الأربعاء، 11 فبراير 2015

مشاهد وتساؤلات (21)


(1)

ممثّلة في الهيئة العامّة لحماية المستهلك السلطنة تفوزبجائزة القمّة العالمية كأفضل تطبيق حكومي للهواتف المحمولة على مستوى العالم 2014م.

ليست الجائزة الأولى التي تحقّقها الهيئة خلال مسيرتها الزمنيّة القصيرة، فقد سبقتها جوائز أخرى على المستوى العالمي حيث اختيرت من قبل المنظمة العالمية للمستهلكين ضمن أفضل خمسة إنتصارات تحققت للمستهلكين على مستوى العالم في عام2013م، كما فازت بجائزة منظّمة الصّحّة العالميّة ضمن أفضل ست هيئات وأفراد بالشرق الأوسط في مجال مكافحة التبغ.

عطفاً على ما سبق يظلّ السؤال الحائر:كيف لهيئة تحقق أرفع الجوائز العالمية كل يوم؛ ولا تفوز محلّيّاًفي نفس فئة المسابقة!!

بعيداً عن السّؤال السّابق أذكّر القارئ الكريم مرّة أخرى بأهمّيّة تحميل تطبيق المستهلك الالكتروني، حيث سيجد فيه الكثير من الأشياء التي تهمّه، والتي توفّر عليه عناء البحث والاستفسار كمعرفة آخر أخبار الهيئة من ضبطيّات، أو أحكام، أو استدعاءات، أو استرجاعات، أو قرارات، وكذلك معرفة أسعار السّلع الاستهلاكيّة في معظم المراكز التجاريّة الكبيرة في كافّة المحافظات بحيث يتمكّن من المقارنة بين أسعار السّلع المختلفة والمفاضلة في ما بينها، كما أنّ التطبيق يتيح للمستهلك التواصل مع الهيئة من حيث معرفة آليّة تقديم شكوى أو استفسار أو ملاحظة أو اقتراح معيّن بما يحقّق سهولة التواصل بين الطّرفين، والاستفادة من الملاحظات والتجارب المختلفة التي تعزّز العمل في مجال حماية المستهلك، وتحقّق الشّراكة المجتمعيّة المطلوبة.


(2)

"دروس خصوصيّة للطلاب في مادة....." إعلان أطالعه كلّ يومعلى واجهةكثير من المحلات والمكتبات وأبواب المساجد، بل وفي لوحات الاعلانات الموجودة بالمحلات الكبيرة في ولايات محافظة مسقط، بل وفي المدن الكبرى بالسّلطنة.

كثيراً من مداد الحبر قد سال في التحذير من خطورة استشراء مثل هذه الظاهرة السلبية، وكثيراً من المقالات الفكرية قد دبجت في هذا الموضوع، وكثيراً من الدّراسات قد أجريت. يبدو أن التهاون في اتخاذ الإجراءات الرّادعة قد أغرى البعض نحو الظّهور العلني والترويج لبضاعته، بل إن بعضهم يأتي مخصوصاً لأجلها متخفّياً تحت ستار العمل بوظائف وهميّة لمجرّد الحصول على سند قانوني للمكوث في البلد.

لابد من وقفة مجتمعيّة تجاه هذه الظاهرة الدخيلة التي أصبحت واقعاً معاشا للأسف.

(3)

في كتابه نهضة الأعيان يصف السّالمي جعلان بقوله"..وقلّما تجد فيهم مريضاً أو أعوراً أو أعمى إلا نادراً لصحّة هواء بلادهم، فهواء جعلان طريّ نقيّ قد غربلته الأشجار، ونسيمها عليل، ولا يسكن إلا قليلاً، وبه نداوة، ولا تطرقها الشّمال الضّارّة إلا نادراً، وقد أحاطت بها الأشجار الطّويلة من الغاف والأثل وغيرها، فهي تغربل الهواء وتنقّيه فيخرج طريّاً نقيّا".

ترى هل يعلم القائمون على أمر البيئة والسّياحة والحياة الفطريّة بالسّلطنة المعلومة العلميّة السّابقة التي اكتشفها أجدادنا قبل مئات السّنين، والمتعلّقة بدور الأشجار الطبيعيّة في تنقية الهواء وتصفيته!! وإذا كانوا يعلمون فلماذا يسمحوا بأن تحلّ شجيرات طفيليّة كالمسكيت محلّ أشجار الغاف والسّمر التي بدأت في التّناقص بحيث تكاد تتلاشى بعد سنوات قليلة من الآن! ولماذا يسمحوا بأن تغطّي العزب (الغير شرعيّة) مساحات كبيرة من هذه الأودية! ولماذا يسمحوا بنقل الرّمال منها! ولماذا يسمحوا باستحواذ البعض على مساحات منها وتحويلها إلى كتل اسمنتيّة قبيحة!

إذا كانوا يعلمون فتلك مصيبة،أمّا إذا لم يكونوا كذلكفالمصيبة جلل!!

(4)

مازالت ذاكرتي تحتفظ بتفاصيل حوار أجريته يوماً ما معصاحب ورشة حدادة تجاوز السّبعين من عمره، وأذكر أنّني سألته يومها عن نصيحته لشباب المستقبل، فقال لي: لا أنصحهم بشيئ، فأنا بعد خمسين سنة من العمل المتواصل في هذه الحرفة، لا أجد في هذه الورشة اليوم ما يسدّ رمقي بعد أن نافستني العمالة الوافدة، وما حرصي على وجودي اليومي بها إلا لكي أمنع نفسي من البكاء على ماض رحل، ولكي يجد رفاقي الآخرين مكاناً يواسون فيه أنفسهم، بعد سنوات طوال من العمل المتواصل في مختلف المجالات.

ترى كم من حرفيّ عماني يشتكي من نفس الهمّ!!

(5)

في كلّ صباح أفتح فيه بريدي الالكتروني أجد رسالة أو اثنتين من النّادي الثّقافي بالسّلطنة بها دعوة لحضور فعاليّة فكريّة ما، أو خبراً عن فعاليّة سابقة أو لاحقة ضمن مناشط النّادي، أو أخباراً متنوّعة عن أبرز الفعاليّات الثقافيّة على الساحة المحلّية.

ما يميّز الفعاليّات التي ينظّمها النادي هو تنوّعها الفكريّ بحيث لا تقتصر على نشاط ثقافي بعينه، أو على نمط معيّن من الأنشطة، واستمراريّتها بحيث لا يكاد يمرّ أسبوع دون أن تكون هناك فعاليّة قائمة، كذلك قيام النّادي بالتّعاون مع جهات ثقافيّة داخل أو خارج السلطنة في تنظيم فعاليّات مشتركة.

كما أنّ فكرة القائمة البريديّة الالكترونيّة هي فكرة رائعة في حدّ ذاتها في ظلّ التسارع الهائل في مجال التكنولوجيا والإعلام البديل، حيث تجعل الكثير من المهتمّين بمجالات الثّقافة المختلفة على تواصل دائم مع أنشطة النّادي وفعاليّاته، وبالتّالي فرص أكثر لحضور مثل هذه الفعاليّات، أو على الأقل إخبار المحيطين عنها.

شكراً للقائمين على أمر النّادي الثّقافي، ومزيد من العطاء الذي يصبّفي نهر العمل الثقافي بالسّلطنة.

د.محمد بن حمد العريمي

Mh.oraimi@hotmail.com

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.