جريدة عمان - الخميس 26/1/2012
هذه مواقف حياتية نصادفها يومياً.. نعرضها ليس من باب النقد، ولكن من أجل أن تكون الرؤية أكثر جمالاً ووضوحاً.
(1)
يعد مشروع "دار الحنان" والكائن خلف المستشفى السلطاني، أحد المشاريع الخيرية للجمعية الأهلية لمكافحة السرطان، ونموذجاً مشرفاً للعمل الاجتماعي التطوعي بالسلطنة.
خدمات عديدة يوفرها هذا المشروع الخيري الهام للأسر المرافقة للمصابين بالسرطان في المستشفى السلطاني في ظل الحديث عن مركز واحد فقط لعلاج أورام السرطان في السلطنة، ومن بين هذه الخدمات توفير السكن والتغذية المناسبة ، والتأكد من إتباع المرضى لجدول العلاج الكيميائي والإشعاعي للمرضى غير المقيمين، وغيرها من الخدمات المادية والمعنوية التي يصعب حصرها هنا، ويمكن لكم أن تتخيلوا معاناة هؤلاء المرافقين عندما يأتون من أماكن بعيدة، ثم يضطرون إلى الاستئجار مرة، وإلى المبيت في بعض المساجد، أو على مداخل المستشفيات في أحيان كثيرة، ترغمهم ظروف علاج أبنائهم على ذلك.
كثير من المشاريع الخيرية المهمة بانتظار مبادرات تطوعية من لدن كثير من رجال الأعمال الذين أعطتهم هذا البلد الشيء الكثير، وحان الوقت لكي يردوا (شيئاً) من هذه العطاءات.
شكراً جزيلاً للجمعية الأهلية لمكافحة السرطان على هذا المشروع الخيري، وشكراً كذلك للصحفية النشيطة جميلة الجهورية التي أعجبت كثيراً بتغطيتها الرائعة لهذا المشروع.
(2)
أكثر من نصف ساعة قضيتها منتظراً دوري في الطابور الطويل كي أصل إلى (كاونتر) المحاسبة في أحد المجمعات التجارية الكبيرة، عشية ليلة نزول الراتب الشهري.
خلال وقت انتظاري جلست أتأمل العربات المتراصة جنبي، والمحملة بكل ألوان الطيف من مشتريات متنوعة، علني أجد مبرراً لهذا التهافت على الشراء، فهالني أن كثيراً من هذه المشتريات هي ليست بذات أهمية كبيرة، وبالإمكان الاستغناء عنها، كما أن بعضها كان بالإمكان شراءها بنظام المفرد دون الجملة، وتوصلت إلى قناعة مفادها أننا يمكن أن نوفر مبالغ لا بأس بها كل شهر لو قمنا بمراجعة سياستنا الاستهلاكية المتبعة، وتحديد مسبق لما نحتاجه من بنود صرف مختلفة.
(3)
ليلة البارحة صادف "كلاسيكو" العالم بين فريقي ريال مدريد وبرشلونة، وصادف كذلك ذكرى سقوط مملكة غرناطة آخر معقل للمسلمين في الأندلس في أيدي النصارى القشتاليين عام 1492م.
ترى أي الحدثين كان أقرب إلى ذاكرة شبابنا بالأمس؟؟ وهل سمعوا أصلاً بالأندلس المفقود وغرناطة وقصر الحمراء وبقايا مجد عتيق للمسلمين هناك، وهل بكوا تأثراً بما حدث للمسلمين هناك من (محاكم تفتيش) رهيبة، كبكائهم على هزيمة فريقهم المفضل أمام منافسة، أو كتأثرهم بضياع فرصة خطيرة لنجمهم المحبوب؟ وماذا تعني لهم أسماء كعبد الرحمن الداخل والناصر وزرياب وابن رشد وابن حزم وابن زهر وابن جبير وابن عباد وابن زيدون، في مقابل أسماء كميسي وجوارديولا وتشافي وانيستا وكاسياس ومورينهو وغيرهم؟
(4)
برنامج (هذا الصباح )هو أحد البرامج الجماهيرية المباشرة المهمة التي تقدمها إذاعة سلطنة عمان، وهو يعُنى بما تقوم به المؤسسات الحكومية من خدمات وما تبذله من جهود لخدمة الوطن والمواطن وبالتواصل مع المستمعين وعرض آرائهم ومطالباتهم الخدمية والتنموية وردود المسئولين عليها، كما يتابع البرنامج الفعاليات والأنشطة التنموية والثقافية.
