(1)
"تفضل
حضرة صاحب الجلالة فأصدر أوامره السامية بفتح ثلاثة فروع للهيئة العامة للأعمال
الخيرية في كل من صلالة وصحار وصور وذلك بهدف توسيع نشاط وخدمات الهيئة". كما
" أصدر جلالة السلطان توجيهاته السامية بإلغاء الدرجة الخامسة من جدول الدرجات
والرواتب الوارد بقانون الخدمة المدنية، ومعالجة الآثار التي ترتبت عليها".
خبران مهمان
طالعتنا بهما وسائل الإعلام المحلية المختلفة خلال الأيام القليلة الماضية،
وتؤكدان على مدى حرص واهتمام باني نهضة هذا الوطن باحتياجات المواطنين ، و انحيازه
الدائم إليهم كما هو الحال في كل مراسيمه وأوامره وتوجيهاته حفظه الله، وعلى مدى
البعد الإنساني المتمثل في كثير من الجوانب المجتمعية التي يوليها – رعاه الله -
اهتمامه الشخصي الكبير كمجالات الثقافة والعمل التطوعي والتكافل الاجتماعي وغيرها
من المجالات الإنسانية ضارباً مثلاً يحتذى به ، وأنموذجاً يقتدى به.
لن يبنى هذا الوطن
سوى بالتفافنا واقترابنا معاً قيادة وشعباً، وإيماننا بأهمية الشراكة
المجتمعية، وأن الحوار العقلاني الهادف هو الوسيلة المثلى لحل مشاكلنا، والتغلب
على المصاعب التي قد تواجهنا، وتحقيق آمالنا التي نرغب بها.
(2)
"في إطار متابعة الهيئة لكافة الاستعدادات لاستقبال عيد
الفطر، والوقوف على مدى توافر السلع ومستويات الأسعار قام سعادة الدكتور رئيس
الهيئة العامة لحماية المستهلك بزيارة تفقدية إلى سوق الموالح المركزي، وأصدر
تعليماته إلى موظفي الهيئة بضرورة الحرص على استقرار الأسعار، وأهمية توافر السلع".
لو ترك كل مسئول لدينا كرسيه الوثير، واقترب
من نبض الشارع، لاختفت كثير من المشكلات
الوهمية، ولتطور العمل داخل مؤسسته بشكل ملحوظ، ولسدت كثير من الفجوات الحاصلة بين
الطرفين.
(3)
في ظل التنامي الكبير لأعداد المحلات التجارية الكبيرة (
الهايبر ماركت )، ومحلات الهدايا والتي تحمل في الغالب أسماءً غير عمانية، والتي
غزت كثيراً من المدن والولايات، ويملك
معظمها عدد من المستثمرين الغير عمانيين ، ما هو مصير المحلات الصغيرة التي تعود
ملكيتها إلى مواطنين عمانيين غامر كثير منهم بطلب التقاعد المبكر، وضحى بعضهم
بمكافأة نهاية خدمته، أو باع أرضاً وحيدة يمتلكها، أو استدان من (طوب الأرض) كي
يجد له مصدر دخل يعينه على مصاعب الحياة وتحدياتها المختلفة من خلال قيامه بفتح
(بقالة) صغيرة، أو محل هدايا متواضع، أو منفذ لبيع الخضروات والفواكه، معتقداً أنه
سيحظى برعاية واهتمام المسئول من خلال تشريعات اقتصادية توفر له الحماية، وتضمن له
الاستمرارية في العمل، وعدم الخوف من تحديات المستقبل.
ترى كم من المحلات الصغيرة أقفلت أبوابها أو عرضها أصحابها للبيع جراء عدم
قدرتها على منافسة تلك المحلات الكبيرة ،
وهل سنشهد خلال الفترة القادمة طرحاً أوسع لمثل هذه القضية، وحلولاً مهمة تطمئن
البقية؟
(4)
ما إن أتابع مسلسلاً إذاعياً محلياً إلا وأفاجأ بحرص
القائمين على كثير من هذه المسلسلات
على حشر الشخصية البدوية ضمن أحداث
المسلسل، حتى لو كان هذا المسلسل يناقش قضية أخرى لا تستدعي أحداثها وجود مثل هذه
الشخصية، وذلك من خلال دور أصبح ثابتاً في
هذه المسلسلات، ويذهب غالباً إلى ممثل بعينه، يحمل أسماء غريبة قد لا تمت للبيئة
البدوية الحقيقية بصلة كنعيجان أو فليحان أو محيميد، وأسماء أخرى لم تستطع ذاكرتي حفظها
برغم تكرارها اليومي، وكأنه حرام على البدوي العماني أن يكون اسمه عبد الله أو
محمد أو أحمد أو غيرها من الأسماء المعتادة،
ويزيد القائمين على مثل هذه المسلسلات في فضلهم وتكرمهم علينا فيجعلون الممثل
يتكرم علينا كل خمس ثواني بأن يعتزي بأنه (صاحب الركاب) كي يذكرنا بأنه بدوي، وكأن
البدوي شخصية خيالية هبطت من إحدى الكواكب القريبة، لا تلك التي نعرفها بحكم
معايشتنا لها.
