الاثنين، 18 يناير 2016

في بلاد الأتراك (5)

كان الساعة تقترب من الثالثة عصراً عندما كنت أتطلّع إلى اللوحة البانوراميّة الجميلة الماثلة أمام عينيّ والتي تجسّد خليج القرن الذهبيّ بكل ما يحيط  به من جسور، وجوامع، وأسواق، وقصور، وغيرها من مفردات الحضارة المختلفة التي تعاقبت على صناعتها دول عدّة كان لكل منها نمطها وخصوصيّتها الثقافيّة المتفرّدة، وكان الخيار أمامي هو سلوك أحد جسرين: أتاتورك، أو جلطا، ولكل معالمه ومناطقه التي يؤدّي إليها، وكل بحاجة إلى فسحة من الوقت الكافي للتعرّف على ما تحويه تلك المناطق التي يصل إليها.

كان جسر أتاتورك هو الأقرب بالنسبة لموقعي الجغرافي الذي كنت أقف عليه، كما أنّني رغبت في أن أخصّص يوماً كاملا لمنطقة جلطا ابتداء ببرجها الشّهير، وانتهاء بجسرها الأشهر، مروراً بشوارعها الضيّقة المرصوفة بالحجارة، ومطاعم السمك التي تشتهر بها، والوقت الحالي لن يسمح لي بذلك خاصّة وأنّه لم تتبقّ سوى بضعة سويعات عن حلول الظّلام!

كنت حتّى هذه اللحظة لم أدخل أيّاً من الجوامع الإسلاميّة الشهيرة على كثرتها في اسطنبول، والتي يطلقون عليها لقب (كامي) تحريفاً من اللفظة العربيّة (جامع)، كما أنّني لم أجرّب بعد المطعم التركيّ بتفاصيله الغنيّة إلا إذا كنّا سنعتبر أن المطاعم والمقاهي التي تحمل أسماء تركيّة لدينا تنتمي تجاوزاً إلى ذات المطبخ، وهو أمر ثبت لي عدم دقّته في نهاية رحلتي، لذا استقر رأيي على الذهاب إلى منطقة السلطان أيوب لأداء صلاة العصر في جامعها الشّهير وتناول وجبة الغداء في أحد مطاعمها التقليديّة التي تزدان بها.

أهبط بضعة درجات تفصلني عن المكان الذي كنت أقف فيه في تلك الشرفة الخضراء من شارع (بيوغلو) في طريقي نحو الجسر. في معظم جولاتي في أزقّة وحواري الجزء الأوروبّي من المدينة  اكتشفت أنها في الأساس بنيت على تلال ومرتفعات غير منبسطة، لذا تأخذك الدّهشة وأنت ترى الشوارع المرصوفة بالحجارة والإسفلت بانحناءاتها وانحداراتها، ويصيبك الذهول وأنت تتساءل في كلّ مرة تدخل فيها إحدى محطّات المترو: كيف أقاموا كل هذا أسفل أراض جبليّة! وكيف شقّوا كل هذه المساحات!!

أصل إلى مدخل الجسر الذي يخترق خليج القرن الذهبي، كان الجوّ يميل إلى البرودة، ولكن الإحساس العام هو الشعور بالدفء، كيف لا والجسر مزدحم على طول مساره بالعشرات من كبار السن، والشباب، والصغار ممّن أتوا لممارسة هواية الصّيد تحيط بهم أباريق الشاي والقهوة، ويمرّ عليهم عدد من باعة المكسّرات والحلويّات وسط جوّ حميميّ رائع من تبادل الأحاديث الودّيّة، والنكت، والسباب المغلّف بالضحك والمزاح.

