لطالما سمعت هذه العبارة كثيراً وعلى مدى سنوات طويلة قبل كلّ مشاركة خارجيّة لأحد منتخباتنا أو أنديتنا في الألعاب المختلفة. وبرغم توالي السنوات، وتعاقب المشاركات إلا أنّنى لم أفهم حتّى الآن مغزى هذه العبارة أو المقصود منها، إلا إذا كنّا نعتبر المراكز الأخيرة وما قبلها تمثيلاً مشرّفاً في وقت يحاسب فيه الآخرون رياضييهم وقبلهم المسؤولين عن إعدادهم لو اكتفوا بالفضّة أو البرونز، أو خرجوا صدفة من بطولة ما، بينما نكتفي نحن بالإشادة بمستوى لاعبينا لأنّ اللاعب الفلاني قد كسر رقمه القياسيّ برغم حلوله في المركز الخامس عشر قبل الأخير، أو لأنّ اللاعب الآخر تجاوز الدور الأول لأوّل مرّة، ونتائج رياضيينا في دورة الألعاب الآسيويّة الأخيرة تشهد بذلك، فأقصى ما حقّقناه هو (كالعادة) تحقيق لأرقام شخصيّة دون أيّة مراكز متقدّمة، وقد تكون أفضل الإنجازات التي تغنّينا بها في هذه الدورة هو حصول منتخب اليد على المركز السادس!! أمّا الجولف فقد تألّق (هكذا كتبت الجريدة) وحقّق المركز السادس عشر، وبقيّة منتخباتنا الوطنيّة حقّقت خسائر بالجملة في مشاركتها!
والغريب أن منحنى الإنجازات لدينا يسير عكس الإتّجاه، فمحمّد المالكي الذي تابعناه بقلوبنا وهو يحقق الإنجاز تلو الآخر قبل حوالي ثلاثين عاماً لم يأت من يخلفه، ومنتخب القدم الأول بعد بطولة الخليج التاسعة عشرة يمشي للخلف دُر، ومنتخبات الأولمبي والشباب والناشئين التي حققت قبل سنوات متفاوتة إنجازات كبيرة على المستويات الإقليميّة والقاريّة أصبحت تخرج من الأدوار الأولى، وبعد حنظل الحارثي لم يظهر لاعب في الملاكمة، وقس على ذلك بقيّة الألعاب والمشاركات.
لِمِا سبق أجدني مضطرّاً لطرح السؤال الآتي: هل الميداليّات (القليلة) التي حقّقناها في بضع مسابقات كانت نتيجة تخطيط مسبق وقتها أم أنّها أتت بالبركة وبدعاء الوالدين، والأهم من ذلك: هل الرياضة لدينا بخير أم أنها تعاني من أزمة حقيقية، وهل نعتني بالرياضة لمجرد أن نسدّ خانة في بند الخطط الحكومية المختلفة أم لإيمان حقيقيّ بأهميّتها ودورها المجتمعي، ورغبة في صناعة البطل الرياضي الذي يمثل السلطنة في مختلف المحافل، ويكون سفيراً ايجابياً لها يجعل صدى اسمها يتكرر في آذان وأذهان المتابعين، وهل الأندية والاتحادات والمؤسسات الرياضية المختلفة تقوم بالدور المطلوب في هذا المجال أم أنها مخصصة للعبة أو اثنتين، ولعدد محدود من الأفراد!!
برأيي أنّ النتائج السلبيّة التي يحقّقها رياضيّونا في مختلف المجالات هي نتيجة حتميّة وطبيعيّة لمدى نظرتنا إلى الرياضة وترتيبها ضمن أولويّات الحياة المجتمعيّة، فلا أعتقد أنّ لدينا استراتيجيّة أو رؤية واضحة تجاهها، فلا أكاديميّات متخصّصة يمكن أن تصنع أبطالاً حقيقيّين، ولا دورا واضحا للأندية كذلك، فمن يطلع على أحوال كثير من الأندية لدينا يجد أن اهتمامها يكاد ينحصر في لعبات محددة، وعلى رأسها كرة القدم، أي أنّ الأندية تخدم عدداً محدوداً من المجتمع لا يتجاوز المائة شخص هم عداد أفراد الفرق الكروية بتلك الأندية، كما إنّ القاعات المخصصة لممارسة الأنشطة الرياضيّة إما غير موجودة من الأساس، أو مهملة، أو مخصصة كمخازن للأدوات الرياضية، كما إنّ مباني العديد من الأندية غير مصممة بشكل يتناسب وقيام النادي بدوره المنشود، فكثير من هذه المباني إما أنّها قديمة الإنشاء، أو صغيرة الحجم بما لا يتوافق مع الأنشطة التي ينبغي أن تمارس فيها، لذا فليس من الغريب أن نفقد العشرات من المواهب المتنوعة في مختلف المجالات بسبب ضعف دور الجهات التي ينبغي عليها البحث عن تلك المواهب واحتضانها وتأهيلها.
