الأمفتريون
إبريل 2007.. جوّ القاهرة ربيعيّ مترب. كنت قد لازمت شقّتي الصغيرة بسبب جرح في صدري نتيجة انزلاقي في ليلة جمعة ممطرة عاصفة، يومها ظهرت الشهامة المصريّة الحقيقيّة متمثّلة في عمّ سيّد البوّاب، وعمّ صابر حارس العمارة، اللذين حملاني على وجه السرعة إلى مستشفى الجنزوري الخاص القريب من المكان، وكانت النتيجة ثمانية غرز في الصدر، وتنبيهات بملازمة الفراش وعدم ممارسة أي نشاط بدني، ومن حينها انزويت في شقّتي لا يعلم أحد ما حدث لي باستثناء بعض المقرّبين من الأصدقاء الذين استنكروا غيابي.
هاتف الشّقةّ يرنّ. المتحدث هو محمد البلوشي. بعد السلام والسؤال عن الحال وشيء من العتاب المهذّب نتّفق على أن يزورني في اليوم التالي.
محمد صديق عزيز، جمعتنا ذكريات جميلة في 6ش عدن بالمهندسين حيث سكنّا معاً لفترة من الزمن، وحيث ذكريات العمل المشترك في نادي الطلبة، وذكريات أخرى كثيرة. يكمل محمد دراسته العليا في الفنون الجميلة، وتحديداً في فنّ النحت الذي تخصّص فيه، وملك عليه كيانه لدرجة أن صالة شقّتنا تحوّلت إلى متحف مفتوح من كثرة المعروضات التي لم ترحم توسّلاتنا.
في العاشرة من صباح الخميس يصل محمد بأناقته المعهودة، حاملاً (بوكيه) ورد كبير، وصندوقاً من التمر المحشو باللوز. هكذا هو محمد. هو الاتيكيت ذاته يمشي على قدمين.
حدّثتني كثيراً يا صديقي عن مصر الجديدة وجمالها. هي فرصة أن أراها على أرض الواقع، أريد أن أشاهد مبانيها الجميلة وشوارعها الواسعة التي رأيتها في أفلام حليم وشادية وصباح، والتي طالما سمعتك تتغنّى بها في جلساتنا الخاصّة. لك ذلك يا عزيزي، هيا بنا إذاً.
ننزل من الشقّة باتجاه ميدان روكسي، أول ما يصادفنا حديقة (الميرلاند) الشهيرة بمساحتها الخضراء الشاسعة ، هذه الحديقة يا صديقي كانت يوماً ما جنّة خضراء، تجعل زائر الحديقة يشعر كأنه انفصل عن العالم الخارجي، ودخل إلى عالم جديد سمته الجمال. لم تعد الحديقة كما كانت، كأي شيء جميل يذهب ولا يعود.
في طريقنا إلى الميدان، نتوقف على الرصيف انتظاراً لمرور الترام أو (التروماي)كما يحلو للبعض تسميته، أو (الزقزوقة) كما يدلّعه آخرون بسبب صوته المميّز على القضبان. الترام هو أحد معالم مصر الجديدة الشهيرة، يقول المصريون "اللي يركب التروماى لازم يبقى صاحب مزاج ومش مستعجل"، لذا ليس غريباً أن تشاهد نوعية من الركّاب من كبار السن ، وهم يركبونه كهواية يوميّة يتذكّرون فيها أثر مجد غابر للمكان، مكتفين بالتطلّع إلى واجهة المحلات، ومداخل البنايات، وقد يفتحون أحياناً حواراً سياسياً مع الجار القريب يمكن أن تتحوّل إلى صداقة مؤقّتة تنتهي عند المحطّة القادمة.
أنظر يا صديقي، هذا هو ميدان (روكسي )الشهير ، هنا قلب مصر الجديدة، هذا هو نادي "هوليليدو"، وتلك هي كلّيتي على مرمى حجر في شارع المقريزي، وذاك هو محل "العبّودي" الشهير المتخصص في ملابس السهرة والأفراح، وهناك سينما روكسي وغرناطة. هل ترى تلك الأبراج الشاهقة؟ انها أبراج عثمان أحمد عثمان أشهر رجال السلطة والأعمال زمن السادات.
