جريدة عمان - الخميس 3/11/2011
هذه مواقف حياتية نصادفها يومياً.. نعرضها ليس من باب النقد، ولكن من أجل أن تكون الرؤية أكثر جمالاً ووضوحاً.
(1)
يوم الاثنين الفائت كان يوماً مميزاً، فقد هطل فيه المطر مرتين، حيث هطلت أمطار الرحمة من السماء لتنعش النفوس، وتحيي الأرض العطشى.
تزامن ذلك مع خطاب جلالته (حفظه الله)في افتتاح الفترة الخامسة لمجلس عمان، والذي أتى ماطراً بكثير من نفحات الخير والصدق والعطاء، وأتت نبرات صوته (رعاه الله) مليئة بالعطف والحنان والحب الصادق تجاه أبناء وطنه الأوفياء.
انهمرت بشائر الخير في خطابه (أعزه الله) "لن نسمح بأي شكل من أشكال الفساد"، " تنمية الموارد البشرية تحظى بالأولوية القصوى في خططنا وبرامجنا"، " عازمون على استكمال بنيان الدولة العصرية القائمة على أسس متينة"، " لابد من إجراء تقييم شامل للمسيرة التعليمية لإيجاد جيل يتحلى بالوعي"، "ماضون في تطوير المؤسسات القضائية والرقابية لترسيخ دولة المؤسسات"،"المرحلة القادمة ستشهد اهتماماً أكبر ورعاية أوفر وتهيئ مزيداً من الفرص للشباب"، "نؤمن بأهمية تعدد الآراء والأفكار وعدم مصادرة الفكر"، "فطرنا على السماحة وحسن المعاملة ونبذ الأحقاد ودرء الفتن". هكذا هو المطر، يغسل الهموم، ويحيي الآمال، ويبشر بالجديد.
لم تبق لنا شيئاً كي نقوله يا سيدي. أخجلتنا بكريم عطفك واهتمامك.
اسمحوا لي سيدي أن أقبل رأسكم شكراً وعرفاناً وامتناناً لكل ما قدمتموه وستقدمونه لهذا الوطن.
(2)
هطلت الأمطار فامتلأت الشوارع بالمياه، وغرقت صور في "شبر ماء"، ليست المرة الأولى التي ينزل فيها المطر، وليست كذلك المرة الأولى التي تمتلئ فيها الشوارع والأزقة والحارات بالمياه وتجمعات البرك ، مما أفقد الكثيرين حلاوة الاستمتاع برحمة السماء، بل وصل الأمر إلى أن عدداً من المواطنين قد حجزوا في بيوتهم بسبب ارتفاع منسوب المياه.
إذا كان هذا الأمر دائم الحدوث في ولاية كبيرة ومهمة وحاضرة محافظة ، فماذا سنقول عن كثير من الولايات والقرى الأقل إمكانات.
الحديث يشمل كذلك الحوادث المؤسفة التي سمعنا عنها، وسنسمع عنها كذلك خلال فترات تساقط الأمطار، وليس آخرها الحادث المأساوي الذي حدث في ولاية جعلان بني بو علي وراح ضحيته (3) من زهرة شباب الوطن، وكثير من هذه الحوادث سببها أخطاء (ساذجة) من بعض الجهات التنفيذية.
يبدو أننا سنتحدث كثيراً عن إدارة الأزمة.أتمنى أن تكون هذه القضية من أولويات المجالس البلدية القادمة.
(3)
الشريط الساحلي الواقع بين رأس الحد وحتى مصيرة " يشتمل على كثير من القرى المتقاربة ذات الكثافة السكانية الكبيرة ، ويمتاز بكثير من المقومات الاقتصادية والسياحية، وباعتدال مناخه طوال العام، مما يجعلها بيئة مناسبة لكثير من الأنشطة المتنوعة.
الغريب أن هذا الشريط (باستثناء نيابة الأشخرة) لا تتوافر فيه حتى الآن خدمات الانترنت أو الهاتف المنزلي.
(4)
إطلاق مركز اتصالات متكامل لخدمة المستهلكين، وتدشين الموقع الرسمي للهيئة، والبدء في المراقبة الالكترونية لأسعار السلع،وقبلها افتتاح (9) فروع للهيئة في عدد من المحافظات، كل هذا دليل واضح للجهود الكبيرة التي تقوم بها الهيئة العامة لحماية المستهلك في سبيل تحقيق الأهداف المنوطة بها.
