاشية حول " تطوير كرة القدم العمانية"، وتسيير حملة إلى الديار المقدسة لأداء العمرة لعدد (50) شاباً، هي نماذج من الفعاليات المجتمعية التي أقامها (مجلس صور العام )في ظرف عام واحد فقط، وهي فعاليات يمكن أن نلحظ من خلال عناوينها التنوع الفكري، وعدم اقتصارها على موضوع واحد، كما أنها تسلط الضوء على عدد من القضايا المجتمعية المهمة ،وتعزز من آليات التواصل بين المواطن والمسئول، وتبشر بأدوار مجتمعية جديدة يمكن أن تقوم بها المجالس العامة كجزء من منظومة الشراكة المجتمعية، وتجسيداً للعمل التطوعي.
أتمنى أن يغري تنظيم مجلس صور العام لمثل هذه الفعاليات، المجالس الأخرى داخل الولاية وخارجها نحو تبني إقامة أنشطة مماثلة، مما يعود بالنفع على المجتمع.
شكراً للشيخ ناصر بن خميس بن سليم الغيلاني صاحب المجلس، وجعله الله في ميزان حسناتك.
(3)
يحدث أن تكون جالساً في أمان الله تتناول طعامك في أحد المطاعم، أو تقضي حوائجك في محل ما، وفجأة يطلق أحدهم بوق سيارته بشكل هيستيري قد يصيبك بالصمم المؤقت، ويجعلك تكره المكان وقد تضطر لتركه، وكأنه لا يوجد في المكان بشر غيره يحق لهم قضاء حوائجهم أو الاستمتاع بأوقاتهم في هدوء.
ماذا سيحدث لو أوقف هذا الشخص سيارته ونزل ليأخذ الغرض الذي التي يريده؟بالعكس، سيكون ذلك دليلاً على تواضعه ومدى احترامه للآخرين.
على أمثال هؤلاء أن يعوا أن حريتهم تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين.
فعلاً..الإحساس نعمة.
(4)
في أحد الليالي كنت أقود سيارتي في شارع فرعي مظلم لا تتجاوز سرعة القيادة فيه (60) كم، وكانت هناك مجموعة من السيارات قادمة من الاتجاه الآخر، وفجأة شعرت بصاروخ يمرق من جواري بسرعة البرق، ضارباً عرض الحائط بقواعد المرور، والسرعة المقررة، والسيارة القادمة من الاتجاه الآخر، ولولا لطف الله لحدثت مجزرة بشرية.
بعد تجاوزي لمرحلة الذهول تتبعت تلك السيارة ، فإذا بصاحبها يتوقف أمام أحد المقاهي وكأن شيئاً لم يحدث.
عادي.. موقف تراه كل يوم.
(5)
كتبت قبل فترة عن الوضع (المزري ) الذي تعانيه قلعة آل حموده في جعلان بني بو علي، وحذرت وقتها من أن القلعة معرضة للانهيار في أقرب وقت مالم تسارع الجهات المعنية إلى محاولة ترميم ما تبقى منها.
ما حذرت منه قد تحقق للأسف، فلم يتبق من هذا المعلم الأثري المهم سوى بضعة جدران تقاوم السقوط، وأنصاف غرف هنا وهناك، وبعض أساسات جدران الأسوار المحيطة بها، وحيوانات سائبة وجدت أخيراً ملجأً مناسباً تقيم فيه.
هذه القلعة ليست مجرد مباني قديمة، بل هي عبارة عن مدينة متكاملة تمثل رمزاً تاريخياً مهماً لأبناء الولاية، ومعلماً تراثياً هاماً ، لا يمكن لأية جهة كانت أن تملك حق الرفض تجاه محاولات ترميمها، تحت دعاوي واهية لا تعبر إلا عن التخلف الفكري، وعدم الانتباه إلى أهمية مثل هذه الشواهد كتراث مادي ثقافي.
أستغرب التجاهل الذي تبديه وزارة التراث والثقافة على مدى سنوات عديدة تجاه المطالبات المتكررة بترميم القلعة، فبقانون منفعة واحد يمكن أن تؤول القلعة إلى الوزارة كي تباشر أعمال ترميم ما تبقى من أحجار وجص وطين متناثر هنا وهناك.
إذا لم تكن هناك أية نية لترميمها فمن الأولى تسويتها بالأرض، لأن رؤيتها بالمنظر الحالي يثير الحزن والألم في نفوس كثير من السكان الذين يمرون بجوارها صباح مساء ويتذكرون معلماً كان شامخاً هنا في يوم من الأيام، ويحكون عنه للقاصي والداني عند سردهم لمعالم ولايتهم.
بالمناسبة..أين أعضاء مجلس الشورى ممثلي الولاية عن هذا الموضوع؟
(6)
مما قاله المتنبئ:
يرَى الْْجُبَنَـاءُ أنَّ الْعَجْزَ عَقْلٌ
وَتِلْكَ خَدِيعَةُ الطَّبْعِ اللَّئيمِ
وَكُلُّ شَجَاعةٍ فِي الْمَرْءِ تُغْنِي
وَلا مِثْلَ الشَّجَاعَةِ فِي الْحَكِيمِ
وَكَمْ مِّنْ عَائِبٍ قَوْلًا صَحِيحًا
وَآفَتُـهُ مِنَ الْفَهْمِ السَّقِيمِ
وَلَكِنْ تَأْخُـذُ الآذَانُ مِنْهُ
عَلَى قَـدَرِ القَرَائِحِ والعُلُـومِ
د.محمد بن حمد العريمي
Mh.oraimi@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.