وأنا أواصل مسيري على الرصيف الأيسر للجسر أتأمل الخليج الشهير الذي يحيط به، والذي يشطر القسم الأوروبي إلى قسمين على طول سبعة كيلو مترات بجسوره الثلاثة، ومعالمه المتنوّعة التي تحيط به، متخيّلاً السلطان محمد الفاتح وهو يحاصر( آيا صوفيا ) وما حولها بعد أن نقل حوالي 65 سفينة من مرساها في (بشكتاش) عبر جبال جلطا من خلال ألواح خشبيّة طليت بالزيت والشّحم، ومن هذا الخليج انطلقت تلك السفن في عمليّة ليليّة بعيدة عن أنظار البيزنطيين لتحاصر المدينة وتدكّ حامياتها معلنة فتح المدينة وتغيير اسمها إلى (اسلام بول) أو مدينة الإسلام.

أصل إلى نهاية الجسر، لأنعطف يميناً مع اللائحة التي تشير ناحية منطقة أيّوب، أكثر اللوائح مكتوبة باللغتين الانجليزيّة والتركيّة، ويمكن بسهولة التعرّف على الأماكن التي تشير إليها خاصّة وأن كثير من أسماء المعالم التركيّة المختلفة هي في الأصل عربيّة مع تغيير في نطق بعض الحروف، كما أنّ السائح العربي يجد الكثير من المعلومات باللغة العربيّة خاصّة في الأماكن الأثريّة الإسلاميّة كالجوامع، والمساجد، والمدارس، والأسواق، وغيرها.

أدخل منطقة السلطان أيوب فأنبهر ممّا تحويه من معالم إسلاميّة متنوّعة وكأنّني في متحف إسلامي مفتوح لا في حيّ سكنيّ عام فأحواض الماء، والسبل، والحمامات الأثريّة، والجوامع، والخانات، والأضرحة كانت تشكل معظم مفردات المكان الذي تعود سبب شهرته إلى وجود أحد أشهر الجوامع المقدّسة في اسطنبول وهو جامع  الصحابي أبو أيوب الأنصاري الذي استشهد عند محاصرة العرب المسلمين للمدينة زمن معاوية، والذي يعدّ كثير من الأتراك جامعه رابع الأماكن الإسلامية المقدسة بعد البيت الحرام، والجامع النّبوي، وبيت المقدس، لذا فمن شدّة تقديس الأتراك لهذا الجامع أنّهم كانوا يقيمون فيه مراسم تقليد السيف للسلاطين الجدد، كما أن من بين العادات المرتبطة به جلب الأولاد لزيارة الجامع وضريحه قبل إجراء الطهارة لهم، عدا أن العديد من الشخصيّات السياسيّة والاجتماعيّة والفكريّة ذكوراً وإناثاً كانوا يوصون بدفنهم هنا تبرّكاً بوجود ضريح الصحابي الجليل، وهذا ما يفسّر كثرة الأضرحة والقبور التي تقع في محيط الجامع.

لبناء الجامع قصة مثيرة، حيث تقول الروايات أن محمد الثاني عندما فتح القسطنطينيّة عام 1453 رأى أستاذه في منامه مكان ضريح أبي أيّوب، فأمر السلطان بالتحرّي عنه والعثور على القبر الذي دفن فيه، ومن ثمّ تم تشييد الجامع وتوالت عمليّات توسعته وترميمه طوال السنوات اللاحقة.

كان صحن الجامع عند اقترابي من بوّابته الضخمة مليئاً بالعشرات من السيّاح وأبناء الحيّ الذين أتوا بأطفالهم للتبرّك، أو لطلب الدعاء، أو لأداء صلاة العصر التي حان وقتها، أدخل باحته الداخليّة المستطيلة منبهراً بالزخارف، والنقوش، والآيات القرآنيّة التي خطّت على جوانبه بأسلوب فنّيّ بديع يدل على مدى الرقيّ والابداع الذي وصلت إليه الحضارة الإسلاميّة، وهي سمة سألاحظها فيما بعد في كل الجوامع والمساجد التي سأقوم بزيارتها مخلّفة لديّ عشرات التساؤلات حول الامكانات الفنيّة (المذهلة) التي كان يتمتّع بها مهندسو وفنانو تلك العصور!

