(1)
احتفلت شرطة عمان
السلطانية قبل أيام بيومها السنوي الذي يصادف الخامس من يناير من كل عام.
جهود كبيرة وجبارة يبذلها
هذا الجهاز المهم في سبيل تحقيق الأمن والاستقرار، والتصدي لكل ما من شأنه تكدير
صفو الأمن في بلد السلام والأمان والتسامح.
مهما كتبت فلن أستطع أن أحصي الجهود التي
يقوم بها هذا الجهاز. يكفي فقط أن أشير
إلى أن تعاملهم الإنساني الراقي في كثير من المواقف، واحترامهم لإنسانية الفرد
وآدميته، هي من الأمور التي تفتقدها العديد من الدول، حتى المتقدمة منها.
كل التحية إلى الأعين
الساهرة في كل بقعة من أرجاء الوطن.
(2)
"وسط
درجات برودة بالغة القسوة ولمدة استغرقت 17 ساعة. حماية المستهلك بالداخلية تضبط
أكثر من 8 آلاف كيلو جرام من الأسماك ( منتهية الصلاحية ) في شركة بنزوى".
خبر صحفي عادي
جداً لا يستحق النقاش الإعلامي والمجتمعي المستفيض حول جوانبه وأبعاده الصحية
والاجتماعية والاقتصادية، ولا أن تتناوله وسائل الإعلام المختلفة وكتابات المثقفين
وأصحاب الزوايا الصحفية بالرأي والتحليل، ولا أن يتم الإشادة بمن قام بهذا الجهد
الكبير في سبيل مجتمع أكثر صحة وسلامة.
ماذا يمكن أن
يحدث لو لم يتم ضبط هذه الكمية؟ لاشيء. فقط قد يموت البعض، وقد يصاب البعض الآخر
بالتسمم، وستحفظ عناية الله البقية ممن يوقعهم حظهم العاثر في كمين شراء هذه
السلعة الفاسدة.
لاشيء يستحق
الاهتمام. الأمر عادي.
(3)
وقع بين يدي العدد التجريبي الثاني من مجلة
الأطفال الرائعة (أيوب)، والتي تصدرها مؤسسة المعالم للإعلام والنشر، ويرأس
تحريرها الأستاذ عبد الله العيسري.
المجلة تخاطب الأطفال من سن الرابعة وحتى العاشرة،
وتهدف إلى بناء طفل منظم يمارس الخماسية اليومية (عبادة – علم – عمل – لعب – نوم)،
وتحاول استثارة الطفل القارئ للبحث عن المعرفة وذلك من خلال مواد متنوعة تشتمل على
القصص المصورة الهادفة، والمواقف السلوكية، والأنشطة العملية، والأناشيد التربوية،
والرسومات الجميلة المعبرة، وكل ذلك في قالب إخراجي جميل يشد القارئ ويحفزه على
المطالعة لآخر صفحة.
كما تحتوي المجلة على قرص مرفق يحوي قصصاً باللغة
العربية الفصحى، تهدف إلى مساعدة الأطفال على معرفة كيفية تعليم اللغة بالممارسة.
في ظل حديثنا عن أهمية وجود أدب للطفل العماني،
يخاطب ميوله واهتماماته، ويعزز لديه الجوانب الإيجابية، ويسعى إلى غرس الهوية
الوطنية لديه بمختلف أبعادها، من خلال
كمسرح العرائس، والرسوم الكارتونية المصورة، ومجلات الأطفال الهادفة،
والدراما التلفزيونية، تأتي هذه المجلة كبارقة أمل، وكمقدمة لحراك ثقافي مستقبلي
في هذا المجال نأمل أن يتطور ويزدهر.
تحية تقدير إلى طاقم مجلة (أيوب).
(4)
ذهلت عندما أخبرني محاسب تلك المدرسة الصغيرة
الخاصة الواقعة في أطراف العاصمة مسقط بأن رسوم الدراسة للفصل الثاني فقط (450)
ريالاً عمانيا للطالب الواحد.
تبدأ الحكاية عندما قررت نقل ابني من مدرسته
الخاصة بصور إلى إحدى المدارس في مسقط، وذلك بسبب ظروف عملي التي جعلتني أتخذ
قراراً بجلب عائلتي الصغيرة للعيش معي في العاصمة.
كانت رسوم دراسة ابني طوال عام دراسي كامل في
مدرسته التي تتكون من طابقين، وتحوي على ملعب ثلاثي لممارسة الألعاب الرياضية
المختلفة، وآخر لكرة القدم، وقاعات علمية متعددة الأغراض، ووسائل نقل حديثة،
وأنشطة تربوية متنوعة، (300) ريال فقط، بينما تبلغ هذه الرسوم في المدرسة الجديدة
التي قال لي أحد أصدقائي أنها تعد من أرخص المدارس، والتي لا يتجاوز حجم منشآتها
جناحاً في المدرسة السابقة، 3 أضعاف الرسوم السابقة.
