(1)
"أكثر من 200 ألف ريال حجم المبالغ التي استرجعتها الهيئة العامة
لحماية المستهلك لصالح المستهلكين وذلك خلال النصف الأول من عام 2012م"
خبر ينبغي أن نتوقف معه تحية شكر وتقدير
إلى العاملين بالهيئة العامة لحماية المستهلك على جهودهم الواضحة والتي تدل على
مدى الرغبة الأكيدة
(2)
في
مطار القاهرة ونحن راجعون وينما كنا ننتظر الرحلة في قاعة الانتظار سألني أحد
أصدقائي من رفاق الرحلة: بحكم أنك كثير الأسفار إلى القاهرة فما أندر موقف مر بك
بالمطار في أسفارك السابقة؟
أجبته: ليس موقفاً واحداً ولكنها كثر، خذ معك مثلاً أن أصل المطار وأركب (باص) الطيران العماني الذي سيقلنا في رحلة العودة، ثم نكتشف أن به عطلاً يستدعي انتظارنا لبضع ساعات، وهو موقف تكرر معي في 3 رحلات متوالية خلال السنوات الأخيرة.
قال لي وهو يبتسم: إذا أبشر، فالطائرة بها عطل وقد لا نسافر الليلة.
إلى متى يا ناقلنا الوطني؟
(3)
بهيئته الرثة
وملامحه المستكينة التي لا تخلو من تصنع خبيث استوقفني ذلك الآسيوي أمام أحد
المجمعات التجارية الكبيرة بمسقط مستغلاً وجود عائلتي معي ، وقال لي بصوت متهدج
ضعيف وهو يمد إلي بتلفون يبدو من هيئته أنه من الموديلات الحديثة المتطورة: أنا
مسكين وبحاجة إلى نقود كي أرسلها إلى عائلتي، فهل يمكنك شراء هذا الهاتف المحمول؟
نفس المشهد
تكرر أمامي أكثر من مرة، وفي أكثر من مكان، والغريب أن من يقوم به هم من أبناء
جنسية آسيوية بعينها.
عندما حكيت
المشهد لصديقي المتخصص في مجال الإلكترونيات بادر بتحذيري من الوقوع في فخ شراء
مثل هذه التلفونات حيث أنها غالباً ما تكون مقلدة بحيث تبدو طبق الأصل من النوعيات
الأصلية وقد لا يستطيع الشخص العادي التفريق بينها.
في آخر مشهد
تكرر أمامي يوم أمس بالقرب من مسجد "الزواوي" بالخوير توجهت لصاحب العرض بهذا السؤال : إذا
كنت تدعي الحاجة إلى المال فمن أين أتيت بقيمة هذا الجهاز الذي تدعي أنه من ماركة
أصلية حديثة غالية الثمن؟ وبالطبع لم تكن هناك إجابة.
(4)
في إحدى محلات البيع بالتجزئة التابعة لإحدى شركات
بيع مشتقات النفط في العاصمة مسقط استوقفني هذا الحوار بين الشابة العمانية التي
تعمل محاسبة في هذا المحل وبين زميلها : من اليوم لن آخذ أي إجازات، زوجتي تطلقت
وأتت هي وأولادها للعيش معنا، وهذا معناه زيادة مصروفات البيت، وبما أنني الوحيدة
التي أعمل في البيت، فلابد أن أعمل في أوقات المناوبات المختلفة عل راتبي يزيد
قليلاً.
ثم استدركت: وحتى لو عملت 24 ساعة في اليوم طوال
أيام السنة فلن يكفي راتبي المتواضع لمصاريفي، فما بالك بمصاريف والدتي وإخواني
وأختي وأبناءها.
ثم قالت بتهكم لا يخلو من مرارة: ثانوية عامة
وفوقها دبلوم محاسبة وآخرتها محاسبة في دكان وراتبي حتى ما واصل 230 ريال. يعني
لازم واسطة علشان اشتغل حالي حال الناس؟
بغض النظر عن مدى الاتفاق أو الاختلاف مع العبارة
الأخيرة إلا أن هناك كثيراً من الشباب هم بحاجة لمن يلتفت إليهم ويشعرهم بالأمان
الاجتماعي وبأهميتهم ضمن النسيج الاجتماعي ضمن خطط (حقيقية) تتجاوز (الشو الإعلامي)
الذي نطالعه أحياناً، كي لا يتحولوا إلى قنابل موقوتة مستقبلاً.