أضف إلى ذلك ضعف البنية التحتيّة والاهتمام (الخجول) بها، ففي كثير من الدول المتقدّمة رياضيّاً يأتي الأبطال من مدن وقرى صغيرة قد لا يكون لها وجود على خارطة ذلك البلد، أمّا نحن فما زالت عشرات المدن، ومئات القرى بلا ملاعب آدميّة لكرة القدم، ومازال البعض يستخدم الشواطئ أو مواقف السيّارات كمكان لممارسة نشاطه الكروي، وإن وجد المكان على استحياء فأين هم الكشّافون؟ أمّا بقيّة الألعاب فحدّث ولا حرج! ويمكن للمتتبّع أن يلحظ سيطرة أندية بعينها على مسابقات هذه الألعاب لأنّ الأندية الأخرى، وحتّى الفرق الأهليّة تفتقر إلى تلك المنشآت، وحتّى إن وجدت بضعة ملاعب ثلاثيّة في بعض الأندية فغالباً ما تحوّل إلى نشاط كرة القدم لأنّه لا ميزانيّات تستوعب توفير مدرّبين أو أخصائيين في تلك الألعاب. ولي أن أسرد مثالاً واحداً على سبيل المثال لا الحصر، فبرغم السواحل الطويلة التي تتميّز بها السلطنة، ووقوع الكثير من المدن والقرى على تلك الشواطئ إلا أنّه يندر أن تجد سبّاحاً يمثّل المنتخبات الوطنيّة من تلك المناطق عدا بعض مناطق العاصمة، فهل يعقل ألا تجود تلك الشواطئ برياضيّ واحد في هذا المجال وهم الذين رضعوا حبّ تلك الهواية منذ نعومة أظافرهم؟!
وقد يقول لك البعض إنّ هناك أنشطة كثيرة تنفّذها الجهات المختصّة بهذه الأنشطة في الصيف، وأنّ هناك مسابقات متعدّدة تجرى طوال أيّام السنة فلماذا كلّ هذا التشاؤم؟ والرد على هذا الرأي هو أنّه ينبغي قبل أن تطرح هذه المسابقات فالمفترض أن يكون لها وجود حقيقي، وممارسة واسعة، وبنية تحتيّة ملموسة، لا أن أطرحها لمجرّد رغبة البعض في الحصول على مبالغ ماليّة قد تضاف لبند فريق الكرة بالنادي، أو بحثاً عن جوائز بسيطة هنا وهناك.
إنّ دولاً كثيرة قد أولت الرياضة اهتماماً حقيقيّاً لإدراكها للدور الكبير الذي تحققه في تكوين وصقل شخصية الفرد، وكذلك في التعريف بالبلد في مختلف المجالات، ولنا في دول أوروبّا الشرقيّة، وشرق آسيا، وأمريكا الوسطى، وكوبا وغيرها المثل الواضح على ذلك، فهذه الدول وبرغم ظروفها المادّيّة التي قد تكون أسوأ عنّا في كثير منها إلا أنّها ونتيجة للتخطيط السليم، وبناء قاعدة رياضيّة متينة، قد تفوّقت وحجزت مكاناً دائماً لها على منصّات البطولات، فالرياضي لديهم يهيّأ منذ نعومة أظافره من خلال أكاديميّات رياضيّة متخصّصة، واستراتيجيّات طويلة المدى، ومن خلال خطّ زمني واضح، بحيث يمكن أن تتنبّأ بالانجازات التي يمكن أن يحقّقها مستقبلاً.
إنّ المبالغ التي صرفت وستصرف على المشاركات الخارجيّة تكفي لإنشاء بنية تحتيّة رياضيّة نستطيع من خلالها صقل وتخريج أفضل المواهب الرياضيّة في مختلف المجالات، وستمكّننا من المنافسة المشرّفة مع دول العالم المختلفة، وقبل هذا وذاك تتيح للفرد منّا ممارسة هواياته وأنشطته المحبّبة، وقضاء وقت مفيد بعيداً عن المقاهي التي أدمنّاها نتيجة غياب هذه المؤسسات وغيرها من المؤسسات الفكريّة والاجتماعيّة.