ندخل شارع إبراهيم اللّقّاني أحد الشوارع المتفرعة من الميدان، كنت أعتقد سابقاً أن صاحبه قريب لأستاذي المرحوم أحمد اللّقاني، ثم اكتشفت فيما بعد أنه مجرد تشابه أسماء وأن هناك فارقاً زمنياً في النشأة يزيد عن 400 عام بين الاثنين. ينبهر محمد بفن العمارة الذي يميّز مباني الشارع على الطرازين الإسلامي والقبطي حيث تمتزج وتتجانس الزخارف والأقواس والقباب العربية بالأعمدة الرومانسية ذات التيجان المنقوشة، ومشربيّاتها المصنوعة من الأرابيسك، وبواكيها الواسعة.
تأمّل من حولك يا صاحبي، هنا ستجد أشهر محلات الأحذية والحقائب والمنتجات الجلديّة، هذا فرع "عمر أفندي " أحد أعرق المحلّات في مصر، وذاك هو "الشبرواي" أحد أشهر المطاعم الشعبيّة في مصر، والذي يمكن أن تجد له فرعاً في كل حارة قاهريّة.
نشرب كوبين من المانجو عند (أبو حيدر ) أشهر محل للعصائر والشاورما في الشارع لنواصل مسيرنا إلى شارع الأهرام الذي يتقاطع مع الشارع لنلمح على الناحية الأخرى منه حيّ (الكوربة) أصل مصر الجديدة وأحد أعرق أحيائها، وهي تعنى بالإيطالية الانحناءة أو القوس. ذاك فندق (هليوبوليس بالاس) درّة تاج الكوربة وأول مبنى فيها، وتلك كنيسة البارون أو كنيسة (البازيليك ) التي بنيت بناء علي طلب من البارون البلجيكي "ادوارد امبان" باني ومخطّط مصر الجديدة، وفيها دفن. هنا يمكن أن تأكل كيكاً مصنّعاً بطريقة منزليّة في المقهى السويسري «هوم ميد كيك، ومن شوارع بيروت أو بغداد القريبة يمكنك أن تشتري لأطفالك أفضل الملابس وأجودها.
نصل إلى محطّة استراحتنا.. مطعم (أمفتريون ) الذي يقع على ناصية الشارع من اليسار عند تقاطع شارعي اللقاني والأهرام. ندخل المطعم الذي تميّزه واجهته العريضة، ولافتته البلاستيكيّة التي تغطي المكان بأكمله والتي تتكون من شعار شركة كوكا كولا الشهيرة يتوسطها اسم المطعم باللغتين. وهو يتكون من أجزاء ثلاثة : المطعم، والحديقة، والتراس. نختار الحديقة كون الجو معتدل، وهي فرصة للاستمتاع بصوت الترام الذي يمر قريباً من هنا، فقط علينا أن نكون حذرين عند التعامل مع الباعة الجائلين الذين لا ينقطعون عن المكان، فما بالنا لو اكتشفوا أننا من الخليج.
بطبيعته الهادئة وبذوقه الفنّي يبدي محمد إعجابه بالمكان وتصميمه الذي هو مزيج من فن العمارة الأوروبي والهندي، وبالصور الفوتوغرافية التي تحيط بالمكان وتوثّق لحضوره التاريخيّ، وكذلك لوجود بعض التحف الجميلة التي حرص أصحاب المكان على ابقائها ربّما رمزاً لتاريخ عريق يحمل في ثناياه عراقة الماضي الأصيل .