لو وفرت كثير من المبالغ التي تصرف على مشاريع
وخطط وندوات ومؤتمرات وحلقات عمل وهمية، وأسفار خارجية غير ذات جدوى، وتمت
الاستفادة منها في إقامة مشاريع حقيقية يمكن لها أن تستوعب الآلاف من الشباب في
مختلف المجالات، فلربما أصبح الوضع أفضل حالاً.
(5)
هل تريد أن تستمتع بأجازة مدفوعة التكاليف تقضي من
خلالها أياماً جميلة في ربوع خريف صلالة الساحر؟ الحل سهل، ما عليك سوى المبادرة
في الاشتراك بإحدى الندوات أو الدورات التدريبية (الكثيرة) التي تعقدها المؤسسات
الحكومية المختلفة خلال هذا الفصل.
ترى هل هناك علاقة طردية بين الطاقة الايجابية
التي تنتاب (بعض) المسئولين، وبين الطقس الخلاب لخريف صلالة بحيث تجعلهم أكثر رغبة
في النهوض بالموارد البشرية التابعة لمؤسساتهم من خلال تنظيم عشرات الندوات
والمؤتمرات خلال هذا الفصل لدرجة أننا أصبحنا نشعر بوجود ( إسهال ) إعلامي من خلال
تغطية هذه الفعاليات، أم أن الأمر لا يعدو أكثر من كونه رغبة في الحصول على إجازة
لقضاء أيام جميلة تحت دعوى تنظيم فعالية تتعلق بمصلحة العمل وتنشيط السياحة
المحلية، والتعريف بمعالم البلد، إلى آخر هذا الحشو الذي مللنا منه.
سؤال بريء آخر: إذا كانت كثير من الغرف والأجنحة
بالفنادق والنزل السياحية بالمحافظة محجوزة مسبقاً لصالح منظمي هذه الفعاليات،
فأين سيجد السائح المحلي والخارجي مكاناً للإقامة؟
(6)
سيدي معالي وزير السياحة الموقر: عائلتي الصغيرة
تعاتبني دائماً وتتهمني بالتقصير لأني لا أستطع أن أوفر لهم قضاء بعض الأيام
الجميلة في إحدى الأماكن السياحية بالسلطنة.
سيدي الوزير: لقد ملت عائلتي مجمعات مسقط التي
آخذهم إليها في كل مرة، وحفظوا حتى ألوان جدرانها، ولكن ماذا أفعل، فهذا ما بوسعي
فعله، فإمكانياتي المادية لا تمكنني من أخذهم إلى خارج السلطنة، ومنتجعات مصيرة
ومسندم وصلالة والخيران وبندر الجصة يبدو أنها ليست لمتوسطي الحال أمثالي،
والأشخرة والرستاق ونزوى وغيرها من المدن العمانية ذات التنوع السياحي الهائل لا
توجد بها الإمكانات السياحية التي تمكن عائلتي من قضاء يوم واحد بها لدواعي تتعلق
بنوعية ومدى توافر الاستراحات والمكاتب السياحية وأماكن الترفيه ونوعية المطاعم
الموجودة، وإذا كانت هناك أماكن أخرى تنصحني بها الوزارة فأنا لا أعلمها ربما لأن
إعلامكم السياحي لم يصل إلي برغم أنني مواطن مخلص أقرأ الصحف اليومية بانتظام،
وأتابع كافة البرامج الإعلامية التي تبثها وسائل الإعلام المحلية.
ماذا أفعل يا معالي الوزير؟ لقد غلبت، وغلب أمري
معي.
(7)
أيام قليلة ويحل علينا
ضيف كريم ننتظره كل عام بشوق عارم، ولهفة كبيرة، وهنا أتذكر بعض
المشاهد المتناقضة التي ترتبط بهذا الشهر الفضيل والتي من بينها امتلاء المساجد
بالمصلين في بداية أيام الشهر، والحرص على صلاة الفجر جماعة، والإكثار من قراءة
القرآن، وزوال أثر "أدوات التجميل"من وجوه الكثير من الموظفات، والتوقف
عن بعض الممارسات الخاطئة كالتدخين مثلاً، ونموذج الموظف عابس الوجه، مكفهر
الملامح، الذي يعمل بنصف عين ويكاد لا يطيق نفسه، يأتي بعد ابتداء الدوام، وينصرف
قبل نهايته، يشغل وقته بقراءة القرآن في المصحف المجاور، ويكمل وقته الباقي في
مسجد المؤسسة التي يعمل بها، والتي تدعونا إلى تساؤل مهم : لماذا يربط البعض
عمل الخير، أو التوقف عن بعض الممارسات بهذا الشهر فقط؟ لم لا يحدث ذلك طوال
العام؟
كل رمضان وأنتم بخير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.