الخميس، 29 ديسمبر 2011

مواقف حياتيــة (14)


جريدة عمان - الخميس 29/12/2011
هذه مواقف حياتية نصادفها يومياً.. نعرضها ليس من باب النقد، ولكن من أجل أن تكون الرؤية أكثر جمالاً ووضوحاً.
 (1)
كان العام الحالي عاماً استثنائياً بأحداثه المثيرة على الساحة المحلية والعربية والعالمية، فعلى الصعيد المحلي شهدت السلطنة حراكاً سياسياً نتج عنه العديد من القرارات المهمة على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، كتشكيل حكومة ضمت 12 وزيراً جديداً بينهم أعضاء من مجلس الشورى، و منح مجلس عُمان صلاحيات تشريعية ورقابية واسعة، واستقلالية جهاز الادعاء العام.
كما تم توفير 50 ألف فرصة عمل للعاطلين, مع منح مبلغ 150 ريالا عمانيا  شهريا لكل باحث عن عمل ، وزيادة المعاشات الشهرية للأسر المستفيدة من قانون الضمان الاجتماعي بنسبة 100%. وزيادة قيمة المستحقات التقاعدية لجميع الخاضعين لقانون معاشات ومكافآت ما بعد الخدمة لموظفي الحكومة العُمانيين ، كما تم رفع الحد الأدنى لأجور المواطنين العمانيين العاملين بالقطاع الخاص إلى مائتي ريال عماني،  ورفع المخصصات المالية الشهرية لطلبة الكليات والمعاهد والمراكز الحكومية التابعة لوزارة التعليم العالي ووزارة القوى العاملة، وإنشاء هيئة مستقلة لحماية المستهلك، وهيئة خاصة بمنطقة الدقم الصناعية، وهيئات أخرى في مجالات مختلفة.
أما على الصعيد العربي، فقد كان الربيع العربي هو العنوان الأهم  وما واكبه من أحداث مختلفة، حيث ثارت تونس وتبعتها مصر وليبيا واليمن وسوريا ، وانفصل جنوب السودان عن شماله، وشهدنا مداً إسلامياً على برلمانات تونس والمغرب ومصر، بالإضافة إلى أحداث أخرى لا تقل أهمية كمجاعة الصومال، وخروج القوات الأمريكية من العراق، وإبرام صفقة الأسرى بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
أما على الصعيد العالمي فيمكننا أن نختار العناوين الآتية كأبرز الأحداث، وهي تسونامي اليابان، ومقتل أسامه بن لادن، والزواج الملكي للأمير وليام حفيد ملكة بريطانيا، وأزمة ديون اليونان وما تبعتها من تأثيرات اقتصادية على منطقة اليورو، وحركة ( احتلوا وول ستريت )، وهجوم النرويج.
العام الحالي حبس أنفاسنا حتى اللحظة الأخيرة، ولا ندري ماذا سيحمل لنا العام الجديد من مفاجئات وأحداث. فقط نتمناه أن يكون عام خير وسلام.
 (2)
الخط الساحلي الممتد ما بين رأس الحد حتى جزيرة مصيرة، والذي يضم عشرات القرى والتجمعات السكانية التي يتراوح عدد سكانها ما بين (2000 – 5000 ) نسمة، يعاني من ضعف في بعض الخدمات الأساسية، كعدم توافر  خدمة الهاتف الثابت ( عدا نيابة الأشخرة )، وشبكة الإنترنت، وتأثر خطوط شبكة الكهرباء من حين لآخر، وعدم وجود مراكز شبابية أو ثقافية توفر الخدمات التوعوية والترفيهية لأبنائها، وكذلك إغلاق المجمعات الصحية الموجودة في بعض هذه القرى بعد الساعة التاسعة ليلا، بالرغم من أن أقرب مستشفى يبعد حوالي 40 كيلو متراً.
