الأربعاء، 7 ديسمبر 2011

مواقف حياتيــة (11)


جريدة عمان - الخميس 8/12/2011
هذه مواقف حياتية نصادفها يومياً.. نعرضها ليس من باب النقد، ولكن من أجل أن تكون الرؤية أكثر جمالاً ووضوحاً.
(1)
في انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي الثالث للأمراض المعدية، ألقى سعادة الدكتور مستشار وزارة الصحة للشئون الصحية كلمة أشار فيها إلى "تمكن السلطنة خلال الفترة الماضية من عمر الخدمات الصحية بالسلطنة من تحقيق انجازات كبيرة في مجال مكافحة الأمراض المعدية، فعلى سبيل المثال لم تسجل أية حالة شلل أطفال منذ عام 1993م، كما لم تسجل أية حالة (كزاز) لحديثي الولادة منذ عام 1995م، بينما انحسرت حالات الحصبة إلى (3) حالات مؤكدة فقط في عام 2010م، مقابل (40) ألف حالة عام 1981م، بينما سجلت (1190) حالة ملاريا منها (24) حالة محلية، والباقي وافدة، مقابل (32) ألف عام 1990م".
انجاز مهم يدرج ضمن الإنجازات الجبارة التي حققتها مسيرة النهضة طوال (41) عاماً على مختلف الأصعدة،      و لا يعرف قيمته سوى من عايش الوقت الذي كان فيه أبسط مرض حالياً يمكن أن يفتك بالمئات في أيام معدودة.
تحية لكل المخلصين من أبناء هذا الوطن.
(2)
بعد عودته من إحدى الدول الخليجية، إثر مشاركته في إحدى المهرجانات التراثية البحرية هناك، تساءل صديقي (البحــار) القديم الذي أمضى ردحاً طويلاً من الزمن على ظهور العديد من السفن التجارية: لماذا لا يكون لدينا ناد أو جمعية للتراث العماني، مهمته الحفاظ على التراث المتنوع للسلطنة، وتعليم وتثقيف الأجيال القادمة بتراث الآباء والأجداد، وتنظيم وتطوير الأنشطة التراثية، ونشر الوعي الفكري والثقافي لتعميق الحس الوطني لدى المجتمع من خلال اطلاعهم على هذا التراث، وفي الوقت ذاته يمكن أن تكون له مردودات اقتصادية تتعلق بتنشيط حركة السياحة، وتوفير فرص عمل لكثير من الحرفيين الذين اعتزل بعضهم المهنة بسبب ضعف العائد الاقتصادي منها في ظل منافسة غير شريفة من قبل بعض الوافدين.
سؤال وجيه..ومهم.. وفكرة قابل للتنفيذ.
(3)
إنشاء (صندوق الزواج )هو من المطالب الاجتماعية المهمة التي كثر الحديث حولها في الفترة الأخيرة، خاصة بعد دخول كثير من المظاهر الاجتماعية السلبية المتعلقة بالزواج، من بينها الارتفاع غير المبرر في المهور، وإصرار البعض على تنظيم حفل الزواج في أرقى القاعات، وتجهيز (بوفيهات) الطعام التي لا تتناسب والمائدة العمانية المتعارف عليها في مثل هذه المناسبات، وشهر العسل ، و(الشنطة) التي لا تقل قيمتها عن (1000) ريال، وغيرها من المظاهر المستوردة، في ظل الحديث عن غلاء المعيشة، وارتفاع تكلفة البناء، وقيمة الأجارات العقارية، مما جعل بعض الشباب يعزف – ولو مؤقتاً – عن الزواج.
 يمكن تفعيل هذا الصندوق  بشكل جيد على مستوى كل ولاية أو محافظة، من خلال وجود لجنة محلية تشرف على تفعيله، أو أن تتبناه المجالس البلدية القادمة، مع وجود مشاركة مجتمعية في تمويله، من خلال بعض رجال الأعمال، ومؤسسات القطاع الخاص، ومن خلال إشراف عام من قبل وزارة التنمية الاجتماعية، مع وضع الأسس والمعايير التي تنظم عمله،و مراعاة الالتزام بالعادات العمانية الأصيلة في المظاهر المتعلقة بالزواج.
 سيساهم هذا الصندوق في   تشجيع الشباب على الانخراط في الزواج، وزيادة الوعي الأسري بقواعد تكوين الأسرة السليمة ، والعمل على تحقيق الاستقرار الأسري في المجتمع.


