الخميس، 20 أكتوبر 2011

مواقف حياتيــة (5)


جريدة عمان - الخميس 20/11/2011م
هذه مواقف حياتية نصادفها يومياً.. نعرضها ليس من باب النقد، ولكن من أجل أن تكون الرؤية أكثر جمالاً ووضوحاً.
(1)
نظــــم برنامج الشباب التابع لإذاعة سلطنة عمان يوم الثامن عشر من أكتوبر الحالي حملة توعوية مهمة  للحد من الحوادث المرورية وأثرها السلبي على المجتمع، وقد وفــق القائمين على هذه الحملة من معدين ومقدمين في اختيار الفقرات واللقاءات والشخصيات التي تناولت الموضوع من مختلف أبعاده.
هذه الحملة تأتي استكمالاً لكثير من البرامج والإعلانات التوعوية المهمة في هذا الجانب و التي دأب البرنامج على تقديمها خلال دوراته البرامجية المتعددة.
تحية شكر وتقدير للقائمين على مثل هذه الجهود، وهناك الكثير من الظواهر التي تحتاج إلى مثل هذا الاهتمام كي يشعر المجتمع بمدى تأثيرها عليه سلباً أم إيجاباً.
(2)
تعمد (بعض) المعلمات إلى الإكثار من الحصول على الأجازات المرضية التي تخول لهن التغيب عن الدوام المدرسي،مما يؤثر سلباً على انتظام سير العملية التعليمية بمدارسهن، وحرمان قطاع مهم من الطلاب من حقهم الكامل في الرعاية التربوية. ومن بين المبررات التي تدفعهن نحو ذلك،  توزيعهن في مدارس تبعد كثيراً عن مقر إقامتهن مما يضطرهن لأخذ الإجازات بسبب المراجعات الطبية المتكررة، وحالات الوضع ، أو رعاية الأطفال.    
     يتطلب الحد من هذه الظاهرة تعاوناً أكبر بين وزارتي التربية والتعليم والصحة نحو الاتفاق على آلية معينة لمنح الأجازات، وتشكيل لجان طبية يعرض عليها من يتم استشعار عدم قدرته على العطاء، ومراجعة القوانين المنظمة لأجازات الأمومة والطفولة ، بالإضافة إلى الوقوف على معايير وبنود النقل الداخلي والخارجي، والبحث عن حلول أكثر نجاعة للحد من توزيع المعلمات في أماكن بعيدة عن مقر اقامتهن.
(3)
وأخيراً انفض سامر انتخابات مجلس الشورى في دورته السابعة، بعد أشهر من الحراك الاجتماعي والاقتصادي والفكري المرتبط بها. وعلى الرغم من تشاؤم البعض من جراء سطوة عاملي ( المال + القبيلة ) على نتائج تلك الانتخابات، إلا أنني لدي تفاؤل كبير بالتجربة الحالية، وأرى فيها مقدمة لتجربة أكثر نضجاً في الدورات القادمة ، فلأول مرة  يتم الحديث  بشكل جاد عن أدوار حقيقية للمجلس ينبغي أن يقوم بها كالتشريع ومراقبة أداء الحكومة، و تم طرح مصطلحات سياسية لم تكن مطروحة في السابق، كالعدالة الاجتماعية، والتغيير، والشفافية، ومكافحة الفساد. وتعرف المجتمع على  البرامج الانتخابية للمرشحين، ونظمت لقاءات جماهيرية مباشرة لم تكن متاحة في السابق. و كل ذلك من شأنه أن يثير حراكاً مجتمعياً مهماً خلال الفترة القادمة، ووعياً أكبر في مدى تقبل المجتمع لدور المجلس وأهميته، ويبشر بتحول سياسي قادم في أداء المجلس بدلاً من الدور الاجتماعي الغالب حالياً.
أدرك أن هذا التحول لن يأت بتلك السهولة، بل هو بحاجة لشيء من الحراك الفكري المتواصل، ومراجعة دقيقة للتجربة الحالية، ولبرامج انتخابية متوافقة مع الواقع السياسي والاجتماعي للمجتمع، ولأشخاص لديهم رصيد من الرضا والتقدير في المجتمع.  