لماذا لا يتم إنشاء مستشفى مرجعي يقوم بخدمة سكان هذه القرى والتجمعات، بدلاً من تكبد عناء الذهاب إلى مستشفى بلاد بني بو علي، أو مستشفى صور المرجعي؟ وما مصير الحالات المرضية الحرجة؟ وكيف يمكن التصرف عند تأثر المنطقة ببعض الأنواء المناخية، وما يتبعها من انقطاع الطرق المؤدية إلى مراكز الولايات القريبة؟
تتميز هذه المنطقة باعتدال جوها طوال العام، ووفرة المنتوج السمكي، لذا فإن توافر خدمات البنية التحتية من شأنه أن يعزز فرص الاستثمار السياحي والاقتصادي بها.  
 (3)
بعد أن تم الاستغناء عن محطة توليد الكهرباء القديمة بمدينة صور، والتي تحولت إلى أرض فضاء ذات مساحة واسعة، وتتميز بموقعها المهم وسط المدينة.هل يمكن أن يتم استغلال هذه المساحة من خلال تحويلها إلى مساحات خضراء ذات مرافق متنوعة تكون متنفساً للعائلات، أو ملاعب رياضية مختلفة، توفر مكاناً يمارس فيه الشباب هواياتهم الرياضية بعيداً عن الشوارع الداخلية وساحات المواقف؟
(4)
"أنا كمواطن أريد أن أمارس الرياضة، وكذلك أولادي الذين لا يجدون المكان المناسب لذلك،  فأين نذهب"؟
سؤال وجــهه أحد المواطنين في برنامج إذاعي يومي، وقبله تكرر نفس السؤال عشرات المرات.
سؤال وجيه في ظل إصرار معظم الأندية على التركيز على كرة القدم كلعبة وحيدة، وفي ظل عدم وجود مراكز شبابية في المدن والقرى والحارات.
إن مبلغ الخمسين ألف الذي يقدم كدعم سنوي للأندية بإمكانه أن يسهم في إنشاء بنية رياضية تحتية،أكثر من مجرد إنفاقه في جلب مدرب أجنبي، أو بعض المحترفين الذين غالباً ما تكون مستوياتهم أقل من مستوى اللاعبين المحليين.
(5)
تعاني إدارات بعض الأندية من الممارسات الروتينية للمؤسسات الخدمية،  عند الرغبة في القيام بنشاط تجاري أو استثماري معين من شأنه أن يدر دخلاً يمكن استغلاله في الإنفاق على النادي وأنشطته المختلفة.
مبرر هذه الإدارات أن هذا النشاط هو نشاط خدمي تطوعي، وليس نشاطاً تجارياً بحتاً يخص عضواً معين، لذا فمن المهم أن تكون هناك تسهيلات تقدم لهذه الأنشطة، كالإعفاء من دفع بعض الرسوم  التي تستقطع أجزاء من المبالغ المخصصة لإقامة هذه الأنشطة، أو المرونة في تخليص المعاملات المتعلقة بها، وعدم معاملتهم كمعاملة المستثمرين أو أصحاب المشاريع التجارية البحتة.

 (6)
من جميل ما قاله الشاعر فتح الله بن عبد الله الشهير بـ ( ابن النحاس )في المدح:
بات ساجي الطرفِ والشوقُ يلحُّ
                                          والدجى إن يمضِ جنحٌ يأتِ جنحُ
وكـأن الشـوق بـابٌ للدجـى
                                         ما له خوفَ هجومِ الصبحِ فتـحُ
يقـدح النجـم لعينـي شـرراً
                                         ولزندِ الشوقِ في الأحشاءِ قـدحُ
لا تسل عن حال أرباب الهـوى
                                         يا ابن ودي ما لهذا الحالِ شرحُ
لستُ أشكو حرب جفني والكرى
                                         إن يكن بيني وبين الدمعِ صلـحُ
إنمـا حـال المحبيـن البـكـا
                                      أيُّ فضلٍ لسحـابٍ لا يسـحُّ ؟





د.محمد بن حمد العريمي
Mh.oraimi@hotmail.com



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.