لن تحقق الهيئة العامة لحماية المستهلك النجاح المنشود الذي نصبو إليه ما لم نقلل من حملات التشكيك اليومية ، والنظرة السوداوية تجاه ما تقوم به من جهود، والمقارنات الوهمية المحتوية على كثير من المغالطات، في ظل حداثة عمر الهيئة، وعدم استكمالها لكثير من الجوانب المرتبطة بهيكليتها وتوزيع أعمالها، وفي ظل ثقافة استهلاكية(سلبية) مازالت منتشرة في أوساط المجتمع، متخذة أشكالاً مختلفة، ليس أقلها المظاهر الدخيلة مجالات اللبس ونوعيات الأكل وغيرها، ولا عدم المبالاة عند التعامل مع شراء منتج معين، ولا عدم الدخول في نقاشات مع مقدمي بعض السلع عند الشعور بوجود تلاعب ما،ولا الرغبة في الاهتمام بكثير من الكماليات التي لا يتناسب امتلاكها مع متوسط الدخل الخاص بالفرد منا.
حماية المستهلك هو عمل جماعي لا تستطيع جهة( لوحدها) مهما أوتيت من إمكانات أن تقوم به، ويفترض أن يكون دور الهيئة تنسيقي في ظل تعاون كافة شرائح المجتمع ومؤسساته في نشر الثقافة الاستهلاكية الايجابية، وذلك من خلال وسائل كثيرة كتضمينها في المناهج المدرسية، وغرسها في نفوس النشء منذ الصغر من خلال الأنشطة المدرسية المتنوعة، وإيجاد مساحات إعلامية كافية للقيام بالتوعية الاستهلاكية، والسماح بوجود جمعيات حماية مستهلك أهلية تقوم بأدوارها التوعوية جنباً إلى جنب مع الهيئة، من منطلق أن المواطن هو المستهدف من هذه الخدمات، وهو المقصود بعملية نشر الثقافة الاستهلاكية الايجابية، ومن مبدأ أن (المستهلك الواعي هو خط الدفاع الأول في مسألة حماية المستهلك) .
فلننتقد ، ولكن بشكل يضيف إلى العمل، ويطرح حلولاً ومقترحات قد تساعد على تطوير الأداء.
(5)
بمناسبة عيد الأضحى المبارك.أتمنى أن تكون كثير من الجهات التنفيذية كالبلديات وغيرها قد أتمت أعمالها استعداداً لهذه المناسبة من أعمال مراقبة صحية، وتوعية المواطنين حول بعض الظواهر السلبية، وتوفير مناشط ترفيهية من شأنها أن تضيف لجمالية العيد، وأن تكثف من اهتمامها ببعض المناطق السياحية التي يتوقع أن تتوافد عليها فئات مجتمعية عديدة خاصة بعد فترة تساقط الأمطار.
كل عام وأنتم بخير وأعاده الله عليكم عاماً بعد عام، وأنتم ترفلون بثياب الصحة والعافية.
(6)
من أجمل أبيات الحكمة في الشعر العربي :
لَمَّا عَفَوْتُ وَلَمْ أَحْقِدْ عَلَى أَحَدٍ
أَرَحْتُ نَفْسِي مِنْ هَمِّ الْعَدَاوَاتِ
إنِّي أُحَيِّي عَدُوِّي عِنْدَ رُؤْيَتِهِ
إنِّي أُحَيِّي عَدُوِّي عِنْدَ رُؤْيَتِهِ
لِأَدْفَعَ الشَّرَّ عَنِّي بِالتَّحِيَّاتِ
وَلَسْتُ أَسْلَمُ مِمَّنْ لَسْتُ أَعْرِفُهُ
وَلَسْتُ أَسْلَمُ مِمَّنْ لَسْتُ أَعْرِفُهُ
فَكَيْفَ أَسْلَمُ مِنْ أَهْلِ الْمَوَدَّاتِ
النَّاسُ دَاءٌ وَدَاءُ النَّاسِ قُرْبُهُمْ
النَّاسُ دَاءٌ وَدَاءُ النَّاسِ قُرْبُهُمْ
وَفِي الْجَفَاءِ بِهِمْ قَطْعُ الْأُخُوَّاتِ
فَجَامِلِ النَّاسَ وَاجْمُلْ مَا اسْتَطَعْتَ وَكُنْ
فَجَامِلِ النَّاسَ وَاجْمُلْ مَا اسْتَطَعْتَ وَكُنْ
أَصَمَّ أَبْكَمَ أَعْمَى ذَا تَقِيَّاتِ
د.محمد بن حمد العريمي
Mh.oraimi@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.