هل نهتم في مسلسلاتنا بالفكرة والمضمون ، أم بالمؤثرات
التي نعتقد أنها ستضفي شيئاً من الفكاهة حتى لو لم تكن لها علاقة بفكرة المسلسل،
أم أنه لا توجد أساساً فكرة واضحة تم بناء سيناريو المسلسل على أساسه؟.
ما زالت مسلسلاتنا الإذاعية هي ذاتها لم يتغير إطارها
ومضمونها، ومازالت موسيقاها هي نفس الموسيقى كما عهدناها، ومازال أبطالها هم
أنفسهم مع تغيير في بعض الأسماء، ومازال المخرجين والمؤلفين هم ذاتهم . هل الأمر
أصبح نوع من التقليد أو الواجب الذي ينبغي أن نقوم به؟ وهل بالفعل يرى البعض
في كتابة سيناريوهات هذه المسلسلات أو
القيام بأدوار شخصياتها أو إخراجها نوع من (السبوبة) المالية بغض النظر عن مستواها
أو مدى تطورها؟
(5)
في عصر أحد أيام الشهر الفضيل، وبينما كنت أقلب مؤشر
القنوات الخاص بجهاز التلفزيون استرعى انتباهي مشهداً خطيراً ينبغي التوقف
معه في أحد مسلسلات الأطفال الشهيرة والتي
يحرص كثير من أبنائنا على متابعتها.
يدور المشهد حول ذهاب عدد من شخصيات ذلك المسلسل إلى
امرأة ترتدي تاجاً يشع منه نور ساطع، وتحمل عصاً يتلألأ فيها عدد من النجوم
الصغيرة ، ينادونها بلقب "الأم الطبيعة " ويطلبون منها أن تنزل الثلج ،
وتوقف جريان النهر الذي يهدد قريتهم، فتضرب "الأم الطبيعة" بعصاها
وتتمتم ببعض الكلمات فيتحقق كل ما طلبوه.باختصار هي تؤدي دور (الرب) في ذلك
المسلسل الغربي المترجم إلى العربية والذي تعرضه كثير من الفضائيات العربية.
كما أذكر أن ابني سألني يوماً بعد أن تكرر أمامه مشهد
القط "جيري" وهو يموت عشرات المرات في كل حلقة ثم يقوم وكأن لم يكن
شيئاً : أبي .. يعني لو طعنت أختي بالسكين ، فهل ستموت ؟.
ومازلت أتذكر مشهداً عالقاً بذاكرتي منذ الطفولة في مسلسل أطفال آخر مترجم يتناول أحد رجال
الشرطة وهو يطارد عدد من اللصوص على ظهر جمل ، ثم يتوقف في إحدى محطات تعبئة الوقود كي يقوم بتعبئة
الجمل بالبترول، ومن ثم يواصل مشوار المطاردة .
أين إعلامنا العربي من هذا الغزو الفكري الذي يتعرض له
أطفالنا، ويؤثر على سلوكياتهم وانتماءاتهم الدينية و الوطنية ، ومتى ستكون لنا برامجنا
الهادفة التي تخاطب الطفل، وتنمي اهتماماته، وتشبع ميوله، وتكون بديلاً اختيارياً
عن تلك البرامج المدبلجة أو المترجمة، والتي لم يتم إعدادها أو توجيهها عبثاً.
هل سنرى يوماً ما برامج أطفال بمستوى"افتح يا
سمسم"، أو "المناهل" مثلاً.
(6)
"الهبطة"، "العرسية"، "
الفوالة"، " العازي"، "العيد فرحة"، " مبارك يا عيد
مبارك"، "حمدان الوطني"، "صفاء أبو السعود"، " المسدس البلاستيكي بطلقاته الحمراء
اللون"،.
أيام قليلة ونتذكر كل هذه الأشياء الجميلة وغيرها من
الذكريات التي ارتسخت في ذاكرة الكثيرين من جيلنا بكل بساطته وعفويته.. كل عيد وأنتم بخير.