هل هي ضريبة العيش في العاصمة؟ ربما
(5)
قبل أيام وبينما كنت أتابع مباراة المنتخب الوطني
مع شقيقه البحريني في أحد مقاهي الخوير العديدة، إذ دخل إلى المقهى فتى لا يتجاوز
الخامسة عشر من عمره، رث الثياب، مستكين الهيئة، يحمل في يديه مجموعة أوراق قام
بتوزيعها على طاولات المقهى العامرة بالرواد من مختلف الجنسيات، وتحوي في طياتها
طلب مساعدة مالية كونه أكبر إخوانه بعد وفاة العائل الوحيد للأسرة مخلفاً
وراءه(كومة) أطفال، وديون ثقيلة لا تستطيع الأسرة تحمل تبعاتها.
إما أن القصة حقيقية وواقعية وهنا أضع علامة
استفهام كبيرة حول مدى ترابط المجتمع العماني الذي عرف على امتداد تاريخه الحضاري
بالتكافل الاجتماعي والتعاضد الأسري والمجتمعي، وعلامة استفهام أكبر حول الخطط
والبرامج الاجتماعية الحكومية والخاصة والمجتمعية في هذا المجال.
وقد لا تعدو الواقعة في كونها إحدى حلقات مسلسل
التسول الذي انتشر في الآونة الأخيرة، والذي أصبح يأخذ أشكالاً عدة كالشاب الذي
يريد ريالاً لأنه نسى محفظته في البلد ولا يستطيع دفع أجرة العودة، والإعلانات
التي يتم وضعها في الأماكن العامة وتتصدرها أرقام حسابات عدة، وتتحدث عن فتيات مصابات بأمراض عجزت مستشفيات العالم عن
علاجها، والسيدات اللواتي يقفن أمام أبواب البنوك ويشتكين مر الشكوى من ظروف الحياة
لمختلفة، وغيرها من المظاهر التي في غالبيتها مستوردة من مجتمعات عربية تكثر فيها
مثل هذه الظواهر.
ولا تقتصر هذه المظاهر على العمانيين فقط بل رأينا
في الفترة الأخيرة أشكالاً مشابهة لمظاهر تسول مختلفة يمارسها بعض الوافدين وهذا
شأن سأتناوله مستقبلاً بشيء من التفصيل.
إذا ما استثنينا الأسباب
المتعلقة بضعف بعض القيم المجتمعية التي تركز على التعاون والتكافل، فإنه بالإمكان
الاستفادة من كثير من أفراد هذه الفئة، وتحويلهم إلى منتجين حقيقيين، وذلك من خلال
الاهتمام ببرامج التنمية الاجتماعية المناسبة، ومشاريع القرى المنتجة، وقوانين
التأمينات الاجتماعية، خاصة أن بعضهم كانوا أصحاب حرف متنوعة، وفجأة لم يجدوا من
يهتم بهم أو بإنتاجهم، إضافة إلى وضع
قوانين حازمة لمكافحة التسول الذي قد يراه البعض وسيلة كسب سهلة في وسط مجتمع
عاطفي جبل على مساعدة الغير دون السؤال عن مدى استحقاقه للمساعدة من عدمها.
(6)
الأسبوع الفائت صادف ذكرى سقوط مملكة
غرناطة آخر معقل للمسلمين في الأندلس في أيدي النصارى القشتاليين عام 1492م.
ترى كم منا التفت إلى هذه
الذكرى أو اهتم بها أساساً، وهل سمع بعضنا أصلاً بالأندلس المفقود وغرناطة وقصر
الحمراء وبقايا مجد عتيق للمسلمين هناك، وهل بكى البعض الآخر تأثراً بما حدث
للمسلمين هناك من (محاكم تفتيش) رهيبة، كبكائهم على هزيمة فريقهم المفضل أمام
منافسه في (الكلاسيكو)، أو كتأثرهم بضياع فرصة خطيرة لنجمهم المحبوب؟ وماذا تعني
لنا أسماء كعبد الرحمن الداخل والناصر وزرياب وابن رشد وابن حزم وابن زهر وابن
جبير وابن عباد وابن زيدون، في مقابل أسماء كميسي وجوارديولا وتشافي وانيستا
وكاسياس ومورينهو وغيرهم؟
د. محمد بن حمد
العريمي
Mh.oraimi@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.