كما إنّ الاهتمام بهذا المجال لا يقع على كاهل مؤسّسة بعينها فقط، بل يحتاج أولاً إلى قرار سياسي، ثم عمل تكاملي تشترك فيه مؤسسات مختلفة كالتربية بمناهجها وأنشطتها وملاعب وقاعات مدارسها المجهّزة، ومسؤولي العمل البلدي حكوميّين كانوا أم متطوّعين بايجاد مساحات لممارسة الأنشطة الرياضيّة المختلفة في كلّ حيّ وقرية وحارة، والصحّة ببرامجها التوعويّة في هذا المجال، والشئون الرياضيّة كجهة مشرفة ومسؤولة عن وضع استراتيجيّات طويلة المدى تشمل خططاً ومنشئات ومراكز صقل وتأهيل بالتعاون مع المختصّين من أكاديميين ورياضيين سابقين والجهات سابقة الذكر.
وقديماً قالوا: "العقل السليم في الجسم السليم".
والغريب أن منحنى الإنجازات لدينا يسير عكس الإتّجاه، فمحمّد المالكي الذي تابعناه بقلوبنا وهو يحقق الإنجاز تلو الآخر قبل حوالي ثلاثين عاماً لم يأت من يخلفه، ومنتخب القدم الأول بعد بطولة الخليج التاسعة عشرة يمشي للخلف دُر، ومنتخبات الأولمبي والشباب والناشئين التي حققت قبل سنوات متفاوتة إنجازات كبيرة على المستويات الإقليميّة والقاريّة أصبحت تخرج من الأدوار الأولى، وبعد حنظل الحارثي لم يظهر لاعب في الملاكمة، وقس على ذلك بقيّة الألعاب والمشاركات.
لِمِا سبق أجدني مضطرّاً لطرح السؤال الآتي: هل الميداليّات (القليلة) التي حقّقناها في بضع مسابقات كانت نتيجة تخطيط مسبق وقتها أم أنّها أتت بالبركة وبدعاء الوالدين، والأهم من ذلك: هل الرياضة لدينا بخير أم أنها تعاني من أزمة حقيقية، وهل نعتني بالرياضة لمجرد أن نسدّ خانة في بند الخطط الحكومية المختلفة أم لإيمان حقيقيّ بأهميّتها ودورها المجتمعي، ورغبة في صناعة البطل الرياضي الذي يمثل السلطنة في مختلف المحافل، ويكون سفيراً ايجابياً لها يجعل صدى اسمها يتكرر في آذان وأذهان المتابعين، وهل الأندية والاتحادات والمؤسسات الرياضية المختلفة تقوم بالدور المطلوب في هذا المجال أم أنها مخصصة للعبة أو اثنتين، ولعدد محدود من الأفراد!!
برأيي أنّ النتائج السلبيّة التي يحقّقها رياضيّونا في مختلف المجالات هي نتيجة حتميّة وطبيعيّة لمدى نظرتنا إلى الرياضة وترتيبها ضمن أولويّات الحياة المجتمعيّة، فلا أعتقد أنّ لدينا استراتيجيّة أو رؤية واضحة تجاهها، فلا أكاديميّات متخصّصة يمكن أن تصنع أبطالاً حقيقيّين، ولا دورا واضحا للأندية كذلك، فمن يطلع على أحوال كثير من الأندية لدينا يجد أن اهتمامها يكاد ينحصر في لعبات محددة، وعلى رأسها كرة القدم، أي أنّ الأندية تخدم عدداً محدوداً من المجتمع لا يتجاوز المائة شخص هم عداد أفراد الفرق الكروية بتلك الأندية، كما إنّ القاعات المخصصة لممارسة الأنشطة الرياضيّة إما غير موجودة من الأساس، أو مهملة، أو مخصصة كمخازن للأدوات الرياضية، كما إنّ مباني العديد من الأندية غير مصممة بشكل يتناسب وقيام النادي بدوره المنشود، فكثير من هذه المباني إما أنّها قديمة الإنشاء، أو صغيرة الحجم بما لا يتوافق مع الأنشطة التي ينبغي أن تمارس فيها، لذا فليس من الغريب أن نفقد العشرات من المواهب المتنوعة في مختلف المجالات بسبب ضعف دور الجهات التي ينبغي عليها البحث عن تلك المواهب واحتضانها وتأهيلها.
