(1)
أتيحت
لي الفرصة لحضور فعاليات الندوة الوطنية للمؤشرات الاجتماعية "استراتيجيات
البحث العلمي وبناء السياسات"، والتي نظّمها مجلس البحث العلمي ممثلاً في
برنامج المرصد الاجتماعي، والتي تناولت عدداً من الموضوعات التي تتصل بالتغيّرات
الاجتماعية في السلطنة، كالتداعيات والتحديات، والسعة البحثية في العلوم
الاجتماعية في الوطن العربي، وتحديات رصد التغير الاجتماعي باستخدام المؤشرات
الاجتماعية، وعرض لبعض التّجارب الدّوليّة في ذات المجال.
ما
لفت انتباهي خلال النّدوة هي الدّراسات والبيانات والمؤشّرات الاحصائيّة المهمّة
التي تتناول قضايا اجتماعيّة وصحّيّة وتربويّة واقتصاديّة مختلفة تتعلّق بالسلطنة سواء
أكانت بدعم من مجلس البحث العلمي، أو المركز الوطني للإحصاء والمعلومات، أو من
الوزارات المتخصّصة كالتربية والتعليم، والصحّة، والتنمية الاجتماعية، وغيرها.
السّؤال
المهم: أين نتائج ومؤشّرات تلك الدّراسات عن صانعي القرار، وواضعي الخطط
والاستراتيجيات لدينا!! أتمنّى ألا نهتم بالتّنظير وحده دون التّطبيق!
(2)
نصّت المادة (39) من قانون الطفل العماني الصّادر بالمرسوم
السلطاني رقم 22/2014 على أن "تكفل الدولة بكل السبل المتاحة إشباع حاجات
الطفل الثقافية في شتى مجالاتها من أدب، وفنون، ومعرفة، وتراث إنساني، وتقدم علمي
حديث، وربطها بقيم المجتمع، وتنشئ الدولة في سبيل ذلك مكتبات وأندية خاصة للطفل في
كل محافظات السلطنة بهدف تنمية قدرات الطفل الفكرية، والاجتماعية، والنفسية،
والثقافية".
ترى كم مركز ثقافي، ونادي، ومكتبة خاصة بالطفل موجودة لدينا
بالسلطنة!!
(3)
عند مخالفة شخص غير رابط لحزام الأمان على
سرعة30كم وسط شارع مزدحم دوماً بالسّيّارات، أو وسط حارة سكنيّة عدد كاسرات السرعة
في الشارع الذي يخترقها أكثر من عدد سّكان الحارة ذاتها، فأيّهما أجدى أثراً: مخالفته
وتغريمه دون نقاش؛ أم نصحه بابتسامة مع إهداءه كتيّبا توعويّاً يتعلّق بقواعد السلامة المروريّة! وهل المخالفات المروريّة المتعلّقة بربط
حزام الأمان في مواقف كهذه لها أثر في تقليل حوادث السّير مثلاً!!
(4)
شخصيّاً أعدّ المؤرّخ المرحوم سيف بن حمود البطاشي شيخ
المؤرّخين بالسلطنة، وذلك لجهوده
(5)
سعدت خلال عطلة نهاية الأسبوع الفائت بقضاء ليلة رائعة
في أحد المخيمات السياحيّة بفلج المشايخ، تلك الواحة الجميلة الواقعة على أطراف
الرمال الذهبيّة التي تحيط بولايات جعلان، وذلك بصحبة نخبة من شباب الوطن الذين
جمعتني بهم إحدى المجموعات الوطنيّة الجادّة في برنامج التواصل الشهير
"الواتساب"، وكانت فرصة جميلة للتعرّف عن قرب، وتبادل أطراف الحوار حول
كثير من القضايا المجتمعيّة وجهاً لوجه بعيداً عن ذلك العالم الافتراضي الذي جمعنا
لفترة طويلة.
ما يميّز المخيّم روعة المكان، وجمال تصميمه المستوحى من
طبيعة المكان ولكن بلمسات راقية لا يجيدها إلا من كان محبّاً لهذا المجال، ووقوف
صاحبه العمانيّ على كلّ صغيرة وكبيرة بحيث تجده أمامك بمجرّد التفكير في السؤال عن
خدمة معيّنة، وكذلك توافر الخدمات المتنوّعة به، بحيث يضمن للزائر أن يقضي وقتاً
جميلاً بين أحضان الطبيعة، وأن يعيش ليلة شرقيّة بكافّة طقوسها وتفاصيلها، وكل ذلك
بسعر رمزي يقلّ عن سعر غرفة ضيّقة كئيبة بإحدى الشقق الفندقيّة ذات النّجمة
الواحدة في أماكن أخرى!!
عدا لقائي بالشباب وتعرّفي بمن لم أكن أعرفه منهم، فإنّ
الأمر الذي أثلج صدري هو اصرار الشابّ العمانيّ صاحب المخيّم على المضيّ قدماً في
ما كان قد خطّط له، ففي آخر زيارة لي لهذا المخيّم قبل حوالي ثلاث سنوات من الآن،
لم يكن المخيّم بالشكل الحالي من حيث توافر الخدمات، والمرافق، وكان صاحبه يعاني
من مشاكل اداريّة روتينيّة بحتة كانت كفيلة (بتطفيشه) من مواصلة مشواره في مجال
العمل السّياحيّ كما حدث لغيره، وكان يتكبّد الكثير من المال من أجل أن يظلّ مشروعه
صامداً، وأذكر أنّني كتبت حينها مقالاً عن (السياحة التي نريد)، عرّجت من خلاله
على مشكلته ومشكلة الآخرين، واقترحت بعض الحلول لحلّها.
صاحب مخيّم (بدو العرب) هو نموذج رائع لكثير من الشّباب
العماني الذي أدرك أنّ في هذا الوطن كثيراً من الفرص التي هي بحاجة إلى صبر وتحمّل
وإرادة، وأنّ اقتصاده لن يقوم سوى بسواعد أبناءه لا غيرهم مهما كانت التحدّيات،
والمغريات، و(الكوميشنات).
د.محمد بن حمد العريمي
Mh.oraimi@hotmail.com