أؤدي صلاة العصر مع جماعة صغيرة من الأتراك، ثم أدخل ضريح الصّحابيّ الجليل فأجده مزيّناً بالخزف ذو اللونين الأزرق والأبيض الذي مازال يحتفظ برونقه وأناقته رغم مرور عشرات السنين على تركيبه، بينما أحيط القبر بقفص من الفضّة الخالصة، وبجواري عدّة مرشدين يشرحوا للأفواج المرافقة لهم تاريخ الجامع، ونبذة من حياة أبي أيوب الأنصاري.

أغادر الجامع في طريقي لاكتشاف ما تبقّى من معالم الحيّ، وفي طريقي أجرّب أن أشرب من أحد سبل الماء المتناثرة على طول السور الأثري المحيط بالجامع كعادة عثمانيّة قديمة لدى السلاطين وحاشياتهم، وأرباب الدولة وكبار رجالها الذين كانوا يعتنون بإقامة مثل هذه المشروعات الخيريّة والانفاق عليها بحيث تبدو كتحف معماريّة جميلة، فينزل الماء بارداً عذباً زلالاً، يشجّعني ذلك على أن أغسل وجهي ومرفقي، وأرشّ بعض الماء على رأسي في محاولة لاجتلاب مزيد من الانتعاش، فالوجهة القادمة بحاجة إلى مزيد من اللياقة والتحمّل، كيف لا وأنا أقصد الذهاب إلى مقهى (الستّ رابعة)، أو (بيرلوتّي) بعد أن تغيّر مسمّاه بعد ذلك، والذي يقع على تلّة مرتفعة تطلّ على خليج القرن الذهبي، وتبعد حوالي عشر دقائق عن الجامع.

أمّا ما هي حكاية ذلك المقهى الشّهير، ولماذا تم تغيير مسمّاه، ومن هو بيرلوتّي هذا فهذا حديث أؤجّله للمقال القادم.

الاثنين، 11 يناير 2016

في بلاد الأتراك (4)

ولأنّني أتيت لخوض تجربة بوهيميّة تبقى طويلاً في الذاكرة، لذا فقد كنت متلهّفاً للخروج ورؤية أكبر قدر من تلك المعالم التي تزخر بها هذه المدينة العظيمة، ولعلّ أوّل ما قرّرت القيام به هو اكتشاف المنطقة المحيطة بالفندق، والتجوال في شارع الاستقلال الذي كان قد بدأ يعجّ بروّاده من السيّاح وقاصدي المصالح المختلفة من أبناء البلد، قمت خلالها ببعض الأمور الروتينيّة كتغيير مجموعة من العملات التي كنت أحملها إلى ليرات تركيّة، وشراء شريحة هاتف اكتشفت بعد ذلك أنّني لم أكن بحاجة ماسّة إليها على الرغم من العرض (المذهل) الذي حصلت عليه، والذي يتضمّن الحصول على مكالمات دوليّة مع حزمة بيانات انترنت سعتها 6 جيجا بايت بسعر زهيد لا يتجاوز السّبعة ريالات (عرفت لاحقاً أن هناك شركات اتصالات أخرى تقدّم عروضاً أفضل) ذلك أنّ الانترنت متوافر بشكل مجّاني في أغلب الفنادق والمحلات والمطاعم والمقاهي وبسرعات عالية!

كانت بداية انطلاقة جولاتي في اسطنبول من أحد المقاهي الشرقيّة الذي تعجّ بها الشوارع الجانبيّة المتفرّعة من شارع الاستقلال، ووقع اختياري على أوّل مقهى لمحته عينيّ صباحاً، وكنت قد حدّدت موقعه سلفاً من خلال كتابة أسماء المعالم البارزة التي تحيط به على مفكّرة صغيرة كنت أحملها في جيبي، وكانت السّمة التي لاحظتها وهي سمة تميّز معظم المقاهي الشرقيّة في تركيا أنّ علب الشطرنج، والزهر، والدومينو موضوعة على كلّ طاولة من طاولات المقهى، كما أنّ قائمة الطلبات تتضمّن كافّة المشروبات الشرقيّة من شاي بأنواعه، وقهوة، وسحلب، وكركديه، وزعتر، ويانسون، وزنجبيل وغيرها، وكأنّني في أحد مقاهي القاهرة أو بغداد أو دمشق، وهو أمر لن أستغربه خلال الأيّام القادم عندما سألاحظ مدى التشابه الهائل في كثير من المفردات الثقافيّة بين تركيا والشّرق كعمارة المساجد، والبازارات، والحمّامات الشرقيّة، والمدارس الدينيّة، والخانات وغيرها، كيف لا وهناك قرون من التواصل الحضاريّ بين تركيا والشرق منذ عهد بيزنطة وحتّى أتاتورك، مروراً بفترات الحكم المملوكي، والعثماني وما تخلّلته من قنوات تواصل مختلفة!