أضف إلى ذلك ضعف البنية التحتيّة والاهتمام (الخجول) بها، ففي كثير من الدول المتقدّمة رياضيّاً يأتي الأبطال من مدن وقرى صغيرة قد لا يكون لها وجود على خارطة ذلك البلد، أمّا نحن فما زالت عشرات المدن، ومئات القرى بلا ملاعب آدميّة لكرة القدم، ومازال البعض يستخدم الشواطئ أو مواقف السيّارات كمكان لممارسة نشاطه الكروي، وإن وجد المكان على استحياء فأين هم الكشّافون؟ أمّا بقيّة الألعاب فحدّث ولا حرج! ويمكن للمتتبّع أن يلحظ سيطرة أندية بعينها على مسابقات هذه الألعاب لأنّ الأندية الأخرى، وحتّى الفرق الأهليّة تفتقر إلى تلك المنشآت، وحتّى إن وجدت بضعة ملاعب ثلاثيّة في بعض الأندية فغالباً ما تحوّل إلى نشاط كرة القدم لأنّه لا ميزانيّات تستوعب توفير مدرّبين أو أخصائيين في تلك الألعاب. ولي أن أسرد مثالاً واحداً على سبيل المثال لا الحصر، فبرغم السواحل الطويلة التي تتميّز بها السلطنة، ووقوع الكثير من المدن والقرى على تلك الشواطئ إلا أنّه يندر أن تجد سبّاحاً يمثّل المنتخبات الوطنيّة من تلك المناطق عدا بعض مناطق العاصمة، فهل يعقل ألا تجود تلك الشواطئ برياضيّ واحد في هذا المجال وهم الذين رضعوا حبّ تلك الهواية منذ نعومة أظافرهم؟!
وقد يقول لك البعض إنّ هناك أنشطة كثيرة تنفّذها الجهات المختصّة بهذه الأنشطة في الصيف، وأنّ هناك مسابقات متعدّدة تجرى طوال أيّام السنة فلماذا كلّ هذا التشاؤم؟ والرد على هذا الرأي هو أنّه ينبغي قبل أن تطرح هذه المسابقات فالمفترض أن يكون لها وجود حقيقي، وممارسة واسعة، وبنية تحتيّة ملموسة، لا أن أطرحها لمجرّد رغبة البعض في الحصول على مبالغ ماليّة قد تضاف لبند فريق الكرة بالنادي، أو بحثاً عن جوائز بسيطة هنا وهناك.
إنّ دولاً كثيرة قد أولت الرياضة اهتماماً حقيقيّاً لإدراكها للدور الكبير الذي تحققه في تكوين وصقل شخصية الفرد، وكذلك في التعريف بالبلد في مختلف المجالات، ولنا في دول أوروبّا الشرقيّة، وشرق آسيا، وأمريكا الوسطى، وكوبا وغيرها المثل الواضح على ذلك، فهذه الدول وبرغم ظروفها المادّيّة التي قد تكون أسوأ عنّا في كثير منها إلا أنّها ونتيجة للتخطيط السليم، وبناء قاعدة رياضيّة متينة، قد تفوّقت وحجزت مكاناً دائماً لها على منصّات البطولات، فالرياضي لديهم يهيّأ منذ نعومة أظافره من خلال أكاديميّات رياضيّة متخصّصة، واستراتيجيّات طويلة المدى، ومن خلال خطّ زمني واضح، بحيث يمكن أن تتنبّأ بالانجازات التي يمكن أن يحقّقها مستقبلاً.
إنّ المبالغ التي صرفت وستصرف على المشاركات الخارجيّة تكفي لإنشاء بنية تحتيّة رياضيّة نستطيع من خلالها صقل وتخريج أفضل المواهب الرياضيّة في مختلف المجالات، وستمكّننا من المنافسة المشرّفة مع دول العالم المختلفة، وقبل هذا وذاك تتيح للفرد منّا ممارسة هواياته وأنشطته المحبّبة، وقضاء وقت مفيد بعيداً عن المقاهي التي أدمنّاها نتيجة غياب هذه المؤسسات وغيرها من المؤسسات الفكريّة والاجتماعيّة.
كما إنّ الاهتمام بهذا المجال لا يقع على كاهل مؤسّسة بعينها فقط، بل يحتاج أولاً إلى قرار سياسي، ثم عمل تكاملي تشترك فيه مؤسسات مختلفة كالتربية بمناهجها وأنشطتها وملاعب وقاعات مدارسها المجهّزة، ومسؤولي العمل البلدي حكوميّين كانوا أم متطوّعين بايجاد مساحات لممارسة الأنشطة الرياضيّة المختلفة في كلّ حيّ وقرية وحارة، والصحّة ببرامجها التوعويّة في هذا المجال، والشئون الرياضيّة كجهة مشرفة ومسؤولة عن وضع استراتيجيّات طويلة المدى تشمل خططاً ومنشئات ومراكز صقل وتأهيل بالتعاون مع المختصّين من أكاديميين ورياضيين سابقين والجهات سابقة الذكر.
وقديماً قالوا: "العقل السليم في الجسم السليم".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.