جريدة عمان -الخميس 24/11/2011م
هذه مواقف حياتية نصادفها يومياً.. نعرضها ليس من باب النقد، ولكن من أجل أن تكون الرؤية أكثر جمالاً ووضوحاً.
(1)
احتفلت عماننا الحبيبة بعيدها الوطني الحادي والأربعين من عمر النهضة المباركة . إحدى وأربعون عاماً مرت كغيمة تحمل الخير والرخاء، وما زال رذاذ نفحاتها يغمر أرجاء الوطن على اتساعه.
بفضل العلاقة الحميمية، والود المتبادل، والثقة بين القائد وشعبه، تبوأت عمان مكانة مرموقة على الخارطة الدولية، دولة عصرية حديثة متوازنة السياسات، تنطلق من حضارة عريقة، وماض مجيد، واضعة نصب عينها المستقبل بكافة أبعاده.
المراجعة المستمرة لكافة السياسات، والوقوف أولاً بأول على الأخطاء التي قد تنجم عن ممارسات خاطئة لبعض الجهات أو الأفراد، من الأمور المهمة التي ينبغي علينا القيام بها كحكومة ومجتمع، كي لا تتفاقم هذه الأخطاء، وكي نحافظ على مكتسباتنا التي واجهنا كثيراً من التحديات من أجل تحقيقها.
(2)
ذكريات كثيرة طافت بمخيلتي وأنا أقرأ عن احتفال جامعة السلطان قابوس بمرور (25)سنة على افتتاحها في عام 1986.تذكرت أول يوم لي في الجامعة، أصدقاء الدراسة والسكن، المناشط الجامعية، الأساتذة ، الرحلات، وأشياء كثيرة جميلة شكــﱠــلت أشياء كثيرة في شخصيتي، و ما زلت أحن إليها.
ربع قرن مضى على إنشاء هذا الصرح العلمي الشامخ . ترى كم من أجيال قد التحقت بها، وكم من مواهب متنوعة ساهمت في صقلها وإبرازها، وكم من شخصيات ناجحة في مختلف مجالات الحياة كانت يوماً ما طلبة في مقاعدها، وكم من حراك ثقافي شهدته قاعاتها، وكم من صداقات جميلة انعقدت بين أروقة سكنها.
نتمنى أن نرى اهتماماً أكبر في المرحلة القادمة بقضايا التنشئة السياسية والاجتماعية لدى طلاب الجامعة، وذلك من خلال تأسيس الإتحاد الطلابي، والمحاضرات والورش والندوات التثقيفية في هذا الجانب، كي نوجد جيلاً شبابياً أكثر قدرة على التعاطي مع قضايا وطنه، والتفاعل الإيجابي تجاهها.
(3)
ذهبت لمقابلة عدد من البحـﱠـارة وصنـﱠـاع السفن القديمة، ضمن مشروع ثقافي حول التاريخ البحري المرويﱠ، فعلمت أنهم مسافرين إلى إحدى الدول الخليجية ، بعد أن أتتهم دعوة للمشاركة في إحدى المهرجانات التراثية التي تنظم هناك سنوياً، ويتخلل هذه المشاركة حفلات تكريم، ولقاءات إعلامية مختلفة، وهي ليست المرة الأولى التي تتم دعوتهم، بل سبقتها دعوات مماثلة من جهات ثقافية خارجية مختلفة، تقديراً لجهودهم، وخبرتهم الطويلة في هذا المجال.
نسخة مع التحية للقائمين على شأن الثقافة والإعلام في السلطنة.
(4)
تبذل الحكومة جهوداً كبيرة، ومبالغ طائلة في سبيل إنشاء المشاريع الخدمية المختلفة من مدارس ومراكز صحية وشوارع وغيرها،ولكن سوء التخطيط يقلل أحياناً من قيمة تلك الجهود، ويكلف الدولة مبالغ وجهود أخرى لمعالجة الأخطاء الناتجة عن ذلك.
الأمطار التي شهدتها السلطنة في الآونة الأخيرة، وقبلها الأنواء المناخية، كشفت عن جوانب من سوء التخطيط، بعد تأثر عدد من المنشآت الحكومية بتأثيرات تلك الظروف المناخية، وذلك بسبب إقامتها في أماكن غير مناسبة.
لا أعلم لم يصر البعض على إقامة المشاريع في أماكن يعرف الصغار قبل الكبار من سكان المكان بأنها غير صالحة لذلك.
من المهم دراسة واقع المنطقة الجغرافي دراسة مستفيضة، والتواصل مع الأهالي القاطنين للمكان، قبل التفكير في إنشاء أي مبنى خدمي.