(4)
طالعتنا الصحف المحلية في الأيام الماضية بتصاريح لعدد من مسئولي وزارة الثروة السمكية حول انخفاض أسعار الأسماك في الأسواق المحلية، بعد تطبيق قرار حظر تصدير بعض أنواع الأسماك المرغوبة محليا.
في ولاية صور، والتي تشتهر بكونها إحدى أهم موانئ الصيد في السلطنة، كان متوسط سعر (السهوة) خلال  هذا الأسبوع (6) ريالات، بينما بلغ متوسط كيلو (الشعري) المجمــد ريال ونصف،  مع غياب لكثير من أنواع الأسماك الأخرى. هذا في صور، فما بالنا بمدن وولايات أخرى لا يوجد بها إنتاج سمكي.
يبدو أن مسئولينا يتحدثون عن دولة أخرى غير السلطنة.
(5)
خلال زيارتي الأخيرة لأحد المجمعات التجارية الكبرى بالعاصمة لفت نظري ارتداء بعض النساء الغير عربيات لملابس غير محتشمة بتاتاً، وهو منظر سبق وأن لاحظته في زيارات سابقة لأكثر من مركز تجاري في السلطنة.
نعم. عمان بلد الحرية والتسامح، ولكن ذلك كله لا يعني أن نقبل بمثل هذه التصرفات لمجرد أن يقول عنا الآخرون ذلك. لذا ينبغي على أمثال هؤلاء احترام خصوصية المجتمع العماني، وعلى الجهات المعنية أن تتصدى لمثل هذه المشاهد، وألا نجامل على حساب عاداتنا ومبادئنا المستمدة من تعاليم الإسلام الحنيف، ومن عادات عربية أصيلة، ومن إرث حضاري تعب الأجداد كثيراً كي يكونوه.
(6)
في مقال سابق تحدثت عن ظاهرة كتابة العبارات المختلفة على السيارات، وهذا الأسبوع أتحدث عن موضة جديدة بدأت في الانتشار، وأصبحنا نراها في شوارعنا، وهي كتابة بعض الشباب لأرقام ( البلاك بيري ) الخاصة بهم على جوانب سيارتهم .
ثقافة سلبية أخرى بدأت تنتشر، مما يجعلنا نتساءل: لماذا يرتبط استخدامنا للتقنيات الحديثة في كثير من الأحيان بالجوانب السلبية لها، دون الاهتمام بالجوانب الإيجابية؟
الاستخدام السلبي لهذه التقنية لا يقتصر فقط على فئة الشباب، بل يتعداها إلى عدد  من طلاب المدارس والمراهقين من الجنسين، وليس غريباً أن تصادف كثيراً من هذه الفئة وهم يعبثون بأجهزتهم، ويكادون يصطدمون بك أحياناً من فرط انشغالهم به. والسؤال هنا: ترى ما الذي يدفع بعض أولياء الأمور إلى السماح لأبنائهم وبناتهم في مثل هذه السن الحرجة باقتناء مثل هذه الأجهزة؟ هل هي اللامبالاة، أم الجهل بسلبيات استخدامها؟
إن كانوا يجهلون  فتلك مصيبة، أما إذا كانوا يعلمون بسلبيات استخدامها فالمصيبة أعظم.
(7)
من أبيات (نهج البردة ) التي  نظمها أمير الشعراء أحمد شوقي في مدح الرسول المصطفى:
يا نفسُ ، دنياك تُخفـــي كــل مبكيـــةٍ
                                             وإن بــــــدا لك منهـــا حُسنُ مُبتســـم
صلاح أمــــرك للأخــلاق مرجعــــه
                                               فقــــوِّم النفـــس بالأخـــلاق تستقــــم
إن جَلَّ ذنبي عن الغفران لي أمــلٌ
                                                  في الله يجعلني في خيـــــر مُعتصـــم
أُلقي رجائي إذا عزَّ المُجيـــرُ على
                                                  مُفرِّج الكرب في الداريــــن والغمـــم
إذا خفضـــــتُ جنــاح الذُّلَّ أسألــه
                                                  عِزَّ الشفاعـــةِ ؛ لم أســــأل سوى أَمـَم
وإن تقـــدم ذو تقـــــوى بصالحــــةٍ
                                                  قـــدّمـــتُ بين يديـــه عبـــرة النــــدم
د.محمد بن حمد العريمي
Mh.oraimi@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.