يسألني محمد عن أصل تسمية المطعم ، فأجيبه بأنها تسمية يونانيّة نسبة لأحد أشراف مدينة طيبة في الأساطير اليونانية، لذا فهو في الأصل مطعم يوناني، وقد مرّ على انشائه أكثر من 90 عاماً، حيث يعود تاريخ افتتاحه إلى عام 1922، و آلت ملكيته اليوم إلى أحد رجال الأعمال المصريين كحال كثير من المحلّات والمطاعم والمباني بعد قرارات التأميم الشهيرة زمن عبد الناصر، والتي أدّت إلى هجرة الكثير من الجاليات الأوروبيّة واليهودية لهذا السبب، وقد شهد كغيره من المطاعم والمقاهي المصريّة العريقة صالونات أدبيّة شهيرة ، وكان من أبرز روّاده الناقد الكبير عبدالقادر القط، والسياسيّ البارز أسامة الباز، وغيرهم . يبدي محمد اعجابه بمعلوماتي فأجيبه أنني استقيتها نتيجة زيارات سابقة للمطعم وحواراتي مع أصحابه.
يأتينا النادل العجوز فنطلب ليموناً بالنعناع ، وطبق مهلبية مع الأيس كريم. يلمحنا ماسح الأحذية فيأتي عارضاً خدماته علينا، نوافق لأنّنا لا نملك حقّ الرفض لأسباب إنسانيّة، ولأسباب أخرى تتعلّق بالإلحاح كذلك. ألمح شبح "عم رمضان" بائع الصحف في الفرشة القريبة من المطعم فأناديه لأتزوّد بحصيلتي اليوميّة من الصحف المختلفة.
ما بين الكلام ، ومفاصلة بائع جائل على ساعة رديئة يلحّ علينا في شرائها، وتصفّح أخبار صحفيّة لا تختلف في مضمونها عن سواد قطعة القماش التي يستخدمها ذاك العجوز الصعيدي في مسح أحذيتنا، نقضي ما تبقّى من وقت لنواصل بعدها رحلتنا في بقيّة أحياء مصر الجديدة أملاً في التوقّف على ناصية مقهى آخر يحمل تاريخاً يضاف إلى رصيد المحروسة في سجلّها الحافل على مرّ العصور.
د.محمد بن حمد العريمي
Mh.oraimi@hotmail.com
إبريل 2007.. جوّ القاهرة ربيعيّ مترب. كنت قد لازمت شقّتي الصغيرة بسبب جرح في صدري نتيجة انزلاقي في ليلة جمعة ممطرة عاصفة، يومها ظهرت الشهامة المصريّة الحقيقيّة متمثّلة في عمّ سيّد البوّاب، وعمّ صابر حارس العمارة، اللذين حملاني على وجه السرعة إلى مستشفى الجنزوري الخاص القريب من المكان، وكانت النتيجة ثمانية غرز في الصدر، وتنبيهات بملازمة الفراش وعدم ممارسة أي نشاط بدني، ومن حينها انزويت في شقّتي لا يعلم أحد ما حدث لي باستثناء بعض المقرّبين من الأصدقاء الذين استنكروا غيابي.
هاتف الشّقةّ يرنّ. المتحدث هو محمد البلوشي. بعد السلام والسؤال عن الحال وشيء من العتاب المهذّب نتّفق على أن يزورني في اليوم التالي.
محمد صديق عزيز، جمعتنا ذكريات جميلة في 6ش عدن بالمهندسين حيث سكنّا معاً لفترة من الزمن، وحيث ذكريات العمل المشترك في نادي الطلبة، وذكريات أخرى كثيرة. يكمل محمد دراسته العليا في الفنون الجميلة، وتحديداً في فنّ النحت الذي تخصّص فيه، وملك عليه كيانه لدرجة أن صالة شقّتنا تحوّلت إلى متحف مفتوح من كثرة المعروضات التي لم ترحم توسّلاتنا.
في العاشرة من صباح الخميس يصل محمد بأناقته المعهودة، حاملاً (بوكيه) ورد كبير، وصندوقاً من التمر المحشو باللوز. هكذا هو محمد. هو الاتيكيت ذاته يمشي على قدمين.