(5)
قبل أن تفكر في عقاب ابنك . تلميذك. موظفك، حاول أن تبحث عن الجوانب الايجابية الكامنة في شخصيته، فلربما كان في ذلك انطلاقة نحو تغيير جذري شامل في مسيرة حياته..وبالتالي عطاء ايجابي في المرحلة القادمة.
كم من المواهب والإمكانات فقدناها لمجرد أننا لم نستطع أن نوجهها توجيها صحيحاً.
أقول هذا الكلام بعد أن قرأت مقالة مهمة للدكتور أحمد بن علي المعشني في هذا الشأن، وبعد أن تذكرت نماذج طلابية عديدة كانت تمتلك الكثير من القدرات، وفقدناها لمجرد أننا لم نحسن التعامل معها.
(6)
تذكرني بعض الإعلانات التي أقرأها في الملاحق الإعلانية لبعض الصحف المحلية بإعلانات شبيهة بها في بعض الصحف الصفراء التي توزع في عدد من الدول.إعلانات لمنتجات غريبة الشكل والمضمون، وكلها تركـﱢــز على نقاط ضعف معينة لدى المستهلك، وتخاطب فيه الغريزة بأنواعها المختلفة.
أين دور الجهات المسئولة عن الرقابة الإعلامية تجاه مثل هذه الإعلانات.
(7)
الأسبوع الماضي صادف الذكرى السنوية الخامسة لوفاة الأديب والشاعر والباحث التاريخي ناصر بن علي البلال.
كثيرة هي مفردات الإبداع التي نجدها في سيرة هذه الشخصية الرائعة.كان – رحمه الله – مسكوناً بحب الوطن، وقد تجلــﱠـى ذلك في كتابه المهم ( قبائل الجنبة وميناؤهم التاريخي صور)، وديوانه الشعري (حورية البحر)، كما ظهر ذلك أيضاً في كثير من أشعاره ومحاضراته وندواته ، وكان مضرب المثل عند الأصدقاء في بداهته، وقدرته على الرد السريع والمُقنع، وأسلوبه الأدبي المنمـﱠـق، وقدرته العجيبة على استحضار الشواهد الأدبية، وسعة قلبه الذي كان يستوعب البعيد قبل القريب.
سيبقى ناصر البلال شخصية ًإنسانية ًفذة ًيحبها الشعراء والروائيون، يستعصي على مجازهم و سردهم، و يستعصون على نسيانه .تحية من قلوب لن تنساك .
(8)
في ذكراه..أستحضر هذه الأبيات الوطنية للشاعر ناصر البلال:
تاهَتْ عَلَى الشِّعْرِ فُرْسَاناً وَمَيْدَانَــــــــــا
لَمّـَا اعْتَلَى عَــرْشَهَا بِالْيُمْنِ مَـــوْلاَنَـــا
تَاهَتْ بُِكْم سَيِّدَ السَّادَاتِ وَانْتَعَشــــــــَتْ
بَلْ جَدَّدَتْ ذِكْرَهَا أَصْلاٍ وَأَغْـــصَانَـــا
تَاهَتْ عَلَى التِّيهِ وَالأَنْوَارُ مُشْرِقَــــــــــةٌ
وَعَــابِقُ الْمَجْدِ يَجْلــُو الْمَجْدَ رَيَّـــانَـــا
تَسَابَقَ الشِّعْرُ فِي أَرْجَائِهَا أَلَقــــــــــــــاً
فَــــرَنّـِحَتْ بِـهِ سُمَّــــــاراً وَرُكْـــبَانَــــا
مَا كُنْتُ أَحْسِبُ أَنَّ الشِّعْرَ يَسْكُنُـــــــــهَا
حَتَّى تَغَنَّتْكَ آكَــامــــاً وَشُطْــآنَـــــــــــا
لَمّـَا اعْتَلَى عَــرْشَهَا بِالْيُمْنِ مَـــوْلاَنَـــا
تَاهَتْ بُِكْم سَيِّدَ السَّادَاتِ وَانْتَعَشــــــــَتْ
بَلْ جَدَّدَتْ ذِكْرَهَا أَصْلاٍ وَأَغْـــصَانَـــا
تَاهَتْ عَلَى التِّيهِ وَالأَنْوَارُ مُشْرِقَــــــــــةٌ
وَعَــابِقُ الْمَجْدِ يَجْلــُو الْمَجْدَ رَيَّـــانَـــا
تَسَابَقَ الشِّعْرُ فِي أَرْجَائِهَا أَلَقــــــــــــــاً
فَــــرَنّـِحَتْ بِـهِ سُمَّــــــاراً وَرُكْـــبَانَــــا
مَا كُنْتُ أَحْسِبُ أَنَّ الشِّعْرَ يَسْكُنُـــــــــهَا
حَتَّى تَغَنَّتْكَ آكَــامــــاً وَشُطْــآنَـــــــــــا
د.محمد بن حمد العريمي
Mh.oraimi@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.