على إحدى الطاولات الجانبيّة جلست، ومن كيس كنت أحمله أخرجت بضعة صحف مصريّة اعتاد رئيسي في العمل وهو شخصية تكاد تكون نادرة بما يملكه من صفات مذهلة، وملكات مختلفة، أن يهديها إليّ مع بداية كلّ أسبوع ذلك أنّنا نشترك في ذات الهواية، وهي العشق لمفردات المدن العريقة من شوارع، وصحف، ومقاهي، والانشغال بقضاياها الفكريّة، والاجتماعيّة، والاقتصاديّة. 

وكأنّني أريد استعادة بعض من سوانح ذكريات كثيرة في مقاهي القاهرة المختلفة أخرجت إحدى الصّحف وبدأت في مطالعتها غارقاً في هموم المصريّين من مشاكل اقتصاديّة، وسرقة أراضي من قبل بعض الحيتان، ومعاناة يوميّة تعيشها الطّبقات الكادحة التي يحصد أفرادها أسوأ ما تخلّفه الثّورات المتكرّرة، فلا يكون نصيبهم إلا قعر الحلّة، بينما يفوز من قامت ضدّهم تلك الثورات بالنصيب الوافر من الهبر والمكسّرات التي تزيّنها، إلى أن أعادني إلى الواقع  صوت بائع (السّميت) أو السّميط كما يسمّيه العرب، وهو نوع من الخبز بالسّمسم تشتهر به تركيا، ويعدّ من المأكولات السّريعة رخيصة الثّمن، وهي وجبة الذين لا وقت لديهم لترف الإفطار اليوميّ بسبب انشغالات الحياة، وهو منظر تجده كذلك في كلّ شارع مصريّ، الأمر الذي يدفعك للتساؤل: ترى من نقل للآخر حضارته!

أزيح الصحيفة جانباً تاركاً عبد الحليم قنديل مع هموم بني جلدته من المصريّين، لأعبث بأحجار النّرد متمنّياً لو أجد من أغلبه في دور عشرة بلدي، ولكن هيهات من ذلك وأنا الماكث وحيداً في مكان كلّ تفاصيله غريبة عنّي، وتمنّيت وقتها لو أحضرت أحدهم معي على الأقل كي أغلبه في آخر السّهرة بعد أن نكون قد جبنا كثيراً من شوارع المدينة وأزقّتها، ولكن ما نيل المطالب بالتمنّي! بل هي كذلك. نعم كذلك! ليت أحلامنا تتحقّق بهذه السهولة، ذلك أنى لم أكن قد أفقت بعد من تمنّياتي لأفاجأ بشاب ممتلئ تبدو على ملامحه الطّيبة والوداعة يستأذنني بلغة انجليزيّة مكسّرة كي يلعب معي دور طاولة بعد أن رآني أعبث وحيداً بأحجار النرد!

