الخميس، 9 فبراير 2012

مواقف حياتيــة (20)


جريدة عمان - الخميس 9/2/2012
هذه مواقف حياتية نصادفها يومياً.. نعرضها ليس من باب النقد، ولكن من أجل أن تكون الرؤية أكثر جمالاً ووضوحاً.
(1)
"وافق مجلس الوزراء في اجتماعه الأخير على مجموعة من الإجراءات من بينها:إنشاء وحدة مختصة للتسويق الزراعي بوزارة الزراعة والثروة السمكية، كما تمت الموافقة على قيام وزارة الزراعة والثروة السمكية ووزارة التجارة والصناعة وغرفة تجارة وصناعة عمان بدراسة إنشاء مؤسسة معنية بشراء وتسويق التمور العمانية وتخصيص مناسبة سنوية للاحتفاء بمنتجات النخيل، وكذلك استكمال الخطوات المتعلقة بإنشاء المدينة الطبية، وتشكيل لجنة وطنية لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية".
قرارات مهمة، والأهم من كل ذلك هو التفعيل الجيد لها. 
 (2)
"فاعل خير يتبرع بمبلغ (50) مليون ريال عماني لبناء مستشفى تخصصي لطب الأطفال". خبر أعلنه معالي وزير الصحة ، وتفاعلت معه عدد من مواقع الحوار الالكترونية المحلية، في ظل تعاطي إعلامي متواضع مع الخبر.
لابد لخبر كهذا أن يأخذ حقه من التغطية الإعلامية،فبدون الشراكة المجتمعية الفاعلة لن نتمكن من تحقيق كل ما نصبو إليه، وعمان زاخرة بكثير من رجال الأعمال الذين أعطتهم البلد الشيء الكثير، وبالتالي فإن عليهم المساهمة الفاعلة والإيجابية في خدمة هذا الوطن، ليس فقط بدعم فريق كروي معين ، أو رعاية حفل فني ساهر، وإنما بالالتفات إلى مجالات اجتماعية قد تكون أكثر أهمية، لعل من بينها إنشاء مراكز طبية أو تبني رعاية بعض مراكز الأيتام، أو تقديم منح دراسية لبعض الفئات المحتاجة.
أتمنى أن يكثر الله من أمثال فاعل الخير الكريم هذا.
(3)
ما إن أتجاوز حدود (الأشخرة) جنوباً في طريقي إلى مصيرة ، وأمر على التجمعات السكانية المتناثرة على طول الطريق، إلا وأتخيل (شاليهاً) جميلاً على الشاطئ أقضي به بعض الوقت لوحدي أو برفقة عائلتي في أي وقت من أوقات السنة.
نيابة الأشخرة والمناطق المحيطة بها جنوباً وشمالاً يمكن أن تكون رديفاً سياحياً مناسباً وقليل التكلفة لمن لا يستطيع الذهاب إلى خريف صلالة أو السفر خارج السلطنة، أو تحمل كلفة الشقق الفندقية المرتفعة في مسقط، ولم لا فكثير من العوامل التي تدخل في صناعة السياحة متوافرة بها،فالجو معتدل طوال العام، والشواطئ ذهبية صافية، ووجود البنية التحتية من طرق وهاتف محمول وخدمات تجارية متنوعة، إضافة إلى التنوع الثقافي من فلكلور مغنى ، وصناعات تقليدية مختلفة، والترحيب الواضح لسكان تلك المناطق بضيوفهم.
لن تتطور تلك المنطقة سياحياً إلا إذا تم تحويلها إلى مركز إداري مستقل، يتوافر به كافة المرافق من مركز خدمات بلدية، وخدمات أمن، ومركز خدمات سياحية، وأسواق شعبية ، وتخطيط عمراني يتناسب وموقع النيابة، ويمكن للقائمين على مجال السياحة أن يدرسوا تجربة مدينة (الأقصر) أو (شرم الشيخ) في مصر على سبيل المثال، أما في ظل الوضع الحالي، فستظل العشوائية السياحية موجودة، وسيتكرر منظر السياح الذين يتوزعون على مظلات إسمنتية صغيرة  متآكلة الجدران،تضطرك الرياح المحملة بالأتربة إلى أن تستنجد بها، وقد تعود أدراجك في حال لم تلق مظلة خالية.
ترى هل يتحقق هذا الحلم يوماً ما؟



(4)
في كل مرة أذهب فيها إلى مسقط أفاجأ بمقدار التغيير الكبير الحاصل في البنية التحتية والمشروعات المختلفة، فتختلف علي الأماكن والشوارع، وأتوه أحياناً في أماكن قضيت فيها سابقاً سنوات عدة، في الوقت التي تكاد فيه الخارطة  العمرانية لكثير من الولايات الأخرى لا تتغير إلا بشكل بسيط وغير ملحوظ .
مع سعادتي بالتقدم الهائل الذي تشهده (العاصمة) في مختلف المجالات إلا أنني أخشى أن تتحول مسقط بمرور الوقت  إلى (قاهرة )جديدة بكل تناقضاتها من ازدحام مروري، وظهور الطبقية الاجتماعية، ومشاكل أخرى مختلفة.
من المهم أن نستفيد من تجارب الآخرين، وألا نكرر نفس الأخطاء التي ارتكبوها.
 (5)
ماذا لو فكر كل منا في كل شهر أن يتذكر جاراً أو إنساناً محتاجاً  يعرفه، فيجود عليه بمبلغ بسيط، أو يقدم له بعض المساعدات العينية الضرورية.
الأمر لا يكلف سوى الرغبة أولاً، ومبلغ بسيط قد لا يتجاوز (5-10) ريالات، وهو مبلغ قد نصرفه يومياً في أمور ربما تكون أقل أهمية.
(6)
في ظل الانتقادات المتناثرة هنا وهناك  حول أداء بعض المؤسسات الحكومية، يلح علينا سؤال مهم:هل لدى الحكومة مؤشرات لقياس الرأي حول مدى جودة الخدمات المقدمة؟
برأيي أنه يمكن للحكومة أن تعوض النقص المعلوماتي حول رأي أفراد المجتمع  تجاه السياسات التي تتبعها في عدد من  المجالات،وكذلك الخدمات المقدمة في القطاعات المختلفة، بإنشاء مركز لدعم اتخاذ القرار، أو مراكز بحثية تابعة للمؤسسات المختلفة، من شأنها أن تقوم برصد مدى رضا الناس عن أداء  هذه المؤسسات، ومعرفة جوانب النجاح والقصور المتعلق بهذا الأداء، وبالتالي تحسن من أداء الحكومة، و تختصر الكثير من الوقت والجهد والمال ، و توفر البنية التحتية المعلوماتية الكافية، و تعزز من دور المواطن كشريك أساسي في عملية التنمية، مما ينعكس إيجاباً على استقرار المجتمع وتماسكه وتقدمه ونموه.
(7)
مما قاله الحسن البصري في الوعظ:
لا تَخضعنَّ لمخلوق على طمع
                                 فإن ذلك نقصٌ منك في الدين
لن يملك العبد أن يُعطِيكَ خَرْدَلة
                               إلا بإذن الذي سَوَّاك من طين
فلا تصاحب غنياً تستعين به
                             وكن عفيفا وعَظِّمْ حُرمة الدين
واسترزق الله مما في خزائنه
                             فإن رزقك بين الكاف والنون
واستغن بالله عن دنيا الملوك
                         ما استغنى الملوك بدنياهم عن الدين

د.محمد بن حمد العريمي
Mh.oraimi@hotmail.com



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.