الأربعاء، 24 ديسمبر 2014

مشاهد وتساؤلات 18

(1)
 
في كلّ مهرجان أو احتفاليّة تراثية أجدهم أمامي في كلّ ركن أذهب إليه وكأنّهم انتيكات وضعت للعرض، منهم من يمسك بخطام جمل أو بحبل حمار، ومنهم من يعجن دقيقاً ليعمل منه خبزاً على الفحم، ومنهم من ينشغل بشباك صيد أو بسفّة خوص وكأنّه يقوم بعمل حقيقي، وقس على ذلك أمثلة عديدة لبسطاء أجبرتهم ظروفهم على القبول بأعمال كهذه متحّدين رجاء أبنائهم، ومتحمّلين لنظرات الآخرين إليهم وكأنّهم في سيرك مفتوح، قبل أن يختفوا ليحضروا في العام أو المناسبة القادمة، وهكذا دواليك.

وقد يقول البعض: ولكنّنا من خلال هذه المهرجانات نحافظ على تراثنا، ونخلق فرص عمل لهؤلاء، ونعرّف الزوّار والأجيال القادمة بما نملكه من موروث حضاري.
  جميل كلّ هذا، ولكن أليس من طرق أخرى للمحافظة على هذا التراث عدا تعريض هؤلاء الحرفيّين البسطاء وأسرهم للإحراج في كلّ مرّة مقابل بضعة ريالات قليلة! ألم تضعوا في الحسبان شعور أبناء هؤلاء أو أقاربهم وهم يرون آبائهم أو أمّهاتهم، أو إخوانهم، أو أيّ قريب لهم بهذه الصورة! ألم تفكّروا في من تعدّى الستّين وأصبح في حاجة إلى أن يقضي بقيّة أيّامه في أمان نفسيّ وراحة بال مستفيداً من خدمات اجتماعيّة توفّر له الاستقرار النّفسي والاقتصاديّ، وتجنّبه العوز، وهل سيرضى المسئولون عن هذه الفعاليّات أن يحضروا أهلهم أو أقاربهم لعرضهم كأنتيكات في هذه المهرجانات، أم أنّ الشعارات الرّنّانة لا تطبّق سوى على فئات بعينها!
 أولا يمكن أن أحافظ على هذا التراث، وفي نفس الوقت أحافظ على كرامة هؤلاء من خلال توفير مصادر دخل دائمة لهم من خلال سنّ تشريعات اقتصاديّة تحميهم من منافسة الوافد الأجنبي الذي توغّل في كلّ الحرف وكاد أن يقصي المواطن من جلّها، أو عمل أسواق شعبيّة في القرى والولايات، وتمليك محلاتها لهم، أو دعمهم مادّياً وإداريّاً وتدريبيّاً في انشاء مشاريع اقتصاديّة خاصّة بهم، أو التعاقد معهم على شراء منتجاتهم بأسعار تشجيعيّة تضمن لهم الاستمراريّة، بل وتحفيز أبنائهم على العمل بهذه الحرف فيما بعد!
 
  (2)
في مصر (التي تعاني من مشكلات اقتصاديّة كبيرة) بدأ تطبيق مشروع شبابيّ رائد تقوم فكرته على تحويل زيت الطعام الذي تم استخدامه إلى وقود، حيث تقوم الأسر بتسليم بقايا زيت الطعام لأقرب محل بقالة، والذي بدوره يسلّمه إلى مركز لتجميع الزيت المستخدم.
المشروع سوف يؤدي إلى الاسهام في نظافة البيئة، وزيادة في دعم الأسرة لأن كل لتر زيت يقوم المواطن بتسليمه يأخذ مقابله دعماً خاصاً بشراء السلع الأساسيّة، كما سيسهم في إيجاد فرص عمل للشباب من خلال توفير مكائن لتحويل الزيت إلى سولار لإنتاج حوالي مليون لتر سنويا، علاوة على خفض فاتورة استيراد الدولة السنوي للوقود.

بالمناسبة.. ما هي أخبار مخترعينا الشباب من أمثال سلطان الصبحي، وأحمد الحتروشي وغيرهم!! وما مصير عشرات المشاريع الابتكاريّة التي نسمع عنها كلّ يوم في وسائل اعلامنا، ونشاهدها في المعارض العلميّة المختلفة!!
 
(3)
تقول الحكمة العمانيّة الحديثة "إذا أردت أن تعذّب أحداً فابعثه في مشوار إلى روي، أو اطلب منه أن يقف خلف آسيوي في بنك، أو اجعله ينتظر دوراً في مركز العامرات الصحي".

 أمّا لماذا العامرات، فلأنّ هذه الولاية التي تحسب (اسماً) ضمن ولايات محافظة مسقط، والتي أصبحت فعليّاً من أكثر ولايات السّلطنة اكتظاظاً بالسّكّان، لا يوجد بها سوى مركزين صحّيين يغلقان أبوابهما عند التّاسعة ليلاً في أيّام الدّوام الرسمي، وعند الرابعة عصراً أيّام العطل الرسميّة على اعتبار أنّه لا أحد يمرض بعد ذلك الوقت!
ولمن يجبره حظّه العاثر على مراجعة أحد هذين المركزين فعليه أن يستعين أوّلاً بالصبر والصلاة، وأن يجمّد أعصابه في ثلاجة منزله لمدّة كافية قبل الذّهاب، وأن يتأكّد من وجود شحن كاف بهاتفه، وحبّذا لو أخذ معه كتاب جيب، أو بعض المكسّرات لزوم عدم الشعور بالوقت. أمّا لو كان الموعد صباحيّاً فيفضّل أن يصّلي الفجر في أقرب مسجد للمركز، كي يحجز موعداً مبكّراً.

للتذكير.. هناك من الاقتصاديّين من يمتدح فكرة إقامة مركز طبّي خاص بالعامرات، بل ويعتبرها من أكثر المشاريع الاقتصاديّة المضمونة.
 
 (4)
نقلاً عن صفحة عبد الله العدوي في التويتر: "احصائية سويتها وأنا أسوق. من إجمالي ١٠ سيارات تجاوزت سيارتي؛ ٨ سائقين يستخدموا تلفوناتهم، والطامة واحد منهم باص نقليات كبير ٥٠ راكب"
لا تعليق!!
 
 (5)
 "نجح فريق جراحة القلب بمستشفى جامعة السلطان قابوس برئاسة الدكتور هلال السبتي في زراعة قلب صناعي لمريض يعاني من فشل في القلب في إنجاز يعد الأول في السلطنة".

 "حقق فريق جراحة القلب والصدر بمستشفى جامعة السلطان قابوس برئاسة الدكتور هلال بن علي السّبتي إنجازاً علمياً هو الأول من نوعه في الشرق الأوسط، تمثّل في إجراء جراحة دقيقة تتمثل في زراعة ثلاثة شرايين في القلب عن طريق التدخل الجراحي المحدود للقلب النابض بطريقة فتح الصدر من الجانب وليس من الأمام مثلما هو حال العمليات التقليدية".

كم أنا فخور بك وبطاقمك الطبِّي أيّها الطبيب الحاذق. وبمثلكم وبإنجازاتكم تفخر عمان وترتقي وتطاول هامات السماء، وسلامي على البوتيكات ومراكز التجميل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.