(1)
(91) حالة وفاة، و(708) عدد الإصابات البشرية ، في (603) حادث مروري، خلال شهر سبتمبر فقط من العام الحالي، حسب إحصائيات شرطة عمان
السلطانية.
أرقام مخيفة، وواقع مأساوي، وبرغم كل الجهود المبذولة
على كافة المستويات في الدولة، إلا أن الأعداد في تزايد، والمشكلة ما زالت تراوح
مكانها.ما الحل؟
(2)
وأخيراً انفض سامر انتخابات المجالس البلدية في دورتها
الأولى، بعد أشهر من الحراك الاجتماعي والاقتصادي والفكري المرتبط بها. وعلى الرغم
من تشاؤم البعض من جراء سطوة عاملي ( المال + القبيلة ) على نتائج تلك الانتخابات
في عدد من الولايات، ومن ضوابط الترشيح التي حرمت هذه المجالس من نخب عديدة من
الشباب المثقف المتخصص في المجالات المختلفة، ومن
ضعف التواجد النسائي كون المرأة شريكة الرجل ونصف المجتمع ودورها التطوعي
لا يمكن تعويضه أو ملء فراغه، إلا أنني لدي تفاؤل كبير بالتجربة الحالية، وأرى
فيها مقدمة لتجارب أكثر نضجاً في الدورات القادمة .
أدرك أن هذا التحول لن يأت بتلك السهولة، بل هو بحاجة لشيء
من الحراك الفكري المتواصل، ومراجعة دقيقة للتجربة الحالية، ولبرامج انتخابية
مستقبلية متوافقة مع الواقع الاجتماعي والاقتصادي
للمجتمع، ولأشخاص لديهم رصيد من التأثير والرضا والتقدير في المجتمع.
(3)
يحلم صديقي بوجود مساحات خضراء وسط الحي السكني الحديث
الذي يقطنه، لتكون رئة ومتنفساً لسكان هذا الحي، كما يحلم بتوفير مساحات يتم
استغلالها كملاعب رياضية، ومواقف سيارات، خاصة في ظل الحوادث التي نسمعها يومياً
بسبب اضطرار بعض الصغار لاتخاذ الشوارع الفرعية مكاناً لممارسة هواياتهم
الرياضية .
يبرر صديقي حلمه
بأن كثير من هذه الأحياء هي عبارة عن مخططات سكنية حكومية، وبالتالي فإنها من
المفترض أن تشتمل على كل هذه الأشياء، كما هو الحال في كثير من مدن العالم
المختلفة، ونحن بالطبع لسنا أقل منهم تنظيماً.
نسخة مع التحية إلى أعضاء المجالس البلدية.
(4)
نهاية الأسبوع المنصرم قمت بالتوجه لأحد المجمعات
التجارية كي أشتري نوعاً معيناً من (البسكويت) طلبته مني ابنتي كي تشارك به في
حفلة مدرسية ينظمها فصلها الدراسي.
بينما أنا في طريقي لركن المحاسبة بعد أن اشتريت النوع المطلوب اقترب مني أحد العاملين
بالمجمع ليهمس لي أنه بإمكاني شراء ضعف
الكمية التي اشتريتها بنفس المبلغ الذي سأدفعه مقابل الكمية الحالية، وذلك من خلال
عرض ترويجي ينظمه المجمع لعدد من البضائع والسلع الغذائية المختلفة.
عند توجهي للركن المخصص للبضائع الترويجية شدني تهافت
عدد من المستهلكين على البضائع المعروضة، وأدهشتني العربات الممتلئة بأنواع مختلفة
من هذه البضائع ربما لا يكون البعض بحاجة إليها كلها لولا سعرها المنخفض وكأنه
بذلك قد حقق كسباً مالياً معين.
الهاجس الذي بداخلي أشار علي بأن (أغلط) وأنظر لتاريخ
انتهاء صلاحية البضاعة، فإذا بي أفاجأ بأنها ستنتهي خلال بضعة أيام قادمة. يعني
بالعربي أن من سيشتري مثل هذه البضاعة لن يستطع أن يستهلكها في المدة الاعتيادية
لها إلا إذا قام بتوزيعها على الجيران والأقارب
والمحتاجين كون أن تاريخ انتهاء صلاحيتها لم يتبق عليه سوى بضعة أيام قليلة.