في ظل الحديث عن أهمية هذا البرنامج، ودوره في طرح العديد من القضايا المجتمعية المهمة، أتساءل : لماذا الإصرار على بثه عبر برنامج الشباب، وليس على إذاعة البرنامج العام، في ظل عدم وصول تغطية برنامج الشباب إلى كافة الولايات في السلطنة، وتشويشها في بعض الولايات الأخرى؟
(5)
احتفل المصريون بالأمس بالذكرى السنوية الأولى لثورة (25) يناير، وقبلها بيوم تم افتتاح أول برلمان بعد الثورة ،والذي شهد مشاركة واسعة من قبل أطياف الشعب المصري المختلفة ، وضم كل القوى السياسية بكل ألوان الطيف.
مصر (الحبيبة) تستحق أخيراً أن تنعم بالاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي ، فهذا البلد كان (معطاءاً) على مر العصور، وتدفق الخير من أيادي أهلها كتدفق النيل في أراضيها.
لن ينس العرب والمسلمون لمصر تصديها لخطر المغول في عين جالوت، ولا كسوة الكعبة التي كان تجوب المدن والقرى والنجوع المصرية ، يشارك فيها الفقير قبل الغني، و لن ننس البعثات التعليمية التي جابت المدن والقرى العربية تنشر نور العلم، في ظروف اجتماعية واقتصادية كان (ابن البلد) نفسه لا يستطيع تحملها، ولا آلاف المنح التعليمية التي قدمتها مصر لأبناء العروبة والإسلام للالتحاق بمدارسها وجامعاتها ومعاهدها، تحفهم الرعاية والاهتمام حالهم كحال أبناء البلد أنفسهم دون تفرقة، ولن تنس مجاهل أفريقيا وأدغال آسيا بعثات الأزهر التنويرية، تحاول نشر الإسلام الصحيح، وتغيير بعض المفاهيم الخاطئة التي التصقت بالإسلام نتيجة الفقر والجهل والاستعمار ، ولا يمكن كذلك تجاهل كثيراً من المواقف السياسية المهمة التي اتخذتها القيادات المصرية في القضايا السياسية المفصلية التي تهم المنطقة، أو دعمها لحركات التحرر من الاستعمار في دول العالم المختلفة.
لكم أيها (المصريون ) كل الود، فطيبة قلوبكم، وخفة دمكم، وتسامحكم مع ضيوفكم، كلها عوامل تضاف إلى ما سبق كي تعزز من مكانتكم في قلوبنا، فمن منا لم تؤثر مصر فيه؟
(6)
مما قاله الشاعر حافظ إبراهيم في وصف مصر:
وَقَفَ الخَلقُ يَنظُرونَ جَميعاً
كَيفَ أَبني قَواعِدَ المَجدِ وَحدي
وَبُناةُ الأَهرامِ في سالِفِ الدَهر
كَفَوني الكَلامَ عِندَ التَحَدّي
أَنا تاجُ العَلاءِ في مَفرِقِ الشَرق
وَدُرّاتُهُ فَرائِدُ عِقدي
أَيُّ شَيءٍ في الغَربِ قَد بَهَرَ الناسَ
جَمالاً وَلَم يَكُن مِنهُ عِندي
فَتُرابي تِبرٌ وَنَهري فُراتٌ
وَسَمائي مَصقولَةٌ كَالفِرِندِ
كَيفَ أَبني قَواعِدَ المَجدِ وَحدي
وَبُناةُ الأَهرامِ في سالِفِ الدَهر
كَفَوني الكَلامَ عِندَ التَحَدّي
أَنا تاجُ العَلاءِ في مَفرِقِ الشَرق
وَدُرّاتُهُ فَرائِدُ عِقدي
أَيُّ شَيءٍ في الغَربِ قَد بَهَرَ الناسَ
جَمالاً وَلَم يَكُن مِنهُ عِندي
فَتُرابي تِبرٌ وَنَهري فُراتٌ
وَسَمائي مَصقولَةٌ كَالفِرِندِ
د.محمد بن حمد العريمي
Mh.oraimi@hotmail.com
مبدعٌ أنتَ دوماً دكتور محمد ، لا ألخص ابداعك هنا و لكني أشعر به، أشعر بما تكتب حينما يلامس جرح الواقع الاجتماعي الذي نهيم و نهتم به.
ردحذفتقبل مروري بسرور.
مرورك أسعدني أستاذي صلاح
ردحذفبلا شك ستكون كلماتك دافعا نحو السعي لكتابة أفضل
تقبل شكري