جريدة عمان - الخميس - 29/9/2011
هذه مواقف حياتية نصادفها يومياً.. نعرضها ليس من باب النقد، ولكن من أجل أن تكون الرؤية أكثر جمالاً ووضوحاً.
(1)
قادتني الصدفة لحضور محاضرة نظمها صندوق تقاعد موظفي الخدمة المدنية، وتناولت التعريف بقانون معاشات ومكافآت ما بعد الخدمة، كانت المحاضرة مهمة ومفيدة، وتعرفت من خلالها إلى الكثير من المعلومات المتعلقة بالقوانين المتعلقة بما بعد الخدمة. المحاضرة تأتي في إطار سلسلة من المحاضرات التي يقدمها الصندوق، وتستهدف موظفي المؤسسات الحكومية التابعة للخدمة المدنية.
كان الحضور قليلاً ولا يتوازى مع أهمية العنوان بالرغم من أن مجالسنا ولقاءاتنا الخاصة لا تخلو من اجتهادات شخصية وفتاوي مختلفة حول هذا الموضوع.
(2)
بدأ العام الدراسي ومازال العديد من المدارس تعاني من نقص في تشكيلات المعلمين، وعدم اكتمال الطواقم الإدارية والتدريسية، إضافة إلى نواقص مختلفة في جوانب الكتب الدراسية، والأثاث المدرسي، والحافلات المدرسية.
هل المشكلة في التخطيط، أم في سوء التخطيط؟
(3)
يحلم صديقي بوجود مساحات خضراء وسط الحي السكني الحديث الذي يقطنه، لتكون رئة ومتنفساً لسكان هذا الحي، كما يحلم بتوفير مساحات يتم استغلالها كملاعب رياضية، ومواقف سيارات، خاصة في ظل الحوادث التي نسمعها يومياً بسبب اضطرار بعض الصغار لاتخاذ الشوارع الفرعية مكاناً لممارسة هواياتهم الرياضية . يبرر صديقي حلمه بأن كثير من هذه الأحياء هي عبارة عن مخططات سكنية حكومية، وبالتالي فإنها من المفترض أن تشتمل على كل هذه الأشياء، كما هو الحال في كثير من مدن العالم المختلفة، ونحن بالطبع لسنا أقل منهم تنظيماً.
يبدو أننا نحتاج إلى فرع لبلدية مسقط في كل ولاية يا صديقي.
(4)
متى سنرى المذكرات الخاصة بالعديد من الشخصيات العمانية التي أثرت البلد بعطاءاتها في مختلف الجوانب السياسية والثقافية والاجتماعية المختلفة على مدى سنوات طويلة.
ليس شرطاً أن تكون هذه الشخصية مشهورة وذات وضع اجتماعي أو اقتصادي معين. قد يكون قبطاناً أو بحاراً أفنى عمره في مجال الملاحة البحرية، وقد يكون شيخ قبيلة عاصر كثيراً من الأحداث السياسية والاجتماعية المختلفة، وقد يكون رجل علم أو مثقف بارز في أحد فروع الثقافة، فالبلد بحاجة إلى عصارة التجربة الحياتية لهؤلاء، والأجيال القادمة بحاجة كذلك.
السؤال يوجـﱠه إلى الجهات المختصة بالإعلام والثقافة، والقائمين على دور النشر المختلفة، والباحثين، وإلى أسر هذه الشخصيات كذلك.
(5)
عندما يذهب أحدنا إلى مؤسسة ما، فإنه يخرج بعدد من الملاحظات المتنوعة تجاه أداء هذه المؤسسة، الغريب أننا نتحدث كثيراً في مجالسنا ولقاءاتنا عن هذه الملاحظات، سلبية كانت أم ايجابية، برغم وجود صندوق شكاوي ومقترحات في معظم هذه المؤسسات.
هل المشكلة فينا أم في الصندوق؟
(6)
يحدث أن تدخل محلاً تجارياً معيناً لشراء سلعة ما فتجدها بسعر معين، ثم تذهب لشراء نفس السلعة من محل آخر ، فتفاجأ أنها بسعر مختلف. هذا الأمر يتكرر في كثير من المحلات داخل المدينة الواحدة ، أو حتى بين المدن المختلفة، ولا يقتصر على سلع معينة، بالرغم من أن قيمة إيجار المحلات قد تكون متقاربة كثيراً، كما أن مصادر البضاعة قد تكون نفسها في أغلب الأحيان.
متى سنرى تسعيرة موحدة ، ومتى نرى تطبيقاً لقوانين رادعة تحد من بعض التجاوزات التي يقوم بها أصحاب هذه المحلات.
(7)
يسألني ابني ذو العشر سنوات : هل نذهب إلى المدرسة للتعليم أم للتعذيب؟ أجبته مندهشاً: للتعليم طبعاً. لماذا هذا السؤال الغريب يا بني؟ رد علي: جرب أن تحمل حقيبتي، وستعرف مغزى سؤالي.
فلنتق الله في "ظهور "أبنائنا.
(8)
من أجمل ما قاله سلطان العاشقين ابن الفارض:
عذّب بما شئتَ غيرَ البُعدِ عنكَ تجدْ
أوفى محِبّ بما يُرضيكَ مُبْتَهجِ
وخُذْ بقيّةَ ما أبقَيتَ من رمَقٍ
لا خيرَ في الحبّ إن أبقى على المُهجِ
مَن لي بإتلاف روحي في هوَى رَشَإٍ
حُلْوِ الشمائل بالأرواحِ مُمتَزِجِ
مَن ماتَ فيه غَراماً عاشَ مُرْتَقِياً
ما بينَ أهلِ الهوَى في أرفع الدّرَجِ
أوفى محِبّ بما يُرضيكَ مُبْتَهجِ
وخُذْ بقيّةَ ما أبقَيتَ من رمَقٍ
لا خيرَ في الحبّ إن أبقى على المُهجِ
مَن لي بإتلاف روحي في هوَى رَشَإٍ
حُلْوِ الشمائل بالأرواحِ مُمتَزِجِ
مَن ماتَ فيه غَراماً عاشَ مُرْتَقِياً
ما بينَ أهلِ الهوَى في أرفع الدّرَجِ
مُحَجَّبٌ لو سَرى في مِثلِ طُرَّتِهِ
أغنَتْهُ غُرّتُهُ الغَرّا عن السُّرُجِ
أغنَتْهُ غُرّتُهُ الغَرّا عن السُّرُجِ
من وين .. ومنين ومتى بالله ذكرني ..
جيتك أنا فليلة شتا .. تهزني ريح الشمال .. تهزني
محتاج أنا لبسمة وشال .. محتاج لك ..
تركتني لبرد الطريق وأنا على بابك
أتذكر إنّك قلت لي .. بالله وش جابك ..
ودعتني قبل السلام .. وهذا ترى كلّ الكلام
اللي بقى بينك وبيني .. تخيّل