حدّثتني كثيراً يا صديقي عن مصر الجديدة وجمالها. هي فرصة أن أراها على أرض الواقع، أريد أن أشاهد مبانيها الجميلة وشوارعها الواسعة التي رأيتها في أفلام حليم وشادية وصباح، والتي طالما سمعتك تتغنّى بها في جلساتنا الخاصّة. لك ذلك يا عزيزي، هيا بنا إذاً.
ننزل من الشقّة باتجاه ميدان روكسي، أول ما يصادفنا حديقة (الميرلاند) الشهيرة بمساحتها الخضراء الشاسعة ، هذه الحديقة يا صديقي كانت يوماً ما جنّة خضراء، تجعل زائر الحديقة يشعر كأنه انفصل عن العالم الخارجي، ودخل إلى عالم جديد سمته الجمال. لم تعد الحديقة كما كانت، كأي شيء جميل يذهب ولا يعود.
في طريقنا إلى الميدان، نتوقف على الرصيف انتظاراً لمرور الترام أو (التروماي)كما يحلو للبعض تسميته، أو (الزقزوقة) كما يدلّعه آخرون بسبب صوته المميّز على القضبان. الترام هو أحد معالم مصر الجديدة الشهيرة، يقول المصريون "اللي يركب التروماى لازم يبقى صاحب مزاج ومش مستعجل"، لذا ليس غريباً أن تشاهد نوعية من الركّاب من كبار السن ، وهم يركبونه كهواية يوميّة يتذكّرون فيها أثر مجد غابر للمكان، مكتفين بالتطلّع إلى واجهة المحلات، ومداخل البنايات، وقد يفتحون أحياناً حواراً سياسياً مع الجار القريب يمكن أن تتحوّل إلى صداقة مؤقّتة تنتهي عند المحطّة القادمة.
أنظر يا صديقي، هذا هو ميدان (روكسي )الشهير ، هنا قلب مصر الجديدة، هذا هو نادي "هوليليدو"، وتلك هي كلّيتي على مرمى حجر في شارع المقريزي، وذاك هو محل "العبّودي" الشهير المتخصص في ملابس السهرة والأفراح، وهناك سينما روكسي وغرناطة. هل ترى تلك الأبراج الشاهقة؟ انها أبراج عثمان أحمد عثمان أشهر رجال السلطة والأعمال زمن السادات.
ندخل شارع إبراهيم اللّقّاني أحد الشوارع المتفرعة من الميدان، كنت أعتقد سابقاً أن صاحبه قريب لأستاذي المرحوم أحمد اللّقاني، ثم اكتشفت فيما بعد أنه مجرد تشابه أسماء وأن هناك فارقاً زمنياً في النشأة يزيد عن 400 عام بين الاثنين. ينبهر محمد بفن العمارة الذي يميّز مباني الشارع على الطرازين الإسلامي والقبطي حيث تمتزج وتتجانس الزخارف والأقواس والقباب العربية بالأعمدة الرومانسية ذات التيجان المنقوشة، ومشربيّاتها المصنوعة من الأرابيسك، وبواكيها الواسعة.
تأمّل من حولك يا صاحبي، هنا ستجد أشهر محلات الأحذية والحقائب والمنتجات الجلديّة، هذا فرع "عمر أفندي " أحد أعرق المحلّات في مصر، وذاك هو "الشبرواي" أحد أشهر المطاعم الشعبيّة في مصر، والذي يمكن أن تجد له فرعاً في كل حارة قاهريّة.
نشرب كوبين من المانجو عند (أبو حيدر ) أشهر محل للعصائر والشاورما في الشارع لنواصل مسيرنا إلى شارع الأهرام الذي يتقاطع مع الشارع لنلمح على الناحية الأخرى منه حيّ (الكوربة) أصل مصر الجديدة وأحد أعرق أحيائها، وهي تعنى بالإيطالية الانحناءة أو القوس. ذاك فندق (هليوبوليس بالاس) درّة تاج الكوربة وأول مبنى فيها، وتلك كنيسة البارون أو كنيسة (البازيليك ) التي بنيت بناء علي طلب من البارون البلجيكي "ادوارد امبان" باني ومخطّط مصر الجديدة، وفيها دفن. هنا يمكن أن تأكل كيكاً مصنّعاً بطريقة منزليّة في المقهى السويسري «هوم ميد كيك، ومن شوارع بيروت أو بغداد القريبة يمكنك أن تشتري لأطفالك أفضل الملابس وأجودها.