كان الشابّ ايرانيّاً أتى لقضاء بضعة أيّام في تركيا كما يفعل في هذا الوقت من كلّ عام كما أخبرني ونحن نتحدّث لمدّة ساعتين مرّت وكأنّها دقائق، بالإنجليزي تارة، وبالإشارات تارة أخرى، وقد غلبني في دورين على الرغم من أنّه قد تعلّم للتوّ طريقتنا العربيّة في اللعب والتي تختلف كلّيّاً عن طريقة الايرانيّين والأتراك! كنت أقول لنفسي في خضمّ احتدام التنافس بيني وبينه: لو جلس الطرفين السّنّي والشيعي، أو العربي والايراني كما نجلس نحن الآن على أيّ مقهى، ولعبوا دور طاولة أو شطرنج، أو تطارحوا بعض الأدب لزال كلّ الاحتقان، ولما عدنا ننظر لبعضنا البعض كما يحدث الآن، ولما قاسى كثير من أبناء جلدتنا من نتائج ما يفعله بعض الساسة ورجال الدين بنا. ليت مشاكلنا تحلّ على طاولة قهوة، لا طاولة مستديرة!

بعد أن شربت أوّل فنجان قهوة تركيّة أصليّة، وبعد أن لعقت ما ترسّب أسفلها من بقايا بنّ محوّج وهي إحدى السيّئات القليلة التي أتيت بها من رحلتي حيث أنّني أدمنت بعدها شرب هذا النوع من القهوة، وأصبحت أبحث عن المقاهي التي تقدّمها بجودة مناسبة، وبعد أن ودّعت صديقي (الايراني الشّيعيّ) كانت الخطوة الثانية لي هي الخروج من محيط شارع الاستقلال لاكتشاف المتحف التاريخيّ الذي يدعى اسطنبول، وكانت اللوحة البانوراميّة المذهلة بكل ما تحويه من جسور، وجوامع، وأسواق، وقصور رابضة أمام عينيّ وأنا أتطلّع إليها من على شرفة ميدان عشبيّ صغير يطلّ عليه الشارع الذي أسكن فيه، فكان القرار هو محاولة التعرّف على ملامح هذه اللوحة وبأسرع وقت، فالوقت لا ينتظر، وكلّ دقيقة لها قيمتها، ولو حسبنا عدد الآثار والمعالم التي تحويها المدينة وقسّمناها على بقيّة الدقائق المتبقّية من عمر الرحلة لربّما فاقتها عدداً، إذاً لا وقت للخمول، وأهلاً برياضة المشي التي كنت قد هجرتها منذ فترة طويلة عندما كنت أجوب شوارع القاهرة الكثيرة على رجلي متنقّلاً من شارع لآخر دون أدنى شعور بما تعنيه لفظة إرهاق.

ومن منطلق المثل المصريّ القائل (آكلك منين يا بطّة) بدأت حيرتي وأنا أتطلّع إلى ما حولي من جسور وشوارع تخترق خليج القرن الذهبيّ الذي يربط بين طرفي اسطنبول الأوروبيّة، فهل أبدأ من جسر أتاتورك وصولاً إلى منطقة السلطان أيّوب، أم أنطلق من جسر غلاطا لأدخل بعدها حيّ أمينونو والسلطان أحمد حيث السّوق المصري، وحيث مساجد السلاطين المختلفة! ولعلّ القارئ قد يستغرب مدى معرفتي بتفاصيل الأماكن وأنا الذي لم أكمل يومي الأوّل بعد! وقد يزول هذا الاستغراب إذا ما علم أنّني كنت قد رسمت نسخة من خارطة المدينة في عقلي قبل وصولي إليها، كما أنّني كنت أحمل نسخة من إحدى الخرائط التفصيليّة للمدينة والتي يمكن أن تجدها في أيّ فندق بها، عدا أنّك بضغطة زرّ على جهازك المحمول يمكن أن تحدّد المكان الذي تقف فيه، وما يحيط به من معالم، بالإضافة إلى أنّني كنت أدوّن في مفكّرتي الصغيرة نهاية كلّ يوم ومن خلال البحث في مواقع الإنترنت المعالم التي لم أزرها بعد،  وأبرز ما تتميّز به، وكيفيّة الوصول إليها، ومدى مناسبة وقتي لزيارتها.

كلّ هذا وحقيبتي لم تصل بعد! أما بماذا بدأت جولتي، فهو حديث أؤجّله للجزء القادم.