(4)
"دروس خصوصية للطلاب في مادة.....". إعلان قرأته في واجهة إحدى المكتبات التي تبيع المستلزمات المدرسية.
كثيراً من مداد الحبر قد سال في التحذير من خطورة استشراء مثل هذه الظاهرة السلبية، وكثيراً من المقالات الفكرية قد دبجت في هذا الموضوع. ويبدو أن التهاون في اتخاذ الإجراءات الرادعة قد أغرى البعض نحو الظهور العلني والترويج لبضاعته.
لابد من وقفة مجتمعية تجاه هذه الظاهرة الدخيلة.
 (5)
وادي سال  - لمن لم يسمع عنه – هو أحد الأودية الجميلة التي تقع في قلب ولاية جعلان بني بو علي، وعلى بعد 31 كم منها،  ويمتاز  بمقومات طبيعية رائعة منها :اعتدال جوه طوال العام، وانبساط تربته، والبرك المائية الجميلة المنتشرة في أرجاءه، وكثرة أشجار الغاف التي تطوقه، مشكـــلة غابات ظليلة متشابكة  تصلح للتخييم والاستجمام، مما يجعل الوادي متنفساً حقيقياً للكثير من الأسر والأفراد خلال فترة الإجازات .
كان الوادي يمتاز كذلك بخصوبة أراضيه، ووفرة مياهه، وكان يضرب به المثل في جودة (بطيخه) و(رطبه)، ولهذا كانت قراه مليئة بالسكان من قبائل شتى، وكان النشاط الزراعي والرعوي فيه على أشده. وفجأة حل المحل والجفاف بآباره، وهجره كثير من سكانه إلى مركز الولاية، وأصبحت كثير من بيوته ومزارعه في طي النسيان.
دعوة للمختصين في وزارتي السياحة، والزراعة لزيارة الوادي، وإيجاد خطط تنموية للنهوض بالنشاط الاقتصادي والسياحي فيه. هناك كثير من المشاريع المتنوعة التي يمكن أن تلاقي النجاح، وتعيد لهذا الوادي أهميته ومكانته.

(6)
كثيراً ما قرأنا عند تصفحنا للتاريخ الإسلامي عن شخصيات عظيمة  كانت توازي بانجازاتها وبطولاتها آلافاً من الرجال، ولهذا فقد سطعت شمس الحضارة الإسلامية على كثير من الأمم والشعوب، وانتشر تأثيرها في كافة أرجاء المعمورة.
أكتب هذا الكلام بعدما تابعت الصفقة التي تم التوصل لها بين الفلسطينيين والإسرائيليين ، والتي تضمنت الإفراج عن 1000 معتقل فلسطيني مقابل الجندي الإسرائيلي المختطف جلعاد شاليط ، وعن حالة الفرح (الهستيرية) التي انتابت البعض على اعتباره انجازاً عظيماً  لنا، وهزيمة (نكراء) للطرف الآخر.
ألهذا الحد أصبح الإنسان العربي المسلم رخيصاً؟
(7)
من  جميل ما قاله الشاعر البهاء زهير:
يا أحسنَ الناسِ يا من لا أبوحُ به
                                       يا مَنْ تَجَنّى وَما أحْلى تَجَنّيهِ
قد أتعسَ اللهُ عيناً صرتَ توحشها
                                   وأسعَدَ الله قَلباً صرْتَ تأوِيهِ
مولايَ أصبحَ وجدي فيكَ مشتهراً
                               فكيفَ أسترهُ أمْ كيفَ أخفيهِ
وصارَ ذِكْريَ للواشي بهِ وَلَعٌ
                            لقد تكلفَ أمراً ليسَ يعنيهِ
فمنْ أذاعَ حديثاً كنتُ أكتمهُ
                        حتى وَجدتُ نَسيمَ الرّوْض يَرْويهِ
فيا رَسولي تَضَرّعْ في السّؤالِ لَهُ
                      عَسَاكَ تَعطِفُهُ نَحوي وتَثْنيهِ

د.محمد بن حمد العريمي
Mh.oraimi@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.