كم منا من يستطيع مقاومة إغراء العروض الترويجية التي
تقوم بعض المحلات التجارية بتنظيمها، وكم منا من يحكم عقله بالسؤال عن الجدوى
الاقتصادية لبيع كمية كبيرة من منتج معين بسعر زهيد، بل وكم منا من يهتم بالاطلاع
على نوعية البضاعة المعروضة ومدى جودتها وتاريخ انتهاء صلاحيتها.
(5)
هالني التشويه الواضح الذي طال السوق القديم في مدينة
صور، والذي كان لسنوات طويلة شاهداً على تاريخ ملاحي عريق ، فكم قافلة مرت من هنا،
وكم مشتر قادته رجلاه للمرور بأزقة هذا السوق، وكم من الأحداث التي اختزنتها ذاكرة
شوارعه الضيقة والحارات القريبة منه.
ما يؤلمك عندما تمر في حاراتنا وأسواقنا القديمة الإهمال
و التشويه المتعمد الذي تراه، الشوارع مليئة بالعفن والرطوبة، والبيوت نصفها مهدم
والآخر مرمم بشكل يشوه المنظر أكثر مما يعيد إليه جماله.
أين تكمن المشكلة؟ ألم يمر أحد من المسئولين بهذه الأسواق والحارات ؟ وإذا كانوا قد مروا أفلا يعلمون
قيمتها التاريخية وما قد تمثله من مخزون تاريخي مهم؟ ولماذا لا يهدأ للبعض بال حتى
يزيلها ويقيم محلها مبان قبيحة الشكل لا تتوافق وتاريخ المكان من أجل مكسب مادي لا
يتوازى وأهمية هذه الشواهد الحضارية.
ترى ماذا سنقول
للأجيال القادمة عندما سنحكي لهم عن تاريخ هذه الأماكن ؟ أولا يمكن التفكير في مشروع حضاري يحفظ تاريخ
تلك الأماكن ويعيد لها رونقها؟
الخبر الذي قرأته مؤخراً عن انتهاء تنفيذ مشروع سوق صحار وفق
طرز هندسية تمتزج فيها فنون العمارة العربية والإسلامية وفنون العمارة العمانية،
وبأشكال مستوحاة من الأسواق التاريخية، يعطيني بارقة أمل في أن تمتد مظلة
التطوير لتشمل باقي الأسواق والحارات والمباني التاريخية. أتمنى ألا يحدث ذلك بعد
فوات الأوان، وبشرط أن تتغير منظومة العمل البلدي.
نسخة
أخرى إلى أعضاء المجالس البلدية.
(6)
شعرت
بالحزن وأنا أقرأ خبر استبدال سفينة البحرية السلطانية العمانية شباب عمان بعد
سنوات طويلة من الخدمة بسفينة شراعية أخرى لتكمل مشوارها التاريخي الطويل، فعلى
مدى (35) عاماً شكلت السفينة "شباب عمان" في وجداني ووجدان الكثير من شباب الوطن ملمحاً
وطنياً مهماً، وشعاراً نفتخر به دائما من خلال متابعة أخبارها، ومن خلال شعار
السلطنة المطبوع عليها والذي يميزها عن غيرها من بقية السفن.
فالسفينة التي بنيت في إحدى موانئ اسكتلندا عام 1971، احتلت المرتبة
الأولى بين سفن البحرية في المشاركات الخارجية، لكونها أكثر السفن مشاركة ومساهمة
في الفعاليات الإقليمية والدولية، كما وتعد إحدى السفن الشراعية الخشبية القليلة كبيرة
الحجم التي ما زالت صالحة للملاحة على مستوى العالم.
أبحرت (شـباب عُـمان) منذ التحاقها بالخدمة
عام 1977 إلى 4 قارات مارست خلالها أدواراً دبلوماسية وإعلامية، حاملة إلى دول
العالم كافة رسائل أمن وسلام، وقد توجت مشاركاتها بالحصول على جـائزة الصـداقة
الدولية أربع مرات: عام 1996 في روسيا، وعام 1997 في
اليابان، وعام 2001 في الدنمارك، وعام 2005 في المملكة المتحدة.
أتمنى أن تلحق السفينة بالمتحف العسكري، أو أن يتم وضعها
كمعلم تذكاري في أحد الميادين المهمة بالعاصمة، كي تتاح الفرصة لمن يرغب في
زيارتها والتعرف على أدوارها المختلفة، وكونها معلماً حضارياً وثقافياً مهماً ساهم
على مدى عقود في الترويج لثقافة السلطنة القائمة على السلام والتسامح والإخاء ونبذ
العنف والتطرف.