نصل إلى محطّة استراحتنا.. مطعم (أمفتريون ) الذي يقع على ناصية الشارع من اليسار عند تقاطع شارعي اللقاني والأهرام. ندخل المطعم الذي تميّزه واجهته العريضة، ولافتته البلاستيكيّة التي تغطي المكان بأكمله والتي تتكون من شعار شركة كوكا كولا الشهيرة يتوسطها اسم المطعم باللغتين. وهو يتكون من أجزاء ثلاثة : المطعم، والحديقة، والتراس. نختار الحديقة كون الجو معتدل، وهي فرصة للاستمتاع بصوت الترام الذي يمر قريباً من هنا، فقط علينا أن نكون حذرين عند التعامل مع الباعة الجائلين الذين لا ينقطعون عن المكان، فما بالنا لو اكتشفوا أننا من الخليج.
بطبيعته الهادئة وبذوقه الفنّي يبدي محمد إعجابه بالمكان وتصميمه الذي هو مزيج من فن العمارة الأوروبي والهندي، وبالصور الفوتوغرافية التي تحيط بالمكان وتوثّق لحضوره التاريخيّ، وكذلك لوجود بعض التحف الجميلة التي حرص أصحاب المكان على ابقائها ربّما رمزاً لتاريخ عريق يحمل في ثناياه عراقة الماضي الأصيل .
يسألني محمد عن أصل تسمية المطعم ، فأجيبه بأنها تسمية يونانيّة نسبة لأحد أشراف مدينة طيبة في الأساطير اليونانية، لذا فهو في الأصل مطعم يوناني، وقد مرّ على انشائه أكثر من 90 عاماً، حيث يعود تاريخ افتتاحه إلى عام 1922، و آلت ملكيته اليوم إلى أحد رجال الأعمال المصريين كحال كثير من المحلّات والمطاعم والمباني بعد قرارات التأميم الشهيرة زمن عبد الناصر، والتي أدّت إلى هجرة الكثير من الجاليات الأوروبيّة واليهودية لهذا السبب، وقد شهد كغيره من المطاعم والمقاهي المصريّة العريقة صالونات أدبيّة شهيرة ، وكان من أبرز روّاده الناقد الكبير عبدالقادر القط، والسياسيّ البارز أسامة الباز، وغيرهم . يبدي محمد اعجابه بمعلوماتي فأجيبه أنني استقيتها نتيجة زيارات سابقة للمطعم وحواراتي مع أصحابه.
يأتينا النادل العجوز فنطلب ليموناً بالنعناع ، وطبق مهلبية مع الأيس كريم. يلمحنا ماسح الأحذية فيأتي عارضاً خدماته علينا، نوافق لأنّنا لا نملك حقّ الرفض لأسباب إنسانيّة، ولأسباب أخرى تتعلّق بالإلحاح كذلك. ألمح شبح "عم رمضان" بائع الصحف في الفرشة القريبة من المطعم فأناديه لأتزوّد بحصيلتي اليوميّة من الصحف المختلفة.
ما بين الكلام ، ومفاصلة بائع جائل على ساعة رديئة يلحّ علينا في شرائها، وتصفّح أخبار صحفيّة لا تختلف في مضمونها عن سواد قطعة القماش التي يستخدمها ذاك العجوز الصعيدي في مسح أحذيتنا، نقضي ما تبقّى من وقت لنواصل بعدها رحلتنا في بقيّة أحياء مصر الجديدة أملاً في التوقّف على ناصية مقهى آخر يحمل تاريخاً يضاف إلى رصيد المحروسة في سجلّها الحافل على مرّ العصور.
د.محمد بن حمد العريمي
Mh.oraimi@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.