الاثنين، 21 يناير 2013

كشة عموري .. وأشياء أخرى


(1)
 تنطلق خلال أيام البطولة الكروية للدارسين في الخارج في دورتها السادسة، بمشاركة عدد من الفرق تمثل الجمعيات والأندية الطلابية العمانية في الخارج، بالإضافة إلى بعض الفرق الخليجية كضيوف شرف.

وهي تعد أكبر من كونها بطولة كرة قدم فحسب، بل هي تجمع طلابي عماني فريد، وتظاهرة رياضية شبابية مميزة، استطاعت لأعوام عدة أن تجمع بين مختلف شرائح الشباب العمانيين الدراسين في الخارج، في احتفالية رياضية جميلة، يكسوها روح الإخاء والمحبة، وتعلوها الندية والمنافسة الشريفة.

وقد هدفت البطولة التي نظمتها لأول مرة جمعية الطلبة العمانيين الدارسين في نيوزيلاند، ثم شُكلت فيما بعد لجنة رئيسية مستقلة خاصة بها، إلى تحقيق أهداف عدة كتحقيق التواصل الاجتماعي وتعزيز روح الأخوّة والألفة بين مختلف شرائح الطلاب الدارسين في الخارج، وتوظيف الجانب الرياضي في تعزيز الاجتماع الثقافي بين شباب السلطنة الدارسين خارج السلطنة، وربط الدارسين في الخارج  بزملائهم الدارسين داخل السلطنة مما يعزز قنوات التواصل وينمّي جسور التبادل الفكري فيما بينهم، ورفع مستوى رياضة كرة القدم للصالات في السلطنة، وصقل واكتشاف مواهب الشباب العماني الرياضية، والثقافية، والفنية، والتنظيمية، بالإضافة إلى تكريم عدد من الشخصيات الرياضية التي ساهمت في تأسيس الكرة العمانية وذلك لتأصيل روح التقدير للذين يساهمون في العمل الوطني المخلص. 
وحققت البطولة على مدى سنوات تنظيمها العديد النجاحات لعل من أبرزها :اكتشاف مجموعة من المواهب العمانية الشابة ذات مستقبل واعد في كرة القدم للصالات فقد تم ضم عدد من لاعبي البطولة في دوري المحترفين في نيوزيلاند، كما ساعدت البطولة عدداً من الأندية العمانية  في اكتشاف مجموعة من المواهب الكروية الفذة مما تم التعاقد مع بعض لاعبي البطولة للعب مع هذه الأندية، بالإضافة إلى الدور الاجتماعي المهم للدورة من خلال رعاية عدد من الفعاليات الثقافية والاجتماعية والتطوعية في السلطنة وذلك بالتعاون معها  في بث الوعي والتعريف بها والإسهام المباشر في المشاركة في جميع فعالياتها .

وللنجاح الكبير الذي حققته البطولة على مسار محطاتها السابقة، فقد أدى ذلك إلى مطالبة البعض من الطلاب الخليجيين الدارسين في الخارج  بتنظيم بطولة رسمية خليجية على غرار هذه البطولة لتجمع بين منتخبات الدارسين في الخارج من مختلف دول الخليج بعد نجاح التجربة العمانية في لم شمل العمانيين الدارسين في الخارج تحت مظلة هذه البطولة، وهذا نجاح وانجاز يحسب للقائمين على تنظيم هذه البطولة.
تحية للشباب القائمين على تنظيم هذه البطولة ومزيداً من التوفيق والنجاح.

(2)
ما ان انتهت المباراة النهائية لبطولة كأس الخليج في دورتها الحادية والعشرين والتي جمعت بين منتخبي الإمارات والعراق، وانتهت بفوز المنتخب الأبيض بكأس البطولة بعد مباراة شهدت تألقاً ملفتاً للاعب عمر عبد الرحمن (عموري)، نتج عنه هدف  خرافي، وفواصل جميلة من الأداء المهاري، إلا وتوالت على هاتفي عدد كبير من رسائل (الواتساب) المختلفة التي تتناول جوانب هامشية معينة من شخصية هذا اللاعب حديث البطولة.

تجاهلت هذه الرسائل مهارة اللاعب الكروية، وأغفلت أهمية الانجاز الذي حققه وسعادة الملايين به، وأهملت العوامل التي أدت إلى صقل شخصيته الفذة وظهوره بهذا المستوى الرائع، وتجاوزت الدروس المستفادة مما حدث، وركزت على أشياء هامشية تكشف ضحالة فكر واضحة لدى البعض، ولا مبالاة غريبة لديهم، كالسخرية من (كشة) اللاعب الغريبة، أو الحديث عن أصله العماني أحياناً، واليمني في أحيان أخرى، وكأن كشته أو أصله هو من قاده إلى تحقيق الإنجاز في وقت خرج لاعبون آخرون أكثر هنداماً ووجاهة من الادوار الأولى بخفي حنين جالبين الأسى والهم وأمراض أخرى عديدة لجمهور عريض ينتظر منهم ما يوازي الذي يقدم إليهم من أموال ومكافئات واهتمام إعلامي قد تكفي لفتح عشرات المشاريع الصغيرة لشباب آخرين من نفس الوطن.

متى سنتعلم التفريق بين الشكل والمضمون، ومتى سيكون معيار حكمنا على الأشخاص هو مقدار الجهد والعطاء والإنجاز الذي يحققونه لا أشكالهم أو أصلهم أو لونهم.

(3)
بعد أداء باهت لا يكاد يخفى على أي متابع بسيط من الوهلة الأولى، خرج الأحمر العماني من الدور الأول بنقطة يتيمة، وبدأنا بعدها – كعادتنا دائما عند حدوث أي مشكلة – في الصراخ والمطالبة بالمحاسبة من خلال شن حملة شرسة على الاتحاد العماني لكرة القدم، ومطالبة أعضاءه بتقديم استقالاتهم، بل وصل الأمر إلى أبعد من ذلك ألا وهو دعوة مجلس الشورى إلى استجواب رئيس الاتحاد، وكل هذه الزوبعة بسبب خروج المنتخب من الدور الأول، وهي زوبعة ستأخذ مدتها الزمنية ثم ستتلاشى وكأن شيئاً لم يحدث.
هل كان كل ذلك سيحدث لو لم يخرج المنتخب من الدور الأول، وهل اختصرنا كل مشاكل الرياضة لدينا في مسألة الفريق الأول بحيث لم تعد لدينا أية مشاكل أو قضايا رياضيه سواه، وهل الحكم على مدى نجاح اتحاد أي لعبة معينة هو من خلال انجاز فريق بعينه أم من خلال منظومة متكاملة تشمل أهدافاً وخطط تستهدف كافة عناصر المنظومة من لاعبين ومدربين وإداريين وإعلام وملاعب وجمهور وإعلام رياضي وتسويق مناسب، واعتناء بالنشء، وتوفير أماكن ممارسة اللعبة على أوسع مستوى وغيرها.

هل الرياضة لدينا بخير أم أنها تعاني من أزمة حقيقية. وهل نعتني بالرياضة لمجرد أن نسد خانة في بند الخطط الحكومية المختلفة أم ايماناً حقيقياً بأهمية الرياضة ودورها المجتمعي، ورغبة في صناعة البطل الرياضي الذي يمثل السلطنة في مختلف المحافل، ويكون سفيراً ايجابياً لها يجعل صدى اسمها يتكرر في آذان وأذهان المتابعين. وهل الأندية والاتحادات والمؤسسات الرياضية المختلفة تقوم بالدور المطلوب في هذا المجال أم أنها مخصصة للعبة أو اثنتين، ولعدد محدود من الأفراد. وهل هناك اقبال مجتمعي حقيقي على العمل الرياضي التطوعي، أم أن الأمر لا يستقطب سوى بعض الباحثين عن شو إعلامي، وعن بضعة سفريات هنا وهناك لم تستطع جيوبهم أن تحققها.
باختصار.. هل الرياضة من أولويات الحكومة؟

(4)
محمد بن عامر المالكي . بطل السلطنة والعرب وآسيا في مسابقة الجري 400 م، وثامن العالم في أولمبياد لوس انجلوس 1984  في انجاز عماني لم يتكرر بعدها برغم مضي حوالي 20 عاماً. هل هناك من لا يزال يتذكر هذا البطل أم طوته صفحة النسيان كما طوت أشياء كثيرة جميلة.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.