جريدة عمان - الخميس 13/10/2011م
هذه مواقف حياتية نصادفها يومياً.. نعرضها ليس من باب النقد، ولكن من أجل أن تكون الرؤية أكثر جمالاً ووضوحاً.
(1)
كثرت في الآونة الأخيرة حالات الإصابة بالأمراض الخبيثة كالسرطانات بأنواعها، والأورام الخبيثة، والتهاب الكبد الوبائي، وغيرها من هذه الأمراض الفتاكة، وأصبحنا نفجع كل يوم بحالات وفاة لعدد من الزملاء والأصدقاء والمعارف بسببها، والمؤلم أن بعضهم يفاجأ بأن المرض قد وصل مراحله النهائية دون أن يدر بذلك.
أما آن الأوان نحو التفكير في إقامة مراكز ومعاهد طبية متخصصة على أعلى مستوى تعنى بمثل هذه الأمراض؟
(2)
(هاتف البشرى)، (لتهنأ بما حزت من منصب)، (موطن الأحرار) نماذج لأغاني وطنية جميله طالما عشنا على معانيها المعبرة ، ومازالت تعيش في وجدان البعض منــﱠــا. ترى هل يعرف الجيل الحالي هذه الأغاني ، وهل سمعوا عن المرحوم (عبد الله الصفراوي) أو (نوال بنت سيف) وغيرهم ممن حملوا لواء الأغنية الوطنية في فترة من الزمن؟
نحتاج إلى مشروع وطني لجمع مثل هذه الأعمال وتوزيعها، علــﱠـها تحرك شيئاً من المشاعر الوطنية الجميلة التي نحن في أشد الحاجة إليها هذه الأيام.
(3)
1000 بعثة دراسية يتضمنها برنامج "الألف بعثة" لمرحلتي الماجستير والدكتوراه، والذي سيتم تطبيقه اعتباراً من العام الأكاديمي الحالي 2011/2012م ، بواقع (200) بعثة كل عام ، وذلك بناء على توجيهات سامية تؤكد مدى اهتمام القيادة الحكيمة بأهمية العلم ودوره في تقدم الأمم والشعوب.
السؤال المطروح هو عن مصير هذه الكوادر بعد حصولها على الشهادات العليا في التخصصات المختلفة؟هل هناك خطط مدروسة للاستفادة منهم ومن حصيلة ما درسوه، وهل هناك مراكز علمية يمكن أن تستوعبهم؟ أم سيكون مصيرهم كمصير كثير ممن سبقوهم والذين تعج بهم مكاتب المؤسسات الحكومية المختلفة؟
(4)
تضمنت كثير من البرامج الانتخابية للمترشحين لعضوية مجلس الشورى الاهتمام بفئات الفقراء وكبار السن والمعوقين كأحد المحاور الرئيسية ، واشتملت على خطط وفعاليات متنوعة في هذا الجانب.
هل هي قناعة منهم بضرورة الاهتمام بمثل هذه الفئات، وهل سيتم الاهتمام بهم بالفعل في حالة التوفيق أو عدمه ، أم أنها نوع من الشو الإعلامي، والتسـﱠـــول الانتخابي لأصواتهم.
(5)
عندما تذكر موانئ الشرق يأتي ميناء صور كرقم صعب بينها. لكن صور الحالية لا تمت بصلة لصور الميناء الشهير، فمعظم بيوتها الأثرية قد هدمت، والبقية تنتظر الدور ، ومصانع سفنها التي انطلقت تجوب العالم حاملة مشاعل النور والحضارة قد أقفلت، وشخصياتها التي برعت في مجال الملاحة والفن والأدب وبقية المجالات منزوية في صمت مؤلم تنتظر من يأتي لينهل من فيض خبرتهم وخلاصة تجربتهم الحياتية.
متى ستعود لصور ريادتها التجارية والحضارية بين موانئ المنطقة، ومتى نرى خورها يعج بحركة السفن التجارية والسياحية، ومتى تعود عجلة العمل لمصانع سفنها التي دوت شهرتها الآفاق، وهل يمكن أن يتصدر المشهد إنشاء مركز ثقافي يحفظ تاريخ المكان ويوثق تراثه؟
(6)
يحدث أن يفكر أحدهم في مشروع تجاري ما قد تحتاجه المدينة، كافتتاح مطعم متخصص في مأكولات معينة، أو مقهى خاص بأنواع محددة من المشروبات، أو محل تقنيات معين، أو أي مشروع جديد آخر، وما إن يتم افتتاح هذا المشروع، إلا وتجد عشرات المشاريع المشابهة قد تم افتتاحها خلال فترة وجيزة، برغم عدم استيعاب السوق لها، الأمر الذي يترتب عليه إقفال بعض هذه المشاريع تباعاً، وحالة إحباط تصيب صاحب الفكرة الأساسية عندما يرى فكرته ومشروعه الذي تعب كثيراً من أجل تحقيقه عرضه للتقليد من قبل الآخرين.
أين الجهات المسئولة عن إعطاء التصاريح التجارية من هذه الظاهرة؟
(7)
حدث هذا المشهد أمام ناظري في عصر أحد الأيام، قطيع من الأغنام يعبر أحد الساحات القريبة من البيت، وسط هذا القطيع (شاه) تعاني من كسر في إحدى رجليها، تمشي ببطء بجوار رفيقاتها اللواتي يحطن بها من كل جانب، ويحاولن مسايرتها في حركتها البطيئة في مشهد أدهشني وجعلني أتوقف مجبراً لتأمله.
تابعت المشهد حتى اختفى "القطيع" في إحدى الأزقة الجانبية، ولسان حالي يتساءل:ترى هل نحتاج نحن بني البشر لمثل هذا التكافل والإحساس بالآخر؟
(8)
من بكائيات الشاعرالعباسي ديك الجن الحمصي:
وَدَّعْتُها لِفِراقٍ فاشْتَكَتْ كَبِدِي
وَدَّعْتُها لِفِراقٍ فاشْتَكَتْ كَبِدِي
إِذْ شَبّكَتْ يَدَها مِنْ لَوْعَةٍ بِيَدِي
وحاذَرَتْ أَعْيُنَ الواشِينَ فانْصَرَفَتْ
وحاذَرَتْ أَعْيُنَ الواشِينَ فانْصَرَفَتْ
تَعَضُّ مِنْ غَيْظِها العُنّابَ بالبَرَدِ
فكانَ أَوَّلُ عَهْدِ العَيْنِ يومَ نَأَتْ
فكانَ أَوَّلُ عَهْدِ العَيْنِ يومَ نَأَتْ
بالدَّمْعِ آخِرُ عَهْدِ القَلْبِ بالجَلَدِ
جَسَّ الطّبيبَ يَدي جَهْلاً فقلتُ لهُ
جَسَّ الطّبيبَ يَدي جَهْلاً فقلتُ لهُ
إِنَّ المَحَبّةَ في قَلْبي فَخَلِّ يَدي
ليسَ اصْفِراري لِحُمّى خامَرَتْ بَدَني
ليسَ اصْفِراري لِحُمّى خامَرَتْ بَدَني
لكنَّ نارَ الهوى تَلْتَاحُ في كَبِدِي
فقال هذا سَقَامٌ لا دَواءَ لَهُ
فقال هذا سَقَامٌ لا دَواءَ لَهُ
إِلاَّ بِرُؤْيَةِ مَنْ تَهْواهُ يا سَنَدِي
د.محمد بن حمد العريمي